كامل مهنا «مواجهة الاستثمار المفرط لمفهوم المجتمع المدني» كتاب صدر أخيراً عن «دار الفارابي» لرئيس «مؤسسة عامل الدولية» كامل مهنا. يعرض الكتاب نشوء مفهوم المجتمع المدني في لبنان وتطوّره ويستعرض المهمات المنوطة به. يوضح الكاتب اللُبس الحاصل بين مفهومَي المجتمع الأهلي والمجتمع المدني ويشرح الفروقات بينهما.


ينتقد مهنا بشدّة حالة الاستغلال المبالغ فيه لمفهوم المجتمع المدني من قبل عدد من المنظّمات سعياً وراء الشهرة والحصول على هبات مالية خارجية. يشكل الكتاب أيضاً فرصة للمؤلف لعرض تجربة مؤسّسته الرائدة في مجال العمل المدني والتي تلتزم قضايا الإنسان، بغض النظر عن انتمائه الديني أو السياسي أو المناطقي. الكتاب هو أيضاً دعوة لبناء مجتمع مدني حقيقي في لبنان يحترم حقوق الفرد والمجتمع وينبذ الأفكار الإلغائية ويكون وسيلة للعبور نحو المواطنة. كذلك، يؤكّد الكاتب على ضرورة تقوية الدولة وتفاعل المجتمع المدني معها ضمن شراكة حقيقية للوصول إلى بناء الدولة الديموقراطية العادلة الناظمة للعلاقات المجتمعية. قدَّم للكتاب المفكر والوزير السابق جورج قرم وعالم النفس والمفكر مصطفى حجازي.

فرانسوا نودلمان
هل اعتماد نظرية ما والعيش عكسها هو تناقض أم كذب أم جنون أم حرية؟ الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو ألَّف كتاب «إميل» الشهير عن التربية على الرغم من تخليه عن أبنائه الخمسة. مجَّد ميشال فوكو شجاعة قول الحقيقة وفي الوقت نفسه أخفى إصابته بفيروس الإيدز عن أقرب المقربين إليه. جيل دولوز الذي يكره السفر أصبح فيلسوفاً للترحال. أما سيمون دو بوفوار صاحبة كتاب «الجنس الثاني» ورائدة النسوية، فكتبت لعشيقها رسائل ملتهبة تتمنى فيها أن تكون امرأة خاضعة تكنس وتطبخ له... من نحن إذاً عندما نفكر؟


وما سرّ هذه الهوّة بين الأفكار والسلوك؟ بدلاً من إدانة أخطاء أو «نفاق» الفلاسفة العظام، يدرس الفرنسي فرانسوا نودلمان في كتابه «عبقرية الكذب» (2017) الصادر بنسخته العربية عن «صفحة سبعة للنشر والتوزيع» (ترجمة أياد عيسى) أكثر الأكاذيب تعقيداً، تلك الموجّهة نحو الذات.

عائشة إبراهيم
تعود بنا رواية «صندوق الرمل» (منشورات المتوسط) للكاتبة الليبية عائشة إبراهيم إلى حقبة الاستعمار الإيطالي لليبيا، لتقدّم للقرّاء وجهة نظر جديدة للأحداث مختلفة عن سرديات المستعمر.


من خلال الاستعانة بوثائق المخابرات الإيطالية والصحافة العائدة إلى تلك الفترة، تحكي الروائية عن الانتهاكات الجسيمة والجرائم العديدة التي ارتكبتها قوات الاستعمار ضد المدنيّين العُزَّل. تخبرنا عائشة إبراهيم من خلال شخوصها عن عذابات الشيوخ والنساء والأطفال الذين اعتُقلوا ونُفيوا عن بلادهم، ثم زُّجَّ بهم في سجون بعيدة في جزر غاييطا وأوستيكا. «صندوق الرمل» هي العمل الرابع للكاتبة الشابة بعد روايتَي «قصيل» و«حرب الغزالة» ومجموعتها القصصية «العالم ينتهي في طرابلس».

ستانلي ميلغرام
هل نحن جميعاً موظفون مطيعون عند سلطة مرعبة؟ أين ينتهي الخضوع للسلطة؟ وأين تبدأ المسؤولية الفردية؟ سؤال حاول عالم النفس الأميركي ستانلي ميلغرام (1933 ـــ 1984) الإجابة عليه في كتابه «كيف تُصنع الطاعة عند البشر» (1974) الصادر عن «دار نصوص» اللبنانية (ترجمة آندي مارديني).


أثار سرد ميلغرام لتجاربه العملية بين عامَي 1950 و1963 الكثير من اللّغط حول الأفكار المسبقة عن تأثير السلطة على أفراد المجتمع. تحت ذريعة تحقيق تافه عن التعلّم والذاكرة، أجرى ميلغرام سلسلة من التجارب أُمر فيها المشاركين الرجال والنساء بتوجيه صدمات كهربائية متصاعدة العنف لضحية بريئة. كم شخصاً من المشاركين سيطيع الأوامر؟ وإلى أي مدى؟ أثارت النتائج غير المتوقعة جدلاً محتدماً في الأوساط العلمية. في هذه الوثيقة الهائلة حول ما يُحفّز السلوك البشري والخيارات الأخلاقية في الحياة، يقدّم ميلغرام تحليلاً علمياً لطاعة ومقاومة المواطنين العاديّين للسلطة ويخلص إلى أنّ طاعة السلطة عند البشر هي القاعدة لا الاستثناء.

وضاح شرارة
كتاب «أمس اليوم» (هاشيت أنطوان) هو التجربة الروائية الأولى للكاتب والباحث اللبناني وضاح شرارة. الرواية أشبه بسيرة ذاتية للكاتب يروي فيها عن طفولته وعن انفصال والديه الذي اضطره لترك المدينة حيث منزل أمه والعودة إلى قرية أبيه في الجنوب اللبناني.


يسرد شرارة مغامرات الصبا ويخبرنا عن تجاربه العاطفية الأولى التي عاشها مع فتيات العائلة والقرية، ثم مع فتيات المدينة التي انتقل إليها لاحقاً مع والده. بأسلوب ممتع، يُطلعنا الكاتب أيضاً على التجاذب الحاد الذي عاشه بسبب اختلاف نمط الحياة بين الريف والمدينة. الرواية ينتظرها بشغف قرّاء الكاتب المعروف بأبحاثه الأكاديمية والسياسية وأيضاً ببلاغته اللّغوية
المعهودة.

طه عدنان
يمنحنا الشاعر والكاتب البلجيكي المغربي طه عدنان في مسرحيّته المونودرامية «دنيا» (دار الفاصلة) الفرصة للإصغاء لصوت المرأة الضائعة التي تُعاني أزمة هوية وجودية في عالم لا يرحم.


دنيا هي الطفلة السادسة والأخيرة لعائلة مغربية مهاجرة تعيش في بروكسل. أتت نتيجة حمل غير مرغوب به وعانت طوال حياتها من شعورها بأنّها منبوذة وسط عائلتها وقاست من العنف اللفظي والجسدي. حلمت بالحرية والاستقلالية ثم كبرت لتكتشف تأثير جسدها المثير على الرجال. تتزوج من صديقها عبديل زواج مصلحة وتمنحه جسدها مقابل جرعات سعادة يومية من الماريغوانا. يدخل عبديل السجن ليخرج وقد تحوّل إلى رجل متطرف ثم يسافر إلى سوريا للالتحاق بصفوف «داعش».
تستغل دنيا غيابه لتعيش حريتها وإثبات كينونتها الأنثوية. هذه المسرحية المؤلّفة من 18 مشهداً درامياً هي فرصة لإسماع صوت هذه المرأة التي تُجبرنا على النظر عميقاً إلى ذواتنا وإلى مجتمعاتنا المتعدّدة الثقافات والمليئة بالتناقضات.