شيء من «دادا»

  • 0
  • ض
  • ض

بينما كانت الحرب العالمية الأولى تحصد الأرواح والفوضى عام 1916، لجأت زمرة من المبدعين والفنانين والشعراء الطليعيين من مختلف الجنسيات إلى سويسرا الحيادية. في زوريخ، سيفتتح الألمانيان هوغو بول، وإيمي هيمينغز كاباريه «فولتير» الذي ستخرج منه «دادا». في البدء، كانت هذه الحركة صرخة احتجاج على الحرب، تأثرت بالتيارات التكعيبية والمستقبلية والبنيوية والتعبيرية، قبل أن تحدث ثورة في تاريخ الفنّ والأدب والشعر مع رموز وأسماء كمارسيل دوشان، مان راي، فرانسيس بيكابيا، ماكس أرنست، تريستان تزارا، بول إيلوار، وأندريه بروتون... صحيح أنّ عمر الدادائية (1916 ــ 1923) كان قصيراً، إلا أنّ تأثير هذه الحركة التي كانت أول تيّار في الفن المفهومي، كان عميقاً وراسخاً لجهة فلسفة الفنّ ودوره وتمرده على القوالب. لقد كانت داعية هدم: هدم المفاهيم السائدة، والثوابت، والقوالب التقليدية الراسخة، واستفزاز المجتمع البورجوازي. هكذا، ظلّ شاربا «لا جوكوند» اللذان وضعهما دوشان، صامدين تماماً كصمود الـ«موناليزا» في وجه الزمن، مذكّرين بسخرية الرسام والنحات الفرنسي من الصورة البورجوازية للعالم. في الذكرى المئة على هذه الحركة، ستعرض قناة ARTE الألمانية الفرنسية غداً وثائقياً بعنوان «مات دادا، عاش دادا» (الصورة ــ س:18:35). تأخذنا المخرجة ريجين أباديا رحلة عبر الزمن لاستعادة تاريخ الدادائية التي صارت نوعاً من التراث في الحداثة الأوروبية والعربية بعدما خرجت من عباءتها السريالية وجيل الـ Beat والبانك وغيرها.

  • عمل للفنانة الألمانية هانا هوخ (1889 ــ 1978)

    عمل للفنانة الألمانية هانا هوخ (1889 ــ 1978)

0 تعليق

التعليقات