يوديت شالانسكي «نعلم أنّ الشذرة هي الوعد الرومانسي الأبدي، نموذج الحداثة الذي ما زال مؤثّراً، وأنّ فن الشعر مرتبط بهذا الوعد أكثر من أي نوع أدبي آخر، بهذا الفراغ البليغ والمساحة البيضاء التي تغذّي التصورات والتخيلات».


بأسلوبها الأدبي الفلسفي الذي يمزج الوقائعَ التاريخية والعلمية بالخيال الروائي، تقدم الكاتبة الألمانية يوديت شالانسكي وجوهاً مختلفة لتراجيديا الفناء والزوال في كتابها «فهرس بعض الخسارات» (2018) الصادر أخيراً بترجمته العربية (المركز القومي للترجمة/ مصر ــــ ترجمة سمير جريس). تحكي شالانسكي قصة جزيرة تواناكي التي غرقت واختفت من دون أثر؛ أو تروي قصة «فيلا ساكيتي» في روما، فتحيي بذلك عصراً كاملاً؛ أو تحدثنا عن غزليات الشاعرة الإغريقية سافو، وتشركنا في تأملاتها عما تبوح به تلك الشذرات وعما تسكت عنه.

جوان تتر
« إلى العَلَمْ دُر» (دار ممدوح عدوان للنشر) يوميَّات كئيبة للكاتب السوري جوان تتر عبارة عن مجموعة متواترة من النصوص التوثيقيَّة المدوَّنة في فترة عصيبة من تاريخ سوريا المعاصر الممتدَّة بين الأعوام 2010 - 2012، أي السنوات التي رزحت فيها تحت أتون حرب ضروس تغيَّر خلالها مفهوم الجنديَّة السوري.


تتداعى ذاكرة جوان تتر الذي يعيش في الشمال السوري على مشاهد عرفها السوريون في مختبر عذاباتهم الطويل حيث الخوف جزء من الحياة اليومية المعتادة. تتأرجح الكتابة داخل اليوميَّات بين الشخصيّ والعام. يقول الكاتب إنه عاش تجربة قاسية خلال سوقه إلى الجنديّة وحاول التخلّص من الذكريات الأليمة التي يختزنها في عقله عبر كتابة هذه النصوص النثرية.

بشرى خلفان
«ورغم أني لم أشهد أيّاً من تلك الحروب القديمة، ولم أعرفها، فإني أعرف الجوع، وأتذكره جيداً، فمن عرف الجوع يعرف أنه يبقى في الدم، مثل مرض، ولا يمكن لأي شبع بعده أن يشفيك منه».


هكذا يعبّر بطل رواية «دلشاد ــــ سيرة الجوع والشبع» للكاتبة العمانية بشرى خلفان، عن إحساس الجوع الذي لازمه فترة طويلة من حياته. الرواية التي صدرت بطبعتها الخامسة عن «دار تكوين»، تدور أحداثها إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية حين كانت مسقط تقع تحت الحماية البريطانية وكان الجوع ملازماً لكل أهلها، حتى امتلأت بهم الطرقات، وضاقت بهم الحارات. النص مركب من مادة حكائية كبيرة وأسلوب سردي سلس ممتع ومشوق بفضل استخدام تقنية تعدد الأصوات التي سمحت لها برواية الأحداث من وجهات نظر مختلفة.

عبد الرحيم الخصَّار
رواية «جزيرة البكاء الطويل» (منشورات المتوسط) هي التجربة الأولى للشاعر المغربي عبد الرحيم الخصّار. تضعنا في قلب رحلة شيقة ومؤلمة عن سيرة إنسان مغربي متعدد الأسماء والحيوات، قادته الظروف رغماً عنه لاستكشاف مجاهل الأرض وسبر أعماقه الداخلية أيضاً.


تتعقب الرواية مصطفى الأزموري وهو يتحول من عبد إلى رمز تاريخي. تتعدد أسماؤه ومعها تجارب حياته فتارة هو الزنجي وابن الشمس والفاتح الأسود، وطوراً هو استيفان الموري... قارب الكاتب هذه الشخصية التاريخية الاستثنائية بحفر مضنٍ في الذاكرة. رواية ساحرة ومخيفة وشيقة عن العبودية والترحال، وهي أيضاً رواية عن الحب الذي لم يكتمل.

فلاديسلاف شبيلمان
«عازف البيانو» الصادرة بترجمتها العربية عن «صفحة سبعة» (ترجمة مهدي سليمان) سيرة حقيقية للعازف فلاديسلاف شبيلمان (1911 ـــ 2000) الذي عاش تحت نيران الاحتلال النازي لبولندا. تتناول الرواية الفترة الواقعة بين 1939 و 1945.


كان شبيلمان يعمل كعازف لدى محطة الإذاعة البولونية التي دمِّرت تحت وابل القصف الألماني لوارسو خلال الحرب العالمية الثانية. عاش مشرداً باكياً طوال فترة الاحتلال النازي لبلاده التي استمرت سنوات، ونجا مراراً من الموت وعانى الجوع والخوف والمرض. تعتبر قصته من أكثر القصص شهرة وإثارة وتمّ بيع أكثر من عشرة ملايين نسخة من كتابه. حُوّل الكتاب أيضاً إلى فيلم من توقيع رومان بولانسكي.

سلمان زين الدين
اختار سلمان زين الدين هذه المرة الابتعاد عن الأعمال الأدبية النقدية، ليتوجّه إلى الصغار بأسلوب يذكرنا بالشاعر الفرنسي جان دو لا فونتين.


كتابه «حكايات شعرية» (دار جامعة حمد بن خليفة للنشر) يتضمّن 15 حكاية شعرية ينطوي كلّ منها على حكمة ويعبّر عن القيم الإنسانية. هذه الحكايات رمزية على لسان الطيور والحيوانات تجمع بين التشويق والطرب. تتميّز الحكايات بلغتها السهلة ومفرداتها البسيطة وسلاستها، ما يشجّع الأطفال على القراءة بعدما أبعدتهم مواقع التواصل الاجتماعي و التكنولوجيا عنها. علماً أنّ الفنانة شيرين سعيد تولّت رسوم الكتاب.