حاتم الجوهري

يستند حاتم الجوهري في دراسته «الصمود؛ الصورة غير النمطية للعربي في الأدب الصهيوني» (دار خطوط وظلال) إلى المصادر الصهيونية من أجل رصد ملامح الذات العربية كما تظهرها هذه الكتب والمؤلفات. لا يتوقّف الأكاديمي المصري عند الصور السلبية التي ظلّت تتناقلها الدعاية الصهيونية. إذ يرصد جانباً آخر في العقلية الصهيونية، لم يتمّ تسليط الضوء عليه بل ظلّ في الهامش. ملامح هذه الصورة الهامشية، تظهر العربي كمقاوم وكصامد في وجه الزمن انتظاراً للحظة التحول الوجودي كي يستردّ ما سلبته منه الصهيونية وتعود إليه ذاته.

رامي الطويل


بعد «رقصة الظلّ الأخيرة»، و«حيوات ناقصة»، صدرت أخيراً الرواية الثالثة لرامي الطويل بعنوان «قبعة بيتهوفن» (الساقي). في عمله الجديد، يحكي الروائي والسيناريست السوري سيرة بطل أدمن لعب الكرة طفلاً، كما كانت قراءاته السرية محاولة لتقليص المساحات من حوله خشية من الفضاءات المفتوحة. تمرّ أحداث الرواية بمراحل متعددّة للبطل، وحروبه الكثيرة التي تتوزّع ما بين عصا مدرب التربية العسكرية التي انهالت عليه وهو طالب في الثانوية، والضربة التي تلقاها على وجهه من حقيبة امرأةٍ هجرها وقد تجاوز الخمسين.

إيمانويل بوف


انتقلت رواية «الهاجس» (1939) للروائي الفرنسي الأوكراني إيمانويل بوف (1898 – 1945) إلى العربية أخيراً عن «الدار الأهلية للنشر والتوزيع» (ترجمة: بهاء إيعالي)، لتلتحق بعدد من الروايات والأعمال التي تمّ تعريبها في السنوات الأخيرة. أمام الحيرة التي تواجه البطل شارل بينيستو في الخمسين من عمره، يقرّر المحامي أخيراً أن يتخلّى عن كلّ ما يملكه: زوجته المحبّة ووضعه الاجتماعي المرموق، وأصدقاؤه. تخوض الرواية في نقاشات أخلاقية كثيرة في باريس تلك الفترة بانتقال البطل من محيطه البرجوازي إلى الشارع البروليتاري في العاصمة الفرنسية، محاولاً البحث عن مستقبل بديل له..


جبوري غزول


يأخذنا كتاب «الغابات» (كلمة – ترجمة: حنا عبود) في رحلة علمية تستعيد نشأة الغابات منذ البداية وعلاقتها بالمناخ والمياه والإنسان والحيوان والحشرات والمخلوقات الصغيرة والكبيرة. الكتاب مقدّمة وافية عن الغابات، أنجزها جبوري غزول باللغة الإنكليزية وصدرت سنة 2015، وفيها يطلعنا على ما يجري داخل الغابة، وكيف تتضارب وتتصارع هذه الكائنات النباتية فيما بينها ومع الكائنات الحية الأخرى. يروي سيرة موت وحياة الغابات وتجدّدها، ويتوقّف عند موقف البشر المتفاوت منها. يتجاوز المؤلّف السيرة الطبيعية للغابات، لينتقل إلى المواقف الفلسفية والأدبية من الغابات منذ جلجامش حتى والت ويتمان.

جليلة القاضي


تتضمّن مجموعة «برج الحوت» (دار العين) للكاتبة والأكاديمية جليلة القاضي 49 قصّة قصيرة، تراوح ما بين القصص القصيرة جداً، والقصص القصيرة. تتنقّل الحكايات ما بين أمكنة طبيعية وعمرانية عدّة، فتغوص في أعماق البحار وتدور في الشوارع الاسفلتية لبعض المدن مثل القاهرة وباريس وغيرها من الفضاءات العمرانية التي تصقلها الكاتبة المصرية بتخصصها كأستاذة تخطيط عمراني. وتأتي القصص الفانتازية حصيلة ثماني سنوات من العمل، تترافق فيها السينما والعمران والفنون الأخرى مع السرد. علماً أنها مجموعتها الثانية بعد باكورتها القصصية «بوركيني».

عبد الفتاح كيليطو


ليست رواية «والله إن هذه الحكاية لحكايتي» (منشورات المتوسّط) للكاتب والمفكرّ المغربي عبد الفتاح كيليطو مجرّد رواية بأحداث فانتازية وشخوص عاديّة. إنها مناسبة أخرى للحفر في التراث العربي. إذ يحمل العمل بين دفّتيه أسئلة كيليطو الفلسفية والفكرية، حيث يوغل في بعض المرجعيات مثل «ألف ليلة وليلة» وكتب الجاحظ وأبو حيّان التوحيدي الذي يفرد له فصلاً كاملاً من الرواية. هكذا تأتي الرواية أشبه برحلة سحرية في عجائب الكتب وغرائبها، بما فيها من سفر وحب وجنيات ومخطوطات وآلهة ونساء فاتنات، فيما يجعل كيليطو من الكتاب بطلاً لروايته.