جيمس جويس

يحمل «رسائل العشق والفحش ترافقها موسيقى الحجرة» للكاتب الإيرلندي جيمس جويس (1882-1941) الذي صدرت ترجمته العربية عن «محترف أوكسيجين للنشر» (ترجمة شادي خرماشو) عالماً من البوح المنفتح على اعترافات ومكنونات وأحاسيس لا سابق لها. شكّل محتوى الكتاب سرداً استثنائياً للحب الجارف الذي جمع بين الروائي الإيرلندي وزوجته نورا بارناكل متخذاً مادته من رسائل جويس إليها عام 1909، ومجموعته الشعرية «موسيقى الحجرة» التي كتبها عنها وإليها عام 1907، إضافة إلى مقدمة المترجم«صورة الفنان في فحشه»، ودراسة مطوَّلة بعنوان «أنقذيني يا نورا من رداءة العالم وقلبي» لبريندا مادوكس التي نبشت عميقاً في دواخل جويس وحيثيات هذه العلاقة ومآزقه النفسية والوجدانية والمالية، والأثر البالغ لذلك في أعماله الروائية.

آلاء فودة


«أنا غريبةٌ/ هجرَني الآخرونَ في مُتتالياتٍ حسابيَّة/ كلَّ أربعةِ أعوامٍ يسقطُ منِّي جدارٌ كنتُ آوي إليه/ كلَّ أربعةِ أعوامٍ تَنبتُ لي شامةٌ أعلى الرَّحِم/ كلَّ أربعةِ أعوامٍ أُعيدُ تأويلَ الحكايات». تسكب الشاعرة المصرية آلاء فودة في مجموعتها «شامة في أعلى الرحم» (منشورات المتوسط) قصائد تنبعثُ منها روائحُ كثيرة، وأشياء يومية، وابتهالات ليلية، والكثير من الشعر القادم من تجربةٍ عميقةٍ ومكاشفة. يطفو سؤال الجرح مع أوَّل قصيدةٍ في الكتاب، ونقرأ من خلالها رسالةً لا تكتمل إلى كافكا لأنَّ صاحبتها لا تملكُ «أيَّةَ تفاصيل عن أشياء لم تحدُث»، وهي أشياء تتكرَّرُ كلَّ شهر، كلَّ يومٍ، كلَّ ليلةٍ وتنتهي بـالاستيقاظ «على اختباراتِ حَمْلٍ سلبيَّة!». تلتقطُ الشاعرة التفاصيل كلها، وهي تدركُ مسبقاً أنها تنفلتُ من أصابِعها وفق قوانين العدم في العالم. وهي لأجل ذلك تكتُبُها بلغة أقرب إلى السريالية والصوَر المركَّبة والنداءات المتكرِّرة كتعويذة تُذكِّر العالم بما هو عليه.

آن دوفورمانتيل


تنطلق المفكّرة الراحلة والمحلّلة النفسية الفرنسية آن دوفورمانتيل (1964 ـ 2017) في كتابها «المرأة والتضحية: من أنتيغون إلى امرأة الهامش» (2017) الصادر عن «صفحة سبعة» بتوقيع المترجم التونسي وليد أحمد الفرشيشي، من فكرة أن التضحية حاضرة في كلّ مكان وزمان، بدءاً من الأساطير القديمة حتى حياتنا اليومية. غير أن المرأة قلّما تُذكَر فيها، رغم ارتباطها، منذ القديم، بمسألة التضحية، من دون أن يكون لها الخيار في ذلك. تقدم دوفورمانتيل في هذا الكتاب تحليلاً نفسياً وفلسفياً للعديد من الشخصيات النسائية الواقعية والخيالية التي عُرِفت بالتضحية من أنتيغونا في الأسطورة الإغريقية وشخصية دولثينيا في رواية «دون كيخوته» لثيربانتس وحتى الراهبة تيريزا التي عاشت في القرن التاسع عشر، وتناقش هذا العبء الذي حملته النساء تاريخياً على عاتقهن مؤكدةً إنّ التضحية لم تكن علامةً على القمع فقط، بل كانت أيضاً، في بعض الأحيان، علامةً على ثورة النساء على واقعهنّ ومحاولة لإثبات مكانتهن الاجتماعية.

عمر أبو سمرة


تسرد رواية «الأشجار الأولى» (هاشيت أنطوان/ نوفل) للكاتب الفلسطيني عمر أبو سمرة حكاية فلسطين تحت الاحتلال منذ بداية النكبة عام 1948، وإن كان الفضاء المكاني ينتمي إلى كلّ من إسطنبول وحيفا ما بين حَي قاضي كوي التركي وحَي وادي النّسناس الفلسطيني. يستعرض الكاتب فترات مختلفة من تاريخ فلسطين ويُصوِّر الضياع النفسي الذي تعاني منه الشخصية الفلسطينية، التي أرهقها الاحتلال وخسارة الأرض وصراعات الهوية بين الشتات والعيش تحت سلطة الاحتلال. تدور القصة حول الجدّة ناديا الفاعور التي يقتلها الاحتلال الإسرائيلي بوحشية لأنها رفضت تسليم صك ملكية بيتها، وبذلك بقي البيت ملكاً لها. هذا الصراع على البيت يؤشر إلى الصراع الأكبر على الأرض والذاكرة. يتناوب الجدّ والجدّة والحفيد على سرد حكاية ناديا الفاعور التي تتشكل رويداً رويداً من مجموع الأصوات الروائية المختلفة التي تحكي كلّ منها جانباً من القصة.

أحمد مهنى


يشكل كتاب «موعد مع فيلسوف» للروائي المصري أحمد مهنى (دار دوِّن) محاولة للارتحال داخل الذات والبحث عن نفوسنا التائهة في زحمة هذه الحياة. يحكي الكتاب عن فتاة في العشرين من العمر تلتقي مصادفة فيلسوفاً في قطار، وتستغل الفرصة لتسأله عما يجول في ذهنها من أسئلة لا تملك لها أجوبة مقنعة. تطرح على الفيلسوف استفسارات عديدة عن الحبّ والخوف، عن القلق والتفكير المفرط والأسئلة الكونية. وسيخبرها هو عن الفرق بين تفكير الرجال والنساء، وعن حقيقة النفس البشرية والفرق بين النفس والروح و الوعي، وسرّ الصراع بين أنصار العقل وأنصار الروح. كتاب «موعد مع فيلسوف» هو شذرات من خواطر وتأملات تدور في عقل رجل مفكر يبحث عن معنى الحياة في زمن الحيرة والتخبط ويحاول أن يهتدي بعلامات الطريق للوصول إلى الحقيقة.

حميد بن سيف النوفلي


يبحث حميد بن سيف النوفلي في «قلهات: الجوهرة المفقودة» (دار الرافدين) في تاريخ مدينة قلهات الأثرية التي تُعتبر جزءاً أثرياً من تاريخ عمان الحضاري العريق، فهي أقدم المدن العمانية قاطبة والعاصمة الاقتصادية الأولى وهي محطة مهمة من محطات التجارة، إذ كانت تفِد إليها السّفن القادمة من بلاد الهند واليمن وظفار عن طريق بحر العرب. يؤكد الكاتب العماني أنّه واجه لغزاً غامضاً خلال بحثه عن تاريخ قلهات، وسرّ ذلك الغموض يكمن في تعذر الحصول على جميع عناصر قصة هذه المدينة لوجود ثغرات تاريخية وفترات لم تُكشف وحلقات مفقودة. وبالرغم من تعدد الأقلام التي كتبت عن تاريخ قلهات، فإنّ تاريخها الكامل لا يزال مُنية الباحثين. يخبرنا الكاتب عن حُكّام قلهات الهرامزة وسرّ اختيارهم لقلهات عاصمة لهم دون غيرها من مدن عمان، وأسباب سقوط قلهات بيد البرتغاليين. يطرح الباحث تساؤلات عن الزلزال الذي دمر قلهات وعن سيدة تدعى بيبي مريم لعبت دوراً مهماً ما زال ضريحها صامداً إلى اليوم.