اعتقد كثيرون أنّ بطش الرقابة هذه الأيام يقتصر على السينما والمسرح. لكنّ الأجهزة الساهرة على الأخلاق والسلام الأهلي وسعت اهتماماتها إلى إعلان تلفزيوني عن حفلة خالد الهبر المقبلة في «قصر الأونيسكو» في 20 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. أعدّ المنظمون الشريط الترويجي لبثّه على شاشة lbc «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، وهو يظهر الفرقة أثناء تمريناتها، على خلفية موسيقيّة لأغنية «أبانا الذي في السما» الشهيرة. وقد أزعجت كلمات الأغنية الرقيب المعروف بحساسيّته المفرطة في الآونة الأخيرة، علماً بأنها منتشرة على كل لسان ومعروفة منذ سنوات. هكذا اتصل الرقيب بشركة AVM الوكيلة الإعلانية لـ LBC، و«تمنى عليها تغيير الإعلان». هذا «التمني الخجول»، كان كافياً لوقف بث الإعلان عن حفلة الهبر، ما اضطر المنظمين الى تقديم شريط مختلف، نسمع في خلفيته أغنية «شارع الحمرا». الأغنية التي أزعجت الأمن العام، غنّاها الهبر في كلّ حفلاته الأخيرة تقريباً، وتقوم على مجاز شعري وفكري ليس فيه تعرّض لأحد طبعاً. ويمكن الجميع سماعها على موقع «يوتيوب». لكنّنا لم نعد نعرف اليوم ما هي حدود صلاحيات الأمن العام، وما الفرق بين «التمنّي» والقرار الإداري الخطي. خالد الهبر رفض التعليق على الموضوع، وقال إنها مسألة بسيطة لا تستحق التضخيم الإعلامي.
(الأخبار)