سعد ناجي جواد


يقدِّم كتاب «العراق بعد الغزو: تشرذم – ولادة جديدة - اندماج» (مركز دراسات الوحدة العربية) للباحث العراقي سعد ناجي عرضاً تاريخياً وتحليلياً مفصّلاً حول غزو العراق عام 2003 وما سبقه من ظروف إقليمية ودولية مهّدت لهذا الغزو وما أعقبه من أحداث وتداعيات أدت إلى تدمير كل مقوّمات البلد المؤسسية، والعسكرية والمدنية، ومقتل مئات الآلاف من أبنائه، ونهب ثرواته وتفتيت المجتمع، وتقسيم الشعب دينياً ومذهبياً وإثنياً. فقد حَوَّلهُ الاحتلال إلى دولة فاشلة ينهشها الإرهاب والفساد والانقسام الداخلي. يهدف الكاتب إلى إثبات زيف ادّعاءات التحالف «الأميركي البريطاني الإسرائيلي» لتبرير شن الهجوم العسكري ضد العراق، والأهداف المُلفّقة التي طرحها بشأن مستقبل البلد، وإظهار عدم قانونية هذا الاحتلال ومدى انتهاكه الشرعية الدولية.

إليف شافاك


تهدي الكاتبة التركية أليف شافاك روايتها الجديدة «جزيرة الأشجار المفقودة» (2022) الصادرة حديثاً عن «دار الآداب» (ترجمة أحمد حسن المعيني) إلى المهاجرين والمنفيين في كل مكان، وإلى أولئك الذين غرسوا لهم جذوراً جديدة، وإلى من لا جذور لهم. تبدأ الرواية بقصة المراهقة «آدا» التي لجأت إلى إنكلترا مع والدها كوستاس اليوناني، وهو رجل غريب الأطوار يشعر بالارتياح بين أشجاره ونباتاته أكثر من رفقة البشر. تخلق إليف شافاق في هذه الرواية شخصيات تفيض بالإنسانية ولكن أيضاً بالتناقضات والعيوب، وتروي قصة حب ممنوعة وُلدت في جو من الكراهية والعنف اكتسح كل شيء في طريقه. يستدعي نثر شافاك القوي مزيجاً ذكياً من الدهشة والحلم والحبّ والحزن لتحرير أصوات الأجيال السابقة، والتي غالباً ما تركن إلى الصمت.

أندريس باربا


«جواستابينو» (2020) رواية تاريخية للإسباني أندريس باربا صدرت ترجمتها أخيراً عن «دار ذات السلاسل» الكويتية (ترجمة أحمد عبد اللطيف). تتناول الرواية أحد أشهر المعماريين الإسبان في القرن التاسع عشر. اضطر المؤلف إلى إعادة بناء سيرة هذا الرجل من الصفر عبر وثائق شحيحة وتاريخ شركة الإنشاءات التي أسّسها المعماري. إنها كتابة عن زمن بعيد، لكنه متجسّد في بدايات لا تحكي فقط قصة مهندس معماري، لكن قصة حضارة عريقة انتقلت من بلد إلى آخر عبر فرد موهوب. تتناول الرواية قصة جواستابينو وهو معماري فاشل يهرب من مدينته بالينثيا في إسبانيا، ليصل إلى نيويورك في أوائل القرن التاسع عشر. هناك، يصبح المؤسس لعمارة المدينة الأميركية بعدما استوحى عمارة مدينته الأم، كالقباب الإسلامية والشرفات والنوافذ، ليعيد إنتاجها في مدينته الجديدة.

أحمد زكريا الشلق


يتناول المؤرّخ المصري أحمد زكريا الشلق في كتابه «من النهضة إلى الاستنارة» (دار الكرمة) جوانب من تاريخ الفكر المصري وتحديثه خلال الفترة الممتدة من بداية القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين. يعالج الكاتب الأفكار الجديدة وإسهامات المفكرين المصريين ورؤاهم في سياقها من حركة التاريخ المصري في تطوره الاجتماعي والسياسي والثقافي. يُقدم الشلق تعريفاً موجزاً بأهم المفكرين المصريين وبالمناخ الذي أسهم في تكوينهم، ويربط ذلك بالحقائق والمعلومات التاريخية المتعلقة بالمرحلة التي عاشوا فيها. يتمعن الكتاب في دراسة فكر النهضة والحداثة والاستنارة في مصر، مضيئاً على إنجازات أهم الروّاد أمثال الشيخ حسن العطار، والإمام محمد عبده، وقاسم أمين، وأحمد فتحي زغلول، وأحمد لطفي السيد.

ميشال فوكو


كيف يمكن للمجتمع أن يعاقب الأفراد الذين يرتكبون جريمة؟ يحتوي كتاب الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو (1926- 1984) «المجتمع العقابي» الصادر بترجمة عربية عن «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» (ترجمة نصير مروة) على 13 محاضرة ألقاها فوكو في «الكوليج دو فرانس» في عام 1973. تبحث هذه المحاضرات في الطريقة التي تشكَّلت بها العلاقات بين العدالة والحقيقة التي تحكم القانون الجنائي الحديث، والرابط بينها وبين نظام عقابي رجعي لا يزال يهيمن على المجتمع المعاصر. يعيد فوكو التفكير في المؤسسات العقابية والقوانين منطلقاً منذ العصور القديمة، ومنتقداً النزعة الإنسانية العقابية لعصر التنوير، ويعتبر السجن مؤسسة رسمية تسعى للتأديب الاجتماعي وقمع المخالفين للسلطة السياسية والسيطرة البوليسية على المواطنين.

إليزا شوا دوسابان


لقاء غير متوقّع بين ثقافتين مختلفتين وبين كائنين يفرقهما كل شيء في رواية «ذات شتاءٍ في سوكشو» (2016) للكاتبة الفرنسية الكورية إليزا شوا دوسابان. في هذه الرواية الصادرة بترجمتها العربية عن «دار هاشيت أنطوان/نوفل»، تروي الكاتبة قصة شابة فرنسية كورية تعمل في فندق قديم متهالك في سوكشو، وهي مدينة صغيرة على الجانب الجنوبي من الحدود بين الكوريتين، تتحول في الشتاء إلى منطقة مهجورة ومتجمّدة. تشعر الفتاة بالملل والاختناق بسبب الخوف الكامن من الجار المرهق إلى الشمال والضغط النفسي من العيش في مجتمع حيث يجب أن تكون متزوجاً، وجميلاً، ولو كان ذلك بفضل الجراحة التجميلية. قصة شاعرية تجعلنا نغرق في الشتاء الكوري الجنوبي الكئيب. رواية تجعل المرء يُدرك أنّ الحياة ليست سوى هروب مستمر.