في مناسبة 75 عاماً على تأسيسه، يعيدنا «بن يونس» في يوبيله الماسي إلى عصر المدينة الذهبي من خلال إعادة طبع ملصقات دعائية قديمة للمقهى منذ تأسيسه عام 1935، تمثّل مظهراً من مظاهر الـ pop art. تستحضر الملصقات واللوغو والصحون الواقية (coasters) التي طبعت للمناسبة، تصاميم الماضي بأمانة، بينما توقظ الإعلانات القديمة النوستالجيا إلى زمن التسويق البسيط. هكذا، يتحدّث «ملك البن العدني» إلى شعبه في أحد الإعلانات، سارداً فوائد القهوة. بينما يعلن ملصق آخر «التعبئة العامة» لـ«تعبئة قِفَف البن العدنيالأصلي والبرازيلي الممتاز». من باب إدريس وشارع ويغان في سوق الإفرنج، حيث افتتح أول فرعين لـ«مقهى يونس»، إلى شارع الحمرا والسوديكو اليوم، تتسع الفجوة الزمنية، وتظلّ العراقة خيطاً متيناً يربط الماضي بالحاضر. «ونحن نجدّد اليوم، قرّرنا أن نعود إلى الوراء. نلتزم قيم الماضي، أهمها البساطة في البيع والتسويق وعلاقتنا برواد المقهى» كما يقول أمين، مدير المؤسسة من الجيل الثالث. أدرك الوارث الأخير لتجارة العائلة سرّ «الخلطة الناجحة»، في ظلّ شيوع التسويق العدواني. مع تزايد عدد المقاهي المنتشرة على أرصفة الحمرا كالفطريات، كان لا بدّ من المحافظة على روح ما كان يُعرَف بمقهى الرصيف. التزام توارثه مديرو المقهى الذي كان أول من قدّم «الإسبريسو» في بيروت. اليوم، يتابع أمين مسيرة العائلة بحنكة التاجر الذي يوازن بين الرؤية المستقبلية وأصالة الماضي. في فرع الحمرا، تظل الزاوية القديمة ذات الطاولات الخشبية عزيزة على قلبه، رغم تمدّد المقهى إلى ملحق يحوي متطلبات الحداثة كالإنترنت وغيره