قصة خوان كارلوس أونيتيترجمة صالح علماني

كنتُ متعبةً من الانتظار، لكن الرجل وصل في موعده ورأيته يبتسم لي بخجل. اسمه الأول، قال لي إنه هو، وكرر لي بصوت خافت، كما لو أنه يرسمه أو يقولبه، مجموعة الظروف التي أدت إلى انفصالنا. كنتُ راغبة في أن أصدّقه، ولكنه لم يكن هو. أجبرت نفسي على التفكير: إنهما توأمان، أخوان توأمان. إلا أنه لم يكن لخيسوس أخوة قط، إنه خيسوسي.
قبَّلني بحنان، دون ضغط، والذراع التي على ظهري جعلتني أصدق للحظة.

بدأتُ اختباراً للوضع:
ــ كيف سارت أموركَ في لندن؟
ــ جيدة، هذا ما يبدو لي على الأقل. لا يمكن لأحدنا أن يكون واثقاً تماماً في هذه الأمور.
نظر إليّ مبتسماً.
قلت:
ــ الأهم أن أعرف إن كنت تتذكر حفلة الوداع. أعني الخاتمة.
نظر إليّ ساخراً وقال:
ــ أهذا سؤال؟ تعرفين جيداً، وستعودين هذه الليلة لمعرفة أن ذلك لا يمكن أن يُنسى. أتذكر كلماتك البذيئة والرائعة. يمكنني أن أكررها، ولكن...
ــ بالله عليك، لا، ــ قلتُ صارخة، وتأجج وجهي تقريباً.
ــ لستُ فظاً إلى هذا الحدّ. فقد كانت لعبة، مجرد تهديد محبّب.
قبالة الزجاجتين ابتسم ساخراً. إحداهما كانت نبيذاً أحمر، والأخرى نبيذاً أبيض.
ــ في هذه، ومثلما هي العادة، كأس نبيذ أبيض.
هذا ما يفضّله هو، ولو أنه كان هو لقال الكلمات نفسها.
شربنا وبعد ذلك مشينا، ذرعنا البيت. إنه هو، يمشي ببطء، دون أن يتلفت إلى الجانبين تقريباً. يتوقف عند باب حجرة النوم.
ينظر إلى السرير، يبتسم ... وضعَ ذراعاً على كتفيّ، قرص رقبتي، وكالعادة، جعلني حامية ومبللة.
بين ملاءات السرير، حين رأيته عارياً، بينما أنا أشعر بما أشعر به، عرفت أنه ليس هو، ليس خيسوس. لا يمكن لأي رجل أن يخدع امرأة في الفراش. ولكنّه بعد اللهاث والسيجارة، قال:
ــ حسن. هلمي بنا نرَ لوحة فان جوخ. ما زلت أظن أنها مزيفة، وأنكِ قمتِ بعملية شراء سيئة للمعرض.
الشيء نفسه، كلمات مماثلة قالها لي خيسوس قبل سفره إلى لندن. وأنا وهو وحدنا كنا عارفين بعملية الشراء السرية للوحة فان جوخ.

خوان كارلوس أونيتي (1909 – 1994) كاتب من الأورغواي