ترجمة وتقديم: دنى غالي
لا تَبحَثْ عن حقيقةٍ هنا. هذه القصائد مِن صُنعِ اليد. كلما حضرتُ له قراءة، فكرتُ أن جسده لم يستطع أن يخذلَ صاحبه ويعدِلَ عن قراره بالحضور، فاضطر منصاعاً إلى الاكتفاء بمطلب واحد: البقاء على مبعدة منه. كلما لمحته مصادفة في الشارع، أشعر أن هذا الرجل يجب أن يُمنَح مسافة كافية للتحرك بين المارّة. كان يبدو مُنرفَزاً محافِظاً، وحتى في محاولاته فرد أسارير وجهه عند التحية. سوف لن تنخدع بتلك الألعاب أشباحه التي رافقته منذ ولادته، فقد وُلد ساعتين قبل القصف الشهير الذي تعرّضت له كوبنهاغن في عام 1945، وبابتسامة يقول الشاعر الذي غادَرنا للتوّ: «عندما يسألني الناس عن سبب توتري الشديد على الدوام، أجيبُ: ذلك لأنّي ولدتُ بصدمة قذيفة». الشاعر صار ظاهرة بعد عمر أفناه في الشعر وللشعر، هروبه الدائم من اللغة هو في الوقت عينه استسلام لها، إذ لا مخرج، كما قال الشاعر الدنماركي توماس بوبيرغ. والحصيلة التي كانت في متناول القارئ لا تخلو بمجملها من متناقضات، والشيء ينطوي على متناقضاته وفق هيغل، ينتج ما لا نهاية من التنوّع والقراء. وما تكشّف في شعره في النهاية أنّ الجمال غلب على اليأس والقسوة. ولنصوصه البسيطة والمعقّدة في آن معاً، يتساءل الناقد إريك سكييوم نيلسن بشأن اعتبار هنريك نوردبراندت شاعر الشعراء، في الوقت الذي تمكّن فيه من الوصول إلى أوسع شريحة من القراء. قصائده دارت حول المكان، في الوقت الذي كان الشاعر يعدّ نفسه هائماً، الإحساس الذي رافقه منذ تفتّح وعيه على الحياة. كما أنّ أجواء شعره نكاد نقول شديدة القتامة ولكننا، بالرغم من ذلك، نلمس الخفّة، المناكفة والبهجة في أصوات القصائد. وقصيدته أيضاً وفق الناقد سكيوم نيلسن، صورية بينما نجد أنها تخلو في الغالب من المجاز بشكل غريب!
أشباح هذا الشاعر عديدة، أولها شبح الحرب الذي سكن البيت وهو يصف ردة فعله بالحادة والمرضية في يومه العادي حيال الانفجارات والضجيج بأشكاله، وحتى الألعاب النارية ليلة رأس السنة التي يستهجنها كطقس احتفالي مفزع. وقد قضى أغلب طفولته عليلاً شتاءً، وما إن يأتي شهر نوفمبر حتى يحتلّ روح الشاعر، فـ«العام له 16 شهراً».
منذ ولادتها عام 1986من ديوانه الشهير «رعشة اليد في نوفمبر»، بدت القصيدة كأنها الضوء البديل لدى الدنماركيين لعتمة الطقس الدنماركي الرمادي الماطر والكئيب. يردّدون مطلعها مع كل آهة وتأفف، والقصيدة كما في مباغتة انبثاقها، صارت «تصبيرة» شعبية تعين على احتمال ثقل الساعات الطويلة وأسر الروح المنقبضة وبرد العظام. وما إن أعلن عن خبر وفاة هنريك نوردبراندت حتى تسابقت المحطات والصحف والمواقع الإلكترونية في نعيه المُستَهَل بتلك القصيدة. مفارقة أن يغادرنا في صباحِ الأجواء عينها التي كتب عنها، كما لو أنها عجّلت في قراره المغادرة: ريح عاصفة وعتمة ومطر ناعم تَخلّله البَرَد! لكنّ الاحتجاج قائم بالطبع لدى كثيرين ضد الشعبية التي تقود إلى أن يُختَزَل نتاجه الأدبي كلّه في ترديد هذه القصيدة البسيطة على الدوام.
والدته الحقوقية رغم ذكائها كانت تقرأ كتب علم النفس الأميركية الخاصة بتربية الأطفال، التي تنصح للغرابة بعدم لمس الأطفال قدر الإمكان حينها. وفي طفولته، تعرّض أيضاً للتنمّر حتى سن الثالثة عشرة، ما قاد إلى عدم انضباطه في الدوام المدرسي. يذكر نوردبراندت تيْنك النقطتين لما لهما من أثر في حياته لاحقاً، بما فيها معاناته من الأنوركسيا في مرحلة المراهقة. (كان قد شاهد في عمر الـ 16عاماً فيلماً وثائقياً في إحدى دور السينما حول معسكرات الاعتقال. هاله ما يمكن أن يقدم عليه الإنسان وجعله لفرط حساسيته يمتنع عن الأكل، ولولا طبيبه النفسي الذي أعانَه في اجتياز أزمته لأقدَمَ على الانتحار). الأمر الآخر الذي يتكرر ذكره على لسانه كان كرهه للحروف الذي اقترن بكرهه للمدرسة. شدّة حساسيته هذه لما حوله، وتأثّره المبكر بنتائج الحرب، أصابا صميم روحه وإلى الأبد. تفاعله عبر الشعر انبثق من حاجته إلى الإحساس بوجوده، وقد أفزَعَته مصائر البشر بعبورها البحر طلباً لملاذ، فكتب «تنويمة» أهداها إلى الطفل إيلان الكوردي في أيلول (سبتمبر) 2015 ؛ ولكن هي ليست العتمة وحدها كعتمة، فالشاعر عانى من الهلع والخوف والاكتئاب لفترات طويلة في حياته، شعوره باغترابه وبحربه الوجودية أبقاه في الشعر كمنقذ.
شعر على الدوام أنه مشرّد، تتنازعه رغبة اللاإقامة في مكان. ولطالما تذمّر من الطقس الدنماركي وجغرافية الدنمارك المنبسطة وانتقد النزعة الشوفينية لدى الدنماركيين، كما كتب أشعاراً سياسية تعلن عن رأيه حيال قرارات ومواقف تخصّ بلده وتدين العالم، كذلك الأديان والإيديولوجيات. وجهته كانت نحو الشمس، حوض المتوسط، فأقام لسنوات طويلة في إسبانيا، واليونان، وتركيا والبرتغال. أحبّ الشاعر الكلاسيكي التركي يونس أمره، واليوناني كفافيس، وتنقّل من مكان إلى آخر، وفي يده كتاب قواعد اللغة العربية. ترحاله من مكان إلى آخر كان يهوّن عليه فكرة افتقاد البيت ويبررها، فهو غريب، والحال سيكون أصعب بكثير لو كان بلا بيت في شارع يتحدّث لغته.
رعشة اليد في «نوفمبر» صارت «تصبيرة» شعبية تعين على احتمال ثقل الساعات الطويلة وأسر الروح المنقبضة وبرد العظام


كان نوردبرانت كائناً قلقاً سئِماً مُبَلبلاً، حين نتتبّع حياته ومنذ بداياته، نجد أنّ إبداعه كَمَن في خروجه عن السرب، لذا شذّ عن جيل الشعراء السبعينيين والفنانين من أقرانِه الذين أبدَوا اهتماماً بالإعلام والظهور بينما اختار هو أن ينسحب: «ليس لي أصدقاء كُثُر، ولكنني في المقابل ثري بحياتي الداخلية». لم يمض من الوقت الكثير حتى غادَر، ولم يتأثّر الشباب بشِعْره فحسب، بل قلّدوه في طريقة حياته، فترى من بينهم من يحمل مثله دواوين الشاعر والاس ستيفينز أينما ذهب. كان نوردبرانت ملهِماً، وسبباً مباشراً في اندفاعة الشباب نحو السفر، واتباع محطات الرحلة ذاتها التي كتبها في ديوانه «رسائل من عثماني». قلّدوه باقتحام ثقافات كانت تُعدّ بعيدة وغريبة لم يكن كثير فضولٍ تجاهها. كانت الثقافة الأميركية هي المؤثر والملهم الأول السائد حينها، بينما عدّه بعضهم في توجهه نحو الشرق بأنه المستشرق الأول في الأدب الدنماركي. لكن يجدر القول بأنّه كان أبعد ما يكون عن مفهوم الاستشراق: كان شاعراً له قلبٌ دافئ محبّ تتحسّسه خلف الكلمات وموسيقاها. روحه طلقة تكره القيود بأشكالها ولم يحبّ كوبنهاغن يوماً، ولجوؤه بعد عودته كان دوماً نحو الغابة، والبحر والقرى البعيدة التي تذكّره بطفولته. وفي قراءات حافلة بالجمهور، كان بالإمكان أن يتّقد ويجذل بالشعر وأن يغني أيضاً. لا تبدو القصيدة لدى هذا الشاعر متكلفة بصنعة المثاقفة، فقد صرّح في أكثر من مناسبة أنه لا يشعر أنه يجتهد لاجتراحها، وحين شاهد يوماً مقابلة مع Tarjei Vesaas، أحد أهم كتّاب النروِج وقد سُئِل فيما لو كان يجهد في القراءة والكتابة، فأجاب بأنه «في الغالب يجلس محدّقاً في الهواء!» أسعدَه ذلك كثيراً، فذلك هو تحديداً ما كان يشعر به أيضاً: «أجلسُ لأكتبَ فقط حين يكون لديّ ما أكتبه. لا أستطيع العمل بأمر. بطبعي مناهض للسلطة، حتى لو كان الأمر صادراً مني»، وهو يعبّر عن ذلك في ديوانه «رعشةُ اليد في نوفمبر»، حيث القصيدة تنطلق من تلقاء ذاتها كـالمانفيستو.
أريدُ الابتعادَ عَن نفسي
يَحدثُ أنْ يأتي أحدُنا على قولِ أنا
ليندَمَ طيلة السنوات التي تَليها
لو استبدَلنا صوتَ الكلمةِ أنا
بصوتِ ذبابةٍ مَقلوبة على ظهرِها عندَ سُدّةِ النافذة
سنحصلُ على صورةٍ أدقّ للحقيقة

■ ■ ■

الحبّ منطقيٌّ جِداً
كلُّ المتناقضات تصيرُ مَحض افتراض
والجُمَلُ تسبقُ
المنطق: أنا أحبّكِ، لأنّ الأمرَ هو هكذا
الحُبّ يشبه الجُزُر
الحُبّ يشبه الجُزُر:
لا يكون هو كما هو تماماً
قبل الفجر مثلهُم
ولا يتبيّن موقعَه
إلاّ على صوتِ البحر
صوب الشواطئ التي يُسافِرُ منها
■ ■ ■

والِداكَ
صارا والدَيْن
لآخرينَ
وإخوتِكَ، جيرانِك.
جيرانُك
صاروا جيراناً لآخرين
والآخرون يقيمون
في مُدنٍ أخرى.
في مُدنٍ أخرى هم يعودون
تماماً مثلكَ.
وهم يجدونكَ
القليل
الذي تَجِدُهم فيه.
■ ■ ■

أشتري ورداً حتى الفِلس الأخير، قد تهتُ في الأزرق
إنْ لم أركِ غداً سأموت
وأستلقي محاذاة الشاطئ تحت سماء آذار الشاحبة
مثل سفينة أشباح قد أبحرتْ من دون حَيزومها
وخلّفت صورةً لها في كل الشبابيك
بوردةٍ جورية في يد واليد الأخرى مفتوحة ممتدّة
■ ■ ■

العام له 16 شهراً: نوفمبر،
ديسمبر، يناير، فبراير، مارس، أبريل،
ماي، يونيو، يوليو، أغسطس، سبتمبر،
أكتوبر، نوفمبر، نوفمبر، نوفمبر، نوفمبر
■ ■ ■

طفلُ الحرب يا صغيري
طفلُ الحرب يا صغيري أين الطريق؟
شرقٌ أم غربٌ
أين في هذا العالم
تجدُ الصديق؟
طفلُ الحرب يا صغيري ما الأنسب لك في هذه الحياة
غطاءٌ ممزقٌ
كَفَنٌ من لوحٍ
أمْ سترةُ نجاة

طفلُ الحرب يا صغيري أين تحبُّ أن تُسلّمَ الروح
تحتَ القنابلِ
أم في بحرٍ مفتوح

طفلُ الحرب يا صغيري قلْ أي وجهةٍ تريد؟
اخترْ لكَ ما شئتَ ولكنْ
دعنا لا نراك أبداً من جديد
أينما سافَرنا
أينما سافَرنا، نَصِلُ على الدوام مُتأخرين
إلى الذي يوماً كنا قد غادَرْنا مِن أجلِ العُثور عليه
وفي أي مدينةٍ سَنُقيم
هناك تلك البيوت التي تأخّر وقتُ العَودة إلى
حدائِقها التي تأخّر الوقتُ من أجلِ قضاء ليلةٍ مُقمِرةٍ فيها
وتلك النساء اللواتي تأخّرَ الوقتُ لنعشق
اللواتي يُعَذِّبْنَنا بِقُرْبِهنَ المحسوس

وكلّ الشوارع التي سَنَظنّ أننا نعرفها
تحْرِفُنا عن حدائقِ الورد التي نبحثُ عنها
والتي يشذو عَبَقُها الثقيل في الحي.
وكلّ البيوت التي سَنعودُ إليها
نصلُ متأخرين ليلاً ليتمّ التعرّف علينا.
وكلّ الأنهار التي سَنَتَمَرأى على سطحِها
سوف لن نرى أنفسَنا فيها إلا بعدَ أنْ نُديرَ لها ظهورَنا
الصينيّ
تظهرُ له الشمسُ عبرَ ورقةٍ خضراء
سقطت في الكوب.
الكوب الذي أصبحَ ما يحتويه الآن
صافياً تماماً.

الانتقام الأميركي الأعظم
كان أنا، مَن اخترعَ العنوان
يوماً، حين انقطعَ النت
هكذا فزتُ. كنتُ على حق.
مرةً ثانية
لم تُخيّبني قدرَتي على الحكم
قد اخترتُ كما قلتُ بنفسي العنوان.
بهذه الكلمات
لا يمكنني رؤيةَ وجهي في المرآة
مِن دون لعب كل أدوار «الويسترن» القديمة
كلّها على بعضها دفعةً واحدة
لكي أرى نفسي.
انظرْ بنفسكَ. انظرْ إلى وجهي:
إنه قاسٍ مثل جدار ِالصين
ومَرِنٌ مثل أخطبوط.
أحبّ وجهي، كما تُحبّه أميركا
وأنا أحبّ تلك الـ أميركا
التي ترى نفسَها وعظمتَها في وجهي.
كنتُ أنا
مَن اخترتُ نفسي.
كنتُ أنا، الذي اخترعَ العنوان
الانتقام الأميركي الأعظم
لذا فسُحقاً للكتاب.
إبحار
بعد فعلِ الحُبّ نستلقي لصقَ بعضنا
وعلى مسافةٍ من بعضنا في الوقت ذاته
مثل سفينتين شِراعيتين مُلْتَذّتين
بشقّ مسارَين لهُما في المياه الداكنة
أيما لذّة حدّ أن جَسدَيْهما
يوشكان أن ينفتحا من النقاء وظلّ النعيم
بينما يبحران، سباقٌ في اللاشيء
تحت الشراع الذي تملؤه الريحُ الليلية
هواء بعِطرِ الزَّهر وضوء القمر
- منْ دونَ أنْ يَسعى أحدُهما في لحظة
أن يخلّف الآخرَ وراءه
مِنْ دون أدنى زيادةٍ أو قلّةٍ
في المسافةِ ما بينهما
ولكنْ هناك ليالٍ أخرى، حيث نمخر
مثل باخرتين باذخَتَيْن مُضيئتين متأهّبَتَيْن
جنباً إلى جنب
حيث المكائن مُطفَأة، تحت سماءٍ غريبة مرصّعة بالنجوم
مِن دون ركّابٍ:
وعلى كل سطحٍ تُعزَف أوركسترا كمان
على شَرفِ الأمواجِ الألِقة
والبحر ممتلئ بسُفنٍ قديمة متعبة
أغرقناها في محاولتنا الوصول إلى بعضنا
■ ■ ■

لا تبحثْ عَن حقيقةٍ هنا. هذه القصائد مِنْ صُنع اليد
التي تحرّكت بِضعةَ أيام في نوفمبر، أو ارتعشتْ
تحت تأثير مزاج صاحبِها، القهوة، السجائر، النبيذ
الغيوم أعلى الوادي، موت أصدقاء وإعلان حروب
حين يموتُ الإنسان
تبقى مِنْ بعدِه بيئتُه:
الجبالُ في البعيد
منازلُ الحي.
والطريقُ الذي يسير أيام الآحاد
فوق جِسرٍ خشبي
قبل أن يقودَ إلى خارج المدينة
وأشعة شمس الربيع
كما نُزهةُ ما بعد الظهر
حين رفٌّ مِن كتبٍ
ودورياتٍ كانت مِنْ دون شك
جديدةً يوماً.
ليس هذا بغريب.
ومع ذلك
غالباً ما يثيرُ هذا تساؤلي.
حُلُمٌ يائس
غطّتِ الشمسَ غيمةُ مُغبرّة
وأناخَ مشتى
على سفحِ الجبل
لحبيبتي
وعشيقِها.
جسرٌ ارتجّ تحت قدمي
لكن خطواتي
ليس لها وجهة.
كانت المسافةُ فوق الجسر
ذات الطول حين جئتُ مِن طفولتي.
لذا لا بد وأن يكون الموتُ
في مكانٍ ما
بيني وبين الأعمدة الرمادية على الضفة المقابلة.
استغرقَ الأمرُ بما فيه أقلَّ مِن دقيقةٍ
لكن بقية ما في العالم.


سيرة في سطور
ولد هنريك نوردبراندت (1945-2023) في كوبنهاغن لأب كان يعمل في سلك الشرطة. درس الصينية، والتركية والعربية في «جامعة كوبنهاغن» وخارج الدنمارك لاحقاً. أقام لسنوات طويلة في كل من تركيا والأندلس في إسبانيا والبرتغال واليونان، كما تنقّل بين العديد من الدول العربية. صدر له أول ديوان في عام 1966. كتب في الصحافة، وفي الشأن السياسي والعام وأصدر دواوين تجاوز عددها الأربعين، بالإضافة إلى رواية بوليسية، وكتاب يوميات وكتاب مذكّرات، وكتاب طبخ تركي. في سنواته الأخيرة، أصابه ضعف في البصر وفَقَد قدرته على القراءة، ما اضطره إلى حفظ قصائده عن ظهر قلب لتلاوتها في أمسياته الشعرية. حاز العديد من الجوائز أهمها «جائزة مجلس دول الشمال للأدب» عن مجموعته «جسور الحلم»، وقد رفَضَ تسلّم الوسام الملكي الذي مُنِحَ له. صدرت ترجمة لبعض قصائد نوردبراندت إلى العربية في الأنطولوجيا التي أصدرها زهير شليبة (مركز الحضارة العربية للنشر والدراسات، 2005) وضمّت كوكبة من الشعراء الدنماركيين المميزين، أمثال بيني اندرسن الذي تميز بانتقاداته اللاذعة للمجتمع الدنماركي وتضامنه مع المهاجرين القادمين إلى البلاد الإسكندنافية، والشاعرة الرمزية إنجر كريستينسين، وأوفه هاردر أحد رواد الحداثة الشعرية والنضال من أجل السلام، والشاعر اليساري إيفان ماليونوفسكي، والشاعر الرمزي الراديكالي كلاوس ريفبيه وأسماء أخرى أمثال سيمون جروتريان وكيرستين هامان ولينه هنينجسن وبيا يول وسورين تومسن وميكيل سترونجه.