دثّريني يا شام..أنا لست النبيّ الأمّيَّ المرتجفَ الخائف.
أنا لست خاتمَ الأشياءِ والأشلاء والأنبياء.
أنا لست من كلَّمَهُ جبريلُ،
ولا من كلّمَ الناسَ في المهد صبيّاً.

دثّريني يا شام..
أنا حبيبُك المقهورُ المبتور
المبعثر المذبوح المهجور
المكسور المشنوق المسلوخ.
أنا المبعوث من حارة اليهود والقصّاعِ
والجورةِ والقساطليّة
والميدانِ وبابِ توما والقصورِ والصالحيّة.
أنا المتجوّلُ في المهاجرينَ والمزّةِ والربوةِ ودمّرْ.
أنا ابنُ العازريّة والمحسنيّةَ وابنَ خلدونَ وأميّة.
أنا السوريُّ الفلسطينيّ اللبنانيّ
الكرديُّ الشركسيّ الآشوريّ الكلدانيّ
السريانيُّ الأرمنيّ اليهوديّ النَصرانيّ
الرافضيُّ الأمويّ الفاطميّ العلويّ
الدرزيُّ الإسماعيليّ اليزيديّ
الزنديقُ الوجوديّ العلمانيُّ الإنسانيّْ.
أنا ..
أنا الشاميّ.

دثّريني يا شام..
غطاؤك الذي مزّقه المجرمون
أشدّ حناناً من حرير الصين،
أشدّ عطفاً من أصواف العالم.
أنا لا أحتاج دفئاً
ولا أنْ تقيني من مطر أو عاصفة.
لا أريد منك لقمة
ولا من مائك المشهور نقطة.
أريد صدر أمّي الرؤوم
كتفَ أختي الحنون
يدَ أبي الواثقة.
أريدك حبيبة تبادِلُني الغرام
تفي بالوعد وتصون.
أريد حبّة حبّ
تشفي غليل أشواقي.

* سوريا