ترجمة محمد العرابيكخطوة أولى، رفض اسمه الشخصي. كان اسمه راينر.
أو لعلّ اسمه كان دميتري؟
أو إياسنتو، وهو اسم غير معهود
بين السّاكنة وأكثر فأكثر تجريداً
في عالم يستعجل
الصّعود إلى السّماء. أو لعلّ
اسمه كان عزرا.
جيفري جيبسون ـ «موت» (2018)

عزرا كان أيضاً اسم المنزل الذي يسكنه
والشارع
والدولة
والقارّة...
وربّما لا. سمّي ببساطة باسم بول.
وبول اسم لا يراه الموت بسهولة، حينما يأتي، يقول:
أين هو بول؟
يقول دميتري:
أنا لا أعرف أين بول!
يقول راينر: إنّ بول بصدد إفراغ القمر في السّاحة!
يقول كارلوس: بول متعب، بول ينام مع زوجته
وزوجته تحلم للتّو، بينما يتقدّم بول ويحجز له مكاناً في الحلم
كي يشقّ طريقه صوب العالم!
وعمر الذي مرّ تحديداً من هنا،
قال للموت: لقد ذهب بول هذا الصّباح
لمعرض الكلاب
كي يعلّمها كيف تعوي كالآدميّين!
يانيس الذي اقترب كثيراً من الموت
قال له: إنّ بول هو راينر
أو حتّى إياسينتو.
قال إياسينتو للموت:
بول هو إدغار!
لقد رأيته يصبغ
إدغار
كي يتوارى خلفه!
يقول بيوتر: بول
لم يمرّ حتّى من هنا اليوم،
فهو نادراً ما يأتي لأنّه
يزرع الرّمل/ على التّلال في الشّرق!
عندها قال الموت:
أنت راينر، ستأتي معي،
بعدها ستأتي أنت أيضاً عزرا،
ثمّ ستلحق بهم أنت أيضاً دميتري
أمّا أنت فريدريكو، فعليك أن تهيّئ نفسك بدورك
وإذا لم يظهر بول في الأثناء،
ستأتي أنت أيضاً إياسينتو ،
وأنت أيضاً كارلوس،
وأنت أيضاً بيوتر،
وإذا لم ينته بول من إفراغ القمر في السّاحة،
فستأتي أنت أيضاً، أليكساندرو،
وأنت أيضاً إيمانويل،
وأنت أيضاً إيوستان،
وإذا لم تزرع الأرض بكاملها بالرمل، فستأتي أنت أيضاً
أوليفيان،
وأنت أيضاً كريستيان،
وأنت أيضاً أوريليان،
وأنت أيضاً هورست،
وإذا ظلّت زوجة بول تحلم دائماً
بلسان وحيد القرن الذي يداعب فخذيها،
في البداية، سيكون عليك أنت يواكيم أن تأتي، بعد ذلك
دورك باتريك، بعدك أنت بوريس، إلى أن يعود بول
من معرض الكلاب، ممزّق اليدين
من أثر العضّ،
وإلى أن يغتسل من الدم الذي يكسوه،
سيكون عليك أنت ألفين أن تأتي،
يتبعك إدوارد، ثمّ أنطونيو،
وإلى أن ينفصل بول عن إدغار الذي
أقام معه كنيسة من أجل مخاوفهما
سيكون عليك أنت نيكانور، أن تأْتي
وكذلك أنت يوكيو، وأنت راينر...
ولكن، قال راينر
سبق لك أن ناديت عليّ من قبل.
ليست مشكلة، عزيزي راينر،
قال الموت،
عليك أن تفهم أنّ كلّ هذا ضرب عشواء،
وإذا ظهر بول في غضون هذا الوقت، سنغيّر
التّرتيب، وأخيراً، هل ترى أغنية تمرّ
كرصاصة عبر حوصلة عصفور؟
لا تعرف لمن يعود ذلك الدم الذي توقّفت عنده
وما إذا كانت الشّمس ستنطق من جديد كما
في البداية، وتدرك أنت أنّ الهمسة لا تصعد إلّا بثقل
وأنّه بإمكانك أن تتنفّس
في السماء مثل رأس بحّار مفصول
في نفس وقت فصل قفصه الصدري؟
هيّا بنا، راينر!

(*) أدريان ألوي غيورغي شاعر روماني ولد عام 1958، حاصل على الدكتوراه في الآداب. نشر أكثر من 25 كتاباً في الشعر والنثر والمسرح والدراسات. من دواوينه الشعرية: «قصائد بالأبيض والأسود» (1987)، «حميمية الغياب» (1992)، «أناشيد لدفن الأحياء» (1993)، «الملاك المخلوع من عرشه» (2001).