strong>صباح أيوبالمشهد يدور في باريس، في وضح النهار: فتاتان بنقاب أسود يغطي الجزء الأعلى من الجسد... فيما لبست كل منهما سروالاً قصيراً (شورت) يكشف بإسهاب عن فخذيها العاريتين. من الطبيعي أن تلفت هذه الظاهرة الغريبة أنظار المارة والسائقين، ويكتشفهما العابرون بين دهشة وفضول. هذا يلتقط صورة بالهاتف المحمول من سيارته المكشوفة، وذاك يلتفت مشدوهاً لا يكاد يصدّق عينيه، فيما يلتئم حول الصبيتين عمال التنظيفات بالأوفرهول الأخضر لالتقاط صور تذكاريّة...
من هما هاتان النصف ـ منقّبتين اللتان خلقتا بلبلة في عزّ الأجواء المحمومة، سياسياً واجتماعياً التي تشهدها فرنسا نيكولا ساركوزي؟ جامعيتان في العشرين، إحداهما مسلمة، تدرسان العلوم السياسة والاتصالات، وتفضّلان إبقاء هويتيهما مجهولتين حتى إشعار آخر. حركتهما NIQABITCH، هدفها الاحتجاج على القرار الذي اتخذته الحكومة الفرنسية بمنع البرقع أو النقاب في الأماكن العامة، وهو برأيهما مناقض للدستور الفرنسي.
تلك النزهة الخاصة جداً في شوارع مدينة الأنوار، وثّقتها المنقبتان السكسي، في فيلم قصير نشرتاه على «يوتيوب». بزيّهما المثير للجدل تعبران أمام مقار وزارة الدفاع، ووزارة الهجرة والهوية القومية، ومركز الحزب الاشتراكي... تلوّحان بأيديهما للكاميرا، وتتحدثان مع المارة.
الكليب (مع المقال على موقع «الأخبار») حديث الساعة في فرنسا، وقد دار حول العالم عبر الإنترنت، علماً بأن هناك نسخة مزوّرة مضادة منه حذّرت منها الفتاتان. «النيقابيتش» أنشأتا صفحة خاصة على «فايسبوك» أيضاً. ورداً على بعض الاحتجاجات التي رأت في الشريط «إساءة إلى الدين الإسلامي والمتديّنين»، أوضحتا على موقع rue89 أنهما «لم تقصدا مهاجمة المتديّنين أو التقليل من احترامهم». فالقصد من الشريط «مواجهة نواب الأمة الذين بلغوا درجة عالية من العنصرية».