إنها رسائل الألم والوحشة، أقرب إلى سجلّ كبير للديون المادية والمعنوية لأحد أعظم شعراء فرنسا والإنسانية شارل بودلير (1821 ـــ 1867) وروحه التي لم تهنأ بالسكينة والطمأنينة منذ الطفولة. منذ أن تلقّى تعليمه في مدرسة داخلية، بدأت ديون الحياة التي لا تنتهي: من الشعور بالتقصير في الواجبات المدرسية واضطراره إلى إرسال مرافعات مطوّلة للوالدين والأخ الأكبر حول الأداء المدرسي، إلى تعيين أمه لوصيّ قانوني على ثروته (السيد نرسيس أنسيل) بعد انتقاله إلى باريس وتبذيره للمال وغرقه في ديون لا تنتهي، ما اضطره إلى العيش في ظروف بائسة لم تصدقها الوالدة حتى عاينتها بأمّ العين. كما تتابع الرسائل التي ستصدر قريباً عن «منشورات الجمل» (بترجمة سحر ستالة عن طبعة البليَّاد الفاخرة) التطور التدريجي لشخصية بودلير الكاتب والشاعر وأعماله الشعرية والنثرية وصولاً إلى أعظمها «أزهار الشر» والعلاقات مع الناشرين والأوساط النقدية والثقافية الباريسية والضجّة التي أثارتها الرقابة بحظر ثلة من قصائد المجموعة، ما دفع بودلير إلى توجيه خطابات إلى الإمبراطورة أوجيني والنخبة السياسية الفرنسية لمؤازرته في معركة الزهرة أمام السيف. كما لم تخل الرسائل من عذابات بودلير في الحب وخطاباته إلى ربات إلهامه مثل جانّ دوفال، والسيدة ساباتييه وبعض الأحلام الإيروسية التي قصّها على أحد أصدقائه. نستلّ من رسائل الشاعر الذي «لم يعش الحياة التي كان يستحقّها» على حد تعبير سارتر، باقةً تظهر روح الشاعر مثل «زهرة تسفح آسفة وعطرها الناعم كُسِر».
ترجمة: سحر ستالة
اختارها وقدّم لها: محمد ناصر الدين


1. إلى السيدة أوبيك.
باريس، 4 ديسمبر 1847.
أنا مدين لك دون شكٍّ بالشُّكر للعناية التي بذلتها من أجل منحي بعض الأشياء الأساسية لحياة أكثر معقوليَّة من تلك التي أعيشها منذ وقت طويل. أقصد بعض الأثاث. لكن ما إن وقع شراء الأثاث حتى وجدت نفسي مفلساً ومحروماً من بعض تلك الأشياء المهمَّة التي من السَّهل أن نلمحها كالمصباح أو النَّافورة. فليكفكِ أن تعلمي أنني كنت مجبراً على تحمُّل نقاش طويل مع السيد أنسيل لأنتزع منه ثمن الخشب والفحم. آه لو تعلمين أيَّ مجهود كان عليَّ أن أبذله لأمسك بالقلم وأتوجَّه بالخطاب مرة أخرى إليك، يائساً من أن أشرح لك، أنت التي كانت الحياة بالنسبة إليها سهلة ومنظَّمة على الدَّوام، كيف استطعتُ أن أجد نفسي في ورطات مماثلة! تخيَّلي فراغاً دائماً يسوده شعور بالضِّيق دائم، مع كره دفين لهذا الفراغ واستحالة الخروج منه مطلقاً بسبب نقص المال الدائم. طبعاً في حالات مماثلة من الأفضل أن أتعرَّض لبعض الإهانات التي أدفعها ثمناً للجوئي إليك مرة أخرى بدل التوجّه إلى أشخاص لامبالين لن أنعم عندهم بعطفك. في الوقت الحاضر، هذا ما يحصل لي. سعيداً للغاية لأني أملك مسكناً وأثاثاً ولكن محروماً من المال الذي أبحث عنه منذ يومين أو ثلاثة، وعندما أنهكني التَّعب والملل والجوع مساء يوم الإثنين الماضي، دخلت أول فندق اعترضني وبقيت فيه حتى الآن ولسبب ما. كنت قد أعطيت عنوان هذا الفندق لصديق أقرضته مالاً منذ أربع سنوات عندما كنت مُرفَّهاً لكنَّه أخلف وعده.


فضلاً عن ذلك، فقد أنفقت القليل، 30 أو 35 فرنكاً خلال أسبوع لكن هذا ليس كلَّ الورطة. لأنني أفترض أنك لو تكرَّمت عبر شعور بالعطف يظلُّ منقوصاً للأسف من انتشالي من هذا الطَّيش الشقي، ماذا أفعل غداً؟ لأن الفراغ يقتلني وينهشني ويأكلني. لا أعرف حقاً من أين أتتني هذه القوة الكبيرة حتى أحُدَّ من التأثير المدمِّر لهذا الفراغ، ولا هذا الصفاء الذِّهني المطلق، والأمل الدَّائم في الثَّروة والسعادة والهدوء. لكن هذا ما أطلبه منك متوسلاً إليك لشعوري العميق بأنني بلغت الحدَّ الأقصى، ليس فقط من نفاد صبر الآخرين، بل وصبري أنا أيضاً. أرسلي إليّ وأنا واثق أن هذا سيكلِّفك ألف حزن، وحتى لو لم تكوني تصدِّقين الفائدة الحقيقية لهذه الخدمة الأخيرة، ليس فقط المبلغ المطلوب في حدِّ ذاته، بل ما يكفيني للعيش لمدة حوالى عشرين يوماً. ستحدِّدين بنفسك موعد التَّسليم. أؤمن بشدة بتنظيم الأوقات وبقوة إرادتي حتى إنني واثق تمام الثقة من أنني لو استطعت بلوغ حياة متوازنة طوال خمسة عشر أو عشرين يوماً لنجحت في إنقاذ عقلي. إنها محاولة أخيرة. إنها لعبة. جازِفي بالمجهول يا أمي العزيزة، أرجوك. محاولة توصيف هذه السنوات السِّت الأخيرة المليئة على نحو غريب ومدمِّر جداً أمر بسيط للغاية لو كنت أتمتع بصحة جسديَّة وعقلية لم ينجح أيُّ شيء في تدميرها. كل هذا يلخَّص على النَّحو التالي: طيش، تأجيل المخطَّطات المعقولة على نحو خارق لليوم التالي، وهذا يعني بؤساً وبؤساً دائماً. هل تريدين مثالاً على ذلك؟ حدث أن بقيت ثلاثة أيام في السرير، تارة بسبب نقص الشَّراشف وطوراً بسبب نقص الخشب للتَّدفئة. بصراحة إن اللُّودانيوم والخمر هي مضادَّات سيئة للحزن. إنها تصلح لتمضية الوقت لكنها لا تجدِّد الحياة. ولمزيد من السُّم نحن في حاجة إلى المال. في المرة الأخيرة التي تكرَّمتِ فيها بإقراضي 15 فرنكاً بقيتُ دون أكل ليومين- أي لمدة ثمان وأربعين ساعة- كنت أتردَّد على نوييه بصفة دائمة ومع ذلك لم أكن أجرؤ على الاعتراف بخطئي للسيد أنسيل. ولم أكن قادراً على البقاء صاحياً وواقفاً إلا بفضل ماء الحياة الذي قُدِّم إليَّ أنا الذي يكره الشَّراب، أنا الذي كان الشَّرابُ يلوي معدته. عسى ألاَّ يصل صدى اعترافاتٍ مماثلة- سواء بالنسبة إليَّ أو إليك- أبداً إلى الناس الأحياء أو الأجيال القادمة! لأنني ما زلت أعتقد أن الأجيال القادمة تهمُّني. لا أحد يريد أن يصدِّق أنَّ شخصاً عاقلاً وينحدر من أم طيِّبة وحسَّاسة قد وقع في أوضاع مشابهة... أرجو أن تتلطَّفي بوضع هذا الهياج على عاتق الآلام المجهولة بالنسبة إليك، تلك الآلام التي أتجرّعها.

2. إلى شارل أسولينو.
باريس، 13 مارس 1856.
صديقي العزيز، بما أن الأحلام تُسلِّيك سأسرد عليك حُلماً، أنا على ثقة من أنه سيعجبك. السَّاعة تشير إلى الخامسة صباحاً، والطَّقس دافئ جداً. ولاحظ جيداً أن هذا الحلم ليس إلاَّ عيّنة من آلاف العيّنات من الأحلام التي تحاصرني ولستُ في حاجة إلى أن أخبرك بأن تفرَّدها التامّ وطبعها العامّ في أن تكون غريبة تماماً عن اهتماماتي أو مغامراتي الشخصيَّة يدفعانني دوماً إلى الاعتقاد بأنها لغة شبه هيروغليفيَّة لا أملك مفتاحها.
كنت أرى (في حلُمي) أنني أتنزَّه وحيداً في الشَّوارع، حوالى الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً. فالتقيت غاستي الذي كان على ما أظن مستعجلاً جداً. وقلت له بأني سأرافقه وسأستغلُّ العربة التي ستقلُّه كي أقضي حاجة شخصية. أوقفنا عربة وأنا أشعر أن من واجبي أن أهدي صاحبة بيت دعارة كبير كتاباً لي صدر منذ فترة قصيرة. وعندما نظرت إلى كتابي الذي كنت ممسكاً به في يدي، اتَّضح أنه كتاب فاحش وهو ما برَّر لي ضرورة إهداء هذا العمل إلى تلك المرأة. بالإضافة إلى ذلك، خطر ببالي أنّ هذه الحاجة إلى إهداء كتاب كانت في الواقع تعلَّة وفرصة لمضاجعة إحدى فتيات بيت الدعارة خلسة، ما يعني أني لولا الحاجة إلى إهداء الكتاب، لما تجرّأت على الذهاب إلى بيت مماثل. لم أقل شيئاً من كل هذا لغاستي. أوقفت العربة أمام باب ذلك البيت وتركت غاستي داخلها واعداً نفسي بأن لا أتركه ينتظر طويلاً. عندما دققت جرس الباب وبعد أن فُتح لي، انتبهت إلى أنَّ قضيبي يتدلّى من فتحة بنطالي. وفكَّرت أنه من غير اللاَّئق أن أحلَّ على هذه الحالة حتى في مثل هذا المكان. بالإضافة إلى ذلك، عندما شعرت بأن قدمَيّ مبلَّلتان جداً انتبهت إلى أنهما عاريتان وبأنني وضعتهما في بركة رطبة تحت الدَّرج. حسناً! قلت في نفسي، سوف أغسلهما قبل المضاجعة. وقبل الخروج من بيت الدَّعارة، صعدت الدَّرج، ومنذ تلك اللحظة لم يعد الأمر متعلِّقاً بالكتاب.
وجدتني في حجرات واسعة – سيّئة الإضاءة – متصلة بعضها ببعض وذات طابع حزين وباهت - مثل المقاهي القديمة والمكتبات القديمة أو قاعات القمار القبيحة. الفتيات المنتشرات عبر هذه القاعات الواسعة يتحدثن إلى رجال أرى من بينهم تلاميذ في الثانويَّة. شعرتُ بأني حزين جداً وخجل للغاية. أخشى أن يلمحوا قدمَيَّ اللتين أنظر إليهما، فأرى أن إحداهما محتذية - وبعد وقت قصير - ألاحظ أن قدميّ الاثنتين محتذيتان. ما صدمني هو أن جدران هذه القاعات الواسعة مزدانة برسوم متعددة الأشكال. رسوم وُضعت في إطارات، بل إن هناك رسوماً هندسية ووجوهاً مصريَّة أيضاً. ولما شعرت أن خجلي يزداد أكثر فأكثر وأنّي لا أجرؤ على الاقتراب من أيَّة فتاة، رحت أتسلَّى بتأمُّل كلُّ الرسوم بتأنِّ.
في قسم بعيد من هذه الأروقة، عثرت على سلسلة فريدة من نوعها. في مجموعة من الإطارات الصغيرة، أرى رسوماً ومنمنمات وصوراً فوتوغرافية تضمُّ عصافير ملوَّنة ذات ريش لامع جداً وعيونها حية. أحياناً لا توجد إلا أنصاف عصافير. وأحياناً تمثّل صوراً لكائنات غريبة وممسوخة، عديمة الشكل تقريباً كأنها رجوم سماوية. وفي ركن من كلِّ رسم كُتبت ملاحظة. الفتاة التي اسمها كذا وعمرها... وضعت هذا الجنين سنة كذا. بالإضافة إلى ملاحظات أخرى من هذا النوع.
وخطر ببالي أنَّ هذا النوع من الصور لا يرقى إلى الإيحاء بأفكار عاطفيَّة.
وحضرتني فكرة أخرى هي التالية: لا يوجد في العالم حقاً إلا صحيفة واحدة، وهي صحيفة لوسييكل، يمكن أن يبلغ بها الغباء حدَّ فتح بيت للدَّعارة ولكي تضع فيه في نفس الوقت شيئاً شبيهاً بمتحف طبي. فعلاً، قلت في نفسي فجأة إن صحيفة لوسييكل هي التي وضعت أُسس هذا الحلم، والمتحف الطبي يفسَّرُ بهوسها بالتطور، والعلم، وانتشار الأضواء. ففكرت إذاً أن للغباء والحمق المعاصرَين فائدتهما العجيبة. وأن ما نُذر للشَّر عبر آلية روحية يتحوّل في الغالب إلى خير.
أكثر ما يثير إعجابي بنفسي هو دقَّة فكري الفلسفي.
لكن من بين كل هذه الكائنات وجدت واحداً ما زال على قيد الحياة. إنه وحش وُلد في بيت الدَّعارة ويقف خالداً على قاعدة تمثال. ورغم كونه حيّاً، فهو جزء من المتحف. وهو ليس قبيحاً حتى إن وجهه جميل وشديد السُّمرة وذو لون شرقي. وهو طافح باللَّونين الوردي والأخضر. يجلس مقرفصاً لكن في وضعية غريبة ملتوية. ويوجد بالإضافة إلى ذلك شيء ما مائل للسواد يلتفُّ عديد المرات حوله وحول أعضائه مثل ثعبان ضخم. أسأله ما هذا الشيء؟ فيجيبني بأنه ذيل مريع يبدأ من رأسه، شيء ما مَرِن مثل المطَّاط وطويل جداً، طويل جداً إلى درجة أنه لو التفَّ على رأسه مثل ذيل من شعر، سيغدو ثقيلاً جداً ويستحيل حمله حتماً. وأنه مجبر مُذَّاك على أن يلفَّه حول أعضائه وهذا يولِّد فوق ذلك تأثيراً جميلاً. تحدَّثتُ طويلاً إلى الوحش فأسرَّ إليّ بهمومه وأحزانه. وها قد مرَّت سنوات عديدة وهو مجبر على الوقوف في هذه القاعة على قاعدة التمثال تلك، من أجل إرضاء فضول الجمهور. لكن همَّه الأكبر يظلُّ ساعة العشاء. فبما أنه كائن حيٌّ، فهو مجبر على تناول العشاء مع فتيات البيت – والسير مترنّحاً بذيله المطَّاطي حتى يصل إلى قاعة الطعام – حيث يجب عليه أن يتركه ملتفّاً حول الكرسي، إذ لو تركه ملقى على الأرض، فإن رأسه سينقلب إلى الخلف. بالإضافة إلى أنه مرغم، وهو القصير والمربوع، على الأكل إلى جانب فتاة طويلة القامة وممشوقة القوام. وقد قدَّم لي في النهاية كلَّ هذه التوضيحات دون إحساس بالمرارة. أنا لم أكن أجرؤ على لمسه، لكني كنت مهتماً بأمره.
في تلك اللحظة (هذا لم يعد خاصاً بالحلم) كانت زوجتي تحدث ضجيجاً صادراً عن أثاث في غرفتها هو الذي أيقظني، فهببتُ من نومي مرهقاً ومحطَّماً ومطحوناً في ظهري وساقيَّ ووركيَّ. وأظن أنني كنت نائماً في نفس الوضعية الملتوية التي كان عليها الوحش. أنا أجهل ما إذا كان هذا الحلم سيبدو لك مضحكاً كما بدا لي تماماً.

3. إلى ريتشارد فاغنر
باريس، 17 فبراير 1860.
في المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى مسرح الإيطاليين لكي أنصت لموسيقاك لم أكن في تمام الاستعداد لذلك. بل سأعترف لك بأني كنت طافحاً بالأحكام المسبقة السيئة لكنني معذور فلطالما كنت غبياً، لطالما استمعت لموسيقى المشعوذين المدّعين. لكني هُزمت على يديك فوراً. ما شعرتُ به لا يوصف ولو تفضَّلت بأن لا تضحك من هذا الأمر، فسأحاول أن أترجم لك ذلك. أولاً بدا لي بأني كنت أعرف تلك الموسيقى، ولاحقاً وأنا أفكر فيها أدركت من أين كان يأتي ذلك السراب وكان يبدو لي أن تلك الموسيقى كانت تنبع مني وكنت أعرفها كما يعرف كل رجل الأشياء المنذورة لحبه.
لقد شعرت بالجلال الكامل لحياة أكثر سعة من حياتنا. شيء آخر بعد: لطالما انتابني شعور ذو سِمة غريبة جداً هو الكبرياء ومتعة الفهم وأن أتركني أدخل وأغزو نشوة حسية حقاً وشبيهة بالصعود إلى السماء أو السباحة في البحر. وكانت الموسيقى في نفس الوقت تستنشق أحياناً كبرياء الحياة. عموماً كان هذا التناغم العميق يبدو لي شبيهاً بتلك المؤثرات التي تسرّع نبض الخيال. أخيراً شعرت أيضاً، وهنا أنا أرجوك أن لا تضحك من ذلك، بمشاعر تنبع على الأرجح من طبيعة تفكيري ومن اهتماماتي الشخصيَّة. هناك في كل مكان شيء ما سريع وجارف، شيء ما ينشد الصعود عالياً، شيء ما مبالغ فيه وخارق للعادة. على سبيل المثال لكي أستفيد من التشابيه الخاصة بالرسم أتخيَّل أمام عيني مساحة شاسعة لأحمر داكن. إذا كان هذا الأحمر يرمز إلى الشَّغف فأنا أراه آتياً تدريجاً عبر كل درجات الأحمر والوردي في توهَّج السَّعير. يبدو أنه من الصعب، بل من المستحيل بلوغ شيء ما أكثر قوة فيما آخر سهم ناري يسطّر أخدوداً أكثر بياضاً من البياض الذي يمثّل خلفيَّة له. سيكون هذا إذا أردت صرخة الروح العظمى الصاعدة إلى ذروتها.