ما زال الجدال حول روزنامة الطوفان التوراتي، طوفان نوح، مستعراً يشارك فيه ما لا حصر له من باحثي التوراة ومفسّريها، ومن الباحثين في الروزنامات القديمة، ومن الهواة من كل نوع.ويُعرض لنا طوفان نوح في الإصحاحين السابع والثامن من سفر التكوين. وحسب النسخة العبرية الماسورية من التوراة، فإن الطوفان بدأ في السابع عشر من الشهر الثاني في سنة 600 من عمر نوح، وانتهى في السابع والعشرين من الشهر الثاني في سنة 601 من عمر نوح. بذا يكون الطوفان قد دام 375 يوماً، زائداً بذلك عشرة أيام عن السنة المكوّنة من 365 يوماً. أما الترجمة السبعينية اليونانية للتوراة، فتخبرنا أن الطوفان ابتدأ في اليوم السابع والعشرين من الشهر الثاني، لا السابع عشر، وانتهى في اليوم السابع والعشرين من الشهر الثاني في السنة التالية. أي أنه أكمل سنة شمسية بلا زيادة ولا نقصان، كما افترض الباحثون.
وهذا الاختلاف أتعب الباحثين. وقد أوردت جاكوبس رأياً لرونالد هندل Ronald Hendel يرى عكس ما نفترض: أي أن خطأ ما قد حصل في تقسيم الكلمات عند الناسخ في الترجمة اليونانية أدى إلى أن تصير بداية الطوفان في النسخة اليونانية في السابع والعشرين من الشهر بدل السابع عشر منه: «فهو يجادل بأن هناك مشكلة في تقسيم الكلمات: «فخلال عملية النقل تحولت جملة בשבעה עשר יום [بشبعة عشر يوم] في النص ما قبل الماسوري إلى בשבעה ועשרים [بشبعة وعشريم] في الأصل العبري للترجمة اليونانية، أي بدون كلمة יום [يوم] التي اندمجت في كلمة עשרים [عشريم]» (ص 287). بالتالي، فالإشكال بالنسبة إلى هندل حصل في أن النسخة اليونانية دمجت كلمتَي «عشر يوم» في كلمة واحدة «عشريم» نتيجة خطأ في القراءة. وهذا هو سرّ الخلاف بين نسختَي التوراة. لكن يمكن افتراض أن العكس بالضبط هو الذي حصل. أي أن النسخة الماسورية قسمت الجملة خطأ. فبدل «بشبعة وعشريم»، قرأت «بشبعة وعشر يوم». أي أنها قسمت كلمة «عشريم» إلى «عشر يوم». وهو ما جعل بدء الطوفان يحصل في اليوم السابع عشر بدل السابع والعشرين.
والافتراض العام أن سنة الطوفان هي سنة شمسية عادية وأن شهورها تتكوّن من 30 يوماً، مع أنه لا يوجد في نص طوفان التوراة، سواء في نسخته العبرية الماسورية أو اليونانية، ولا حتى في فقرات الطوفان في نصوص قُمران، ما يشير إلى أشهر من 30 يوماً حتى نتحدث عن سنة مكوّنة من 365 يوماً. وحدها نسخة كتاب اليوبيل، التي وصلتنا عبر اللغة الأثيوبية، هي التي تشير بشكل غير مباشر إلى شهر من ثلاثين يوماً عند حديثها عن الـ 150 يوماً التي زاد فيها الماء على وجه الأرض: «وغطّت المياه الأرض خمسة أشهر، مئة وخمسين يوماً» (كتاب اليوبيل 27). فقد قسّم محرر السفر الرقم 150 على عدد أيام الشهر الشمسي المكوّن من 30 يوماً، فوجد أنها تساوي خمسة أشهر. لكنّ كتاب اليوبيل كتاب متأخر، لذلك من الأسلم الاستناد إلى الأقدم، أي إلى التوراة الماسورية والترجمة السبعينية، وهما لا تتحدثان عن شهر من ثلاثين يوماً.
واقتراحنا أن سنة الطوفان هي «سنة الحيّة القصيرة» المكوّنة من 324 يوماً، وليست السنة الشمسية المكوّنة من 365 يوماً أو 364 يوماً، أو حتى 360 يوماً. وقد افترضنا وجود هذه السنة في كتابنا الجديد الذي صدر قبل أيام عن «دار الناشر» في رام الله في فلسطين، ويحمل عنوان: «سنة الحية: روزنامات العصور الحجرية». وفيه بينّا أنّ سنة العصر الحجري القديم الأعلى، والحجري القديم الأوسط، وأجزاء طويلة من العصر الحجري الحديث، كانت تملك توقيتاً مائياً، أو بشكل أدقّ توقيتاً نجمياً- مائياً. وهذا التوقيت يستند إلى حركة الماء الكوني السفلي الذي له فترة بيات وفترة نشاط. فترة البيات تساوي 243 يوماً، وفترة النشاط تساوي 81 يوماً، أي ما مجموعه 324 يوماً. وقد سمينا هذه الدورة باسم «سنة الحية القصيرة». ذلك أنّ حركة الماء السفلي في نشاطه وبياته شُبّهت بحركة الحية في بياتها الشتوي وخروجها من هذا البيات. أما سنة الحية التامة فتزيد بـ 40.5 يوماً عن هذا الرقم، أي أنها مكوّنة من 364.5 يوماً. الأربعون يوماً المضافة منطقة حدودية مشتركة بين فترة البيات والنشاط. وسنة الحية القصيرة (324 يوماً) هي في ما يبدو السنة التي يحدثنا عنها طوفان نوح التوراتي.
توقيت العصور الحجرية: سنة مكوّنة من ثلاثة أقسام تستند إلى حركة الماء السفلي

لكنّ محرّري التوراة، الذين كانوا غير قادرين على فهم هذه السنة المنحدرة إليهم من زمن موغل في القدم، حاولوا إرغام هذه السنة على التوافق مع السنة التوراتية العادية. والاضطراب الحاصل في نص الطوفان، ناتج عن هذه المحاولة القسرية لحشر سنة الحيّة ضمن إطار السنة التوراتية. لقد عمل المحرّرون كما عمل بروكست في الأسطورة اليونانية بالضبط. فقد كان لديه سرير وعلى كل من يصادفه أن يكون على قدر سريره هذا. وهو سيقطع من رجلَي من يكون أطول منه، وسيمغط من هو أقصر منه حتى يتوافق مع سريره. وقد أدى هذا إلى اضطراب هائل بحيث صار نص الطوفان لغزاً تاماً. وما لم نُنه محاولات حشر سنة الطوفان داخل السنة التوراتية العادية، فلن نفهم نص الطوفان أبداً. يؤيد اقتراحنا ما توصلت إليه هيلين ر. جاكوبس من أنّ المواعيد الأساسية في الترجمة اليونانية السبعينية للتوراة، تجري كلها في اليوم السابع والعشرين من الشهر. فبداية الطوفان وقعت في السابع والعشرين من الشهر الثاني، واستقرار سفينة نوح على الجبل حصل في اليوم السابع والعشرين من الشهر السابع. كما أن الأرض جفّت في السابع والعشرين من الشهر الثاني. وانطلاقاً من ذلك، فقد افترضت أن شهور الطوفان في الترجمة السبعينية تتكون من 27 يوماً فقط: «الفرضية المقترحة في هذه الورقة هي أن روزنامة نوح في الترجمة اليونانية تتشكل من شهور طولها 27 يوماً، إذ: لا يوجد موعد توقيتي يتخطى اليوم السابع والعشرين في التوراة. بذا فمن المحتمل أن هذا اليوم هو اليوم الأخير في الروزنامة التوراتية» (Helen R. Jacobus, Noah’s Flood Calendar (Gen 7: 10-8:19) in the Septuagint , p.288-289) أي أنه لا يوجد يوم يتخطى اليوم السابع والعشرين من الشهر. فبعد اليوم السابع والعشرين، نبدأ بشهر جديد. وقد قصرت جاكوبس كلامها على النسخة اليونانية، لأن النسخة الماسورية تتحدث عن بدء الطوفان في اليوم السابع عشر لا في السابع والعشرين. وأنا أؤيد استخلاص جاكوبسن بشدة. فهو يتوافق تماماً مع فرضيتي. لذا يبدو لي أن حديث النسخة الماسورية عن اليوم السابع عشر ناتج عن تصحيف ما. فعلينا أن نفترض أن الأصل الذي أخذت عنه الترجمة السبعينية هو الأصل الصحيح. على أي حال، فإن سنة من 12 شهراً، شهورها تساوي 27 يوماً، توصل في الحقيقة إلى سنة مكوّنة من 324 يوماً. أي توصل إلى «سنة الحية القصيرة» التي افترضناها في كتابنا. وهي سنة مكوّنة من 324 يوماً. لكن الوصول إلى هذا الرقم أربك جاكوبس في ما يبدو. فقد بدا لها الرقم 324 رقماً غريباً لم تسمع بمثله من قبل. لذا افترضت أن سنة الطوفان يجب أن تكون مكوّنة من 13 شهراً. أي أنها زادت شهراً عما اكتشفته لكي نصير مع سنة قمرية: 13×27= 351. لكن زيادة الشهر لم توصلها إلى الرقم 354 للسنة القمرية كما نرى. فقد نقصت ثلاثة أيام عنها. وهكذا، فلكي تحل معضلة الرقم 324 الذي عثرت عليه، فقد ذهبت إلى مارشاك وفرضيته حول الأيام المرئية للقمر. فأناس العصر الحجري القديم الأعلى والأوسط كانوا حسب فرضية مارشاك يسقطون الأيام التي لا يُرى فيها القمر من روزنامتهم. لذا علينا أن نضيف هذه الأيام إلى عدّهم كي نحصل على الروزنامة الحقيقية. وتبعاً لمارشاك، فإن الأيام غير المرئية للقمر تساوي ما بين 2- 3 أيام في كل شهر، وبالمعدل 2.5 يوم. ولو ضربنا هذا الرقم في الرقم 12 لحصلنا على 30 يوماً. وقد زاد مارشاك هذه الأيام على السنة التي كان يعثر عليها في روزنامات هذين العصرين من أجل الحصول على سنة قمرية على سنة مكوّنة من 354. وهو ما يعني أن مارشاك أيضاً عثر على سنة الحيّة القصيرة المكوّنة من 324 يوماً، لكنّه ظن أنها سنة قمرية ناقصة، حُذفت منها الأيام غير المرئية للقمر، فأضافها إليها. وقد رأينا كيف أن جاكوبس عثرت هي الأخرى على هذه السنة في طوفان التوراة، لكنها لم تعترف بها، فاضطرت إلى زيادة شهر عليها انطلاقاً من فرضية مارشاك ذاتها. عليه، فقد كان هناك من يعثر فعلياً على «سنة الحية القصيرة»، لكنه يفلتها من بين يديه لأنه مشغول بالشمس والقمر، أي مشغول بالأجرام التي نوقّت بها نحن.
بناءً على ذلك، فسنة الطوفان هي دورة الماء السفلي المكوّنة من 324 يوماً. والحقيقة أن هذه السنة المكوّنة من 12 شهراً في كل شهر 27 يوماً، أي سنة الـ 324 يوماً، ما زالت مستعملة عند شعب الأورومو Oromo في إثيوبيا حتى الآن. وهي موجودة إلى جانب السنة العادية. ولا يمكن تفسير وجودها إلا إذا افترضنا أنها سنة مائية. أي أنها سنة الحية القصيرة.

روزنامة أهل الكهف
معروفة جيداً أسطورة أهل الكهف بنسختها العربية، وبنسخها السريانية، نسخة نائمي الكهف السبعة. وفي هذه النسخ، يُختلف على عدد النائمين، وعلى عدد سنوات نومهم. فبينما هم في النسخة السريانية سبعة، فإنهم في النسخة القرآنية ثلاثة أو خمسة أو سبعة. وقد ناموا حسب القرآن 309 سنوات: «ولبثوا في كهفهم ثلاثمئة سنوات وازدادوا تسعاً» (سورة الكهف 25). والغالبية على أن الرقم 309 هو رقم السنوات القمرية التي تعادل 300 سنة شمسية. وكنت في معالجة قديمة لي لنومة أهل الكهف قد قلبت الأمر، وافترضت أن الرقم 300 هو الأصل وأن فيه زيادة تسع سنوات. لذا فنومة أهل الكهف تساوي 291 سنة شمسية. لكنني مع تطور بحثي في روزنامات العصور الحجرية، اكتشفت أن هذا الحل غير صحيح، وأن نومة أهل الكهف على علاقة بتوقيتات هذه العصور. بذا، ففرضيتي تقول الآن إنّ حل لغز روزنامة نوم أهل الكهف يصبح ممكناً إذا ربطناه بما توصلنا إليه في هذا الكتاب: أي بفترة بيات الماء السفلي والحيات. ففترة نومهم هي فترة بيات الماء السفلي، هكذا مباشرة. أما عددهم فله علاقة بعدد التشكيلات النجمية التي تحدثنا عنها. فهم إما ثلاثة أو خمسة أو سبعة، أي أننا مع الثلاثية والخماسية والسباعية. والغالب أنهم ثلاثة أو سبعة. وهذا يشابه الحيّات في روزنامة مالتا. فهناك ثلاث حيّات منسابات وسبع حيّات متطوّيات. وقد رأينا كيف افترض المفسّرون المسلمون أن الرقم 309 هو رقم السنوات القمرية، وأن إزاحة السنوات التسع الزائدة يجعلنا مع 300 سنة شمسية. ولو ضربنا الرقم 300 في الرقم 81، الذي هو رقم الخروج من البيات والفيض، لحصلنا على الرقم التالي: 300×81= 24,300. وهذا هو في الحقيقة رقم البيات مضروباً في الرقم مئة. عليه، فلو أزحنا الصفرين من الرقم، لحصلنا على أيام الفيض. ومن الصعب أن يكون هذا مصادفة. بالتالي، فـ 300 سنة من فترات الانسياب تساوي مئة من سنوات البيات. أي أن الانسياب يساوي 1:3 من البيات.
بناءً عليه، فأهل الكهف قادمون إلينا من العصر الحجري القديم الأعلى. قادمون من أربعين ألف سنة، بل ربما من خمس وستين ألف سنة. أما في التقليد المسيحي السرياني، فليس هناك اتفاق حول سنوات نوم أهل الكهف، فهي بين 196 سنة و 373 سنة. ولا يجب رمي هذه الأرقام باعتبارها خاطئة أو غير صحيحة، إذ هي في أغلب الظن طريقة أخرى لحساب فترة البيات.

روزنامة طائر الفينيق
نأتي إلى الآن إلى الطائر الأسطوري الشهير: الفينيق، الذي تحول في القرون الأولى الميلادية إلى رمز من رموز الإمبراطورية الرومانية. وحسب بليني الأكبر، فإنه حين يجيء أجل الفينيق، أو حين يُتم دورة حياته، يصنع لنفسه عشاً من النباتات الطيبة الرائحة مثل المرّ وغيره، ويستكين فيه مستسلماً للموت. لكن من عظامه ونخاع عظامه ودماغه تنبت دودة تتحول إلى فينيق جديد. وأول ما يفعله الطائر الجديد هو أن يضع الطائر القديم، أي والده، في بيضة مصنوعة من المر، ثم يحمله على جناحه إلى مصر، أو إلى مكان آخر، حيث يُدفن في معبد الشمس. لكن هناك من يقول إن الفينيق يحرق نفسه، ويطلع من رماده طائر جديد.
وثمة اتفاق على أنّ لموت الفينيق وانبعاثه دورة محددة، بل إنها دورة كونية ما على علاقة ما بحركة الأجرام السماوية. أما الخلاف، فيدور حول مدة الدورة. فهيرودت يقول إنها 500 سنة. لكن مالينيوس، السيناتور الروماني، يقول إنها 540 سنة. وهناك من يقول 1000 سنة. هذا إضافة إلى أرقام أقل شيوعاً من الأرقام الثلاثة. لكن هناك من يرى أن دورة الفينيق هي دورة نجمة «سوثيس»، أو «سبدت» بالمصرية، أي نجمة الشعرى، التي يعتقد أن لها دورة كبرى تتكوّن من 1460 سنة هي «السنة العظمى». لكنّ الرقمين الأكثر ذكراً هما رقم هيرودت (500) ورقم مالينيوس (540)، إذ الاتجاه العام أن الرقم 1000 يعني في الواقع: مدة طويلة. من ناحيتي، أعتقد أن رقم مالينيوس، أي الرقم 540، هو رقم روزنامة طائر الفينيق. وقد افترض مالينيوس أن هذا الرقم هو رقم الدورة الكونية، أو السنة العظيمة. لكنّ سالينوس Gaius Julius Salinus رفض هذا الأمر، معلناً أن غالبية المؤلفين يرون أن السنة العظيمة تساوي 12954 سنة لا 540 سنة. والحال أن الرقم 12954 يكاد يكون مضاعف الرقم 540 بمقدار 24 مرة: 324×40= 12960. فهذا الرقم أقل من رقم سالينوس بـ 6 أرقام لا أكثر. بذا يمكن القول إنه لا تناقض جدياً بين الرقم 540 والرقم الذي ذكره سالينوس. انطلاقاً، فأنا أفترض أن الرقم الأصلي لدورة حياة الفينيق هو بالفعل الرقم 540. وهو رقم يذكر فوراً بالرقم 54 الذي هو رقم سنة الحية القصيرة كما رأينا من قبل. إنه الرقم 54 فيه زيادة صفر لا غير. أي أنه مضروب بالرقم عشرة. لذلك فمضاعفات هذه الرقم تعطي أرقام سنة الحية هذه:
540×6= 3240. وهذا هو رقم سنة الحية القصيرة (324) لكن مع الصفر، أي مضروباً بعشرة. 540×7= 3780. وهذا الرقم من مضاعفات الرقم 63 الذي عرضنا له ولمضاعفاته في هذا الكتاب: 126، 189، 378. وهو يوصل إلى الرقم 283.5: 63×4.5= 283.5.
540×9= 4860. وقسمة الناتج على اثنين يعطينا الرقم: 2430 وهو مضاعف الرقم 243 الذي هو رقم البيات.
لذا يمكن القول إن السنة العظيمة هي السنة التي تحوي في داخلها الأرقام المركزية لسنة الحية القصيرة. إنها لعب بالأرقام حتى الوصول إلى رقم يكرر أرقام هذه السنة. أكثر من ذلك، يبدو أن دورة سوثيس، أي نجمة الشعرى، المفترضة (1460) على علاقة بدورة حياة الفينيق. فضرب الرقم 324 بالرقم 4.5 يعطينا رقماً قريباً جداً من ذلك: 324×4.5= 1458. ويبدو أنه جرى تدوير هذا الرقم ليصير 1460، أي ليصير أربع سنوات من سنة الحية التامة (364.5) التي أضيف إليها نصف اليوم الشهير فصارت 365: 365×4= 1460.
بناءً على كل هذا، يمكن لي افتراض أن طائر الفينيق هو الطائر الذي رأيناه في شجرة غوبكلي تبي، الذي رأينا كيف أنه حلّ الطائر محل الحية المتموّجة، في حين أن الحية المتموّجة حلت محل الحية المتطوية. لذا فقد صار الطائر ممثل فترة الانسياب والتموّج، أي فترة الفيض.
شجرة غوبكلي تبي رسما

وشجرة غوبكلي تبي هي في الواقع شجرة صفاصافة إنانا العراقية التي كان في قمتها طائر وتحتها حية. إنها شجرة الحياة التي تشكل دورتها بالصراع بين الحية والطائر. بناءً عليه، فطائر شجرة غوبكلي تبي هو أصل طائر الفينيق.

* شاعر فلسطيني