ف. ج. زيبالد

لا يعتمد ف. ج. زيبالد (1944 – 2001) أسلوباً أو جنساً أدبياً واضحاً في «دوار. أحاسيس» (1990). بعدما نشرت مؤلّفه «حلقات زحل»، أصدرت «دار التنوير» أخيراً الترجمة العربية من كتابه «دوار. أحاسيس» (ترجمة أحمد فاروق). وقد جاء هذا المؤلّف، بعد سنوات من عمل الكاتب الألماني في الكتابة الأكاديمية حول الأدب الألماني والأوروبي. غير أنه يتحرّر فيه من القيود الأكاديمية، ساعياً إلى بناء عمل أدبي مركّب يقوم على التناص والتلاعب بالنصوص والتضمين عوضاً عن اللغة الأكاديمية. تجارب أدبيّة جعلته قبل وفاته المبكرة أحدّ أهمّ المرشحين المعاصرين لنيل جائزة نوبل للآداب.

علياء الداية


تغطي دراسة «جماليات الهوية في الرواية العربية المعاصرة 1985 - 2015» (دار نينوى) للأكاديمية علياء الداية ثلاثة عقود من تاريخ الرواية العربية. من خلال أربعة فصول، تقدّم الداية قراءة لتجارب روائية عربية متنوّعة من مناظير مختلفة منها: الأمكنة، وجماليات الهوية، ووعي الهويّة والعزلة، والتأثيرات الفنية الأخرى على الروايات منها الموسيقى. تشتمل الدراسة على ست عشرة رواية لمجموعة من الكتاب والكاتبات من بينهم بثينة العيسى، ورجاء عالم، شهلا العجيلي، وعبد الخالق الركابي، وعلي المقري، ولينا هَوْيان الحسن وهاني الراهب وآخرين.

جمال حسين علي


يستكمل جمال حسين علي سرد فصول الملحمة العراقية التي دشّنها في رواية «أموات بغداد» (2008)، ومن ثمّ «رسائل أمارجي» (2019). في روايته الجديدة «حبّة بغداد» (دار المدى)، يمزج الروائي العراقي بين الفنتازيا وواقع بلاده، إذ تظهر حبّة بغداد على جبين جميع سكان العاصمة، الذين فقدوا ذاكرتهم مباشرة بعد سرقة المتحف وإحراق دار المخطوطات والمكتبة الوطنية. انطلاقاً من هذه الأحداث الحقيقية، يبني علي عالمه الروائي الملحمي الذي تجتمع فيه أجيال من العراقيين، منهم جيل مؤسسي الدولة العراقية، وبناتها والجيل الحالي ضحايا الحروب والعنف.

علي القادري


يقدّم علي القادري في مؤلّفه «تفكيك الاشتراكية العربية» (مركز دراسات الوحدة العربيّة) قراءة متعمّقة للتجربة الاشتراكية العربية، وظروف نشوئها، وأسباب تفكّكها. وفي حين يرصد الأكاديمي اللبناني في دراسته الإنجازات التي حقّقتها هذه التجربة على مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يُظهر كذلك إخفاقات هذه الأنظمة التي بدأت تتفكك منذ السبعينيات. من خلال تحليله للبنية الطبقية لتلك التجارب، يقف الكتاب عند أبرز التطوّرات التي شهدتها هذه البنية والتي ساهمت في تحويل التجارب عكسياً باتجاه الخيارات النيوليبرالية التي قضت على الإنجازات الاشتراكية.

داريوش شايغان


يطرح «ما الثورة الدّينيّة؟ الحضارات التقليديّة في مواجهة الحداثة» الذي صدرت طبعته الثالثة عن «دار الساقي» أخيراً (ترجمة محمد الرحموني)، إشكالية العلاقة بين الحداثة والحضارات التقليدية، بما فيها من سمات تباعد وأخرى تقرّب بينهما. يظهر داريوش شايغان تفكّك البنى القديمة للنظرة التقليدية إلى العالم، وما لحق هذه البنى من تهديم منظم. يتوقّف المفكّر الإيراني المعاصر عند الثورة الدينية تحديداً، وتبعاتها وما تمثّله من عجز الحداثة عن إقناع الجماهير المحرومة، يقابلها عجز التقاليد الدينية عن استيعاب ما عرفته العصور الحديثة لناحية القطيعة مع الماضي.

محمد بن العربي الشرقاوي


لا يركن كتاب «الصوفية والسياسة» (المركز الثقافي العربي) إلى حقل بحثي واحد. في مؤلّفه الجديد، يأخذ الأكاديمي المغربي محمد بن العربي الشرقاوي بحثه إلى مناطق التماس بين حقول عدّة مثل التدوين التاريخي، والنقاش الأنثروبولوجي، والتفسير الاجتماعي، وتحليل الخطاب اللِّساني، والتحليل السياسي، العرفان الصوفي. يتعمّق الشرقاوي في حالة الزاوية الشرقيّة في المغرب، ليثبت أنها لم تكن، مطلقاً، مؤسسّة دينية فحسب. إذ أنها مارست السياسة بشكل مباشر أحياناً وبشكل مضمر في أحيان أخرى، فيما «تفاعلت مع وقائع عصرها بذكاء فائق، ومرونة كبيرة».