غزة ــ قيس الصفديجاءت «طيور الجنة» إلى قطاع غزة المحاصر لتسعد أطفاله. لكنّ حفلة فرقة النشيد الإسلامي المؤلفة بغالبيتها من الأطفال فشلت فشلاً ذريعاً... بسبب سوء التنظيم. تزور «طيور الجنة» غزة للمرة الأولى بالتنسيق مع مؤسسة «إبداع» (يرأسها القيادي في «حماس» محمد المدهون)، لكنّها جوبهت بانتقادات حادة بسبب سعر التذكرة الذي بلغ نحو دولارين ونصف، في قطاع محاصر يعاني معدلات خطيرة من الفقر والبطالة.
المحظوظون من أطفال غزة ممن تمكنوا من دفع ثمن التذاكر، خاب ظنهم بحفلة «طيور الجنة» التي يتتبعونها بشغف على قناة فضائية تحمل اسمها؛ إذ أدى التزاحم وتدافع الجماهير إلى إصابة كثيرين بحالات إغماء واختناق نقلوا على أثرها إلى المستشفيات. مواطنة فلسطينية ذهبت إلى الحفلة تحت ضغط من أبنائها، نشرت تجربتها المريرة على مواقع إلكترونية محلية، وقالت إنّ أولادها ذهبوا على أمل «مصافحة عصومي ووليد وديمة بشار أبطال الفرقة، والتقاط بعض الصور معهم». لكنّ «ملعب فلسطين» الذي احتضن الحفلة، لم يكن يتسع إلا لعشرين ألف متفرج، فإذا بعدد المتفرجين يصل إلى أربعين ألفاً، ما سبب فوضى عارمة. الجمهور الذي قاتل من أجل الدخول، لم يجد مقعداً... وإذا بمنظمي الحفلة يطلبون منه الجلوس على الأرض... أو كما كان يهتف أحدهم «الرجاء الجلوس على الحشيش»!
وانتقد مدير «مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان» خليل أبو شمالة «طيور الجنة»؛ «فالآلاف من أطفال غزة يتابعون هذه الفرقة على قناة فضائية تعرض كليبات مكلفة، تتناقض مشاهدها مع واقع الغالبية العظمى من أطفال غزة». وتساءل: «لمصلحة من تُجمَع هذه المبالغ؟». من جهته، برر مدير «طيور الجنة» خالد مقداد، وهو أردني من أصل فلسطيني ثمن التذاكر، مشيراً إلى أنّ «العائدات ستخصص لمشاريع دعم مواهب أطفال غزة». وقال مقداد في مؤتمر صحافي إن «باقي إيرادات الحفلات ستُقدَّم إلى الشعب الفلسطيني كمساعدات رمضانية، وخاصة إلى المؤسسات المعنية برعاية الأطفال». وأكد أنّ احتفالات الفرقة التي حضرها نحو 80 ألفاً في مهرجاني غزة وخان يونس هي الأكبر في تاريخ الفرقة، مقارنة بالاحتفالات التي أقيمت في 16 دولة أخرى.