أدناه بعض ما كتبته على حائطي في الفيسبوك خلال «حرب أيار»، أو حرب «سيف القدس». لم يكن لديّ ما أفعله في الحرب سوى المشاركة في التظاهرات وكتابة ما يشبه اليوميات السياسية لكي أعي أنا ذاتي ما يجري، ثم كي أحصّن هذه الذات بالوعي الذي أحصله. بعد ذلك، كنت أرمي لمحات الوعي هذه على حائطي، علّ أحداً يفيد منها. لم أستطع أن أجد لنفسي مهمة غير هذه المهمة في الحرب. أن أبحث عن شعاع وعي، وأن أرسله في بوست حين أحصل عليه.
كي لا نعود من جديد إلى نقطة الصفر
أفترض أنّ المعركة العسكرية في غزة ستنتهي خلال أيام قليلة، ما لم يحصل ما هو خارج الحسبان.
وهي ستنتهي كما في الجولات السابقة بتعادل ما. أي أنه لن يكون هناك منتصر أو مهزوم. بالطبع، خسائرنا أضعاف مضاعفة لخسائر العدو. لكنّ المعادلة ذاتها. لم يحقق العدو ما كان يطمح إليه: لم يكسر إرادتنا، ولم يكسر بنيتنا. فوق ذلك، فإنه صار بالإمكان تكبيله بشأن القدس والاستيطان في الضفة إن لم تتدخل بشكل ضعيف وجبان سلطة رام الله.
لكنّ الأهم، والأعظم، هو أن حرب أيار، حرب سيف القدس، حرب الشيخ جراح والأقصى، استعادت الوعي واستعادت الوحدة، واستعادت إرادة القتال في الضفة الغربية ومناطق 48. وانطلاقاً من هذا، ستتشكل موازين قوى جديدة في الضفة. سيطرة المستسلمين الذين يبحثون عن زيادة ملايينهم في البنوك ستتقلّص، ويجب أن تتقلص. وأساليبهم الاستسلامية في مواجهة الاستيطان والضم وهدم البيوت ستتغير. سيفرض الناس أساليب أخرى، وطرائق أخرى.
بمعنى آخر، سيتوقف القتال في غزة، لكنه لن يتوقف في الضفة. فلندع غزة تلملم جراحها، وتستريح قليلاً، لكن فلنترك الضفة تواصل المعركة بشكل ما، ضد المستوطنين والاستيطان، وضد نهب الأرض، وضد سلطة الاستسلام معاً.
وأهم شيء هو عدم ترك الأمور للسلطة. عدم تركها لـ«أبو مازن». إن تركنا الأمور له، سيخرّب أي انتصار صغير أو كبير حصلنا عليه، وسنعود إلى نقطة الصفر. الناس الذين تدخلوا في الحرب، رغم السلطة، ورغم إرادتها، يجب أن يظلوا يقظين وأن يواصلوا تحركهم. وتوقف النار في غزة لا يعني أنّ علينا مغادرة الشوارع...
لا يجب ترك الأمور للسلطة الميتة. فهي ستعيدنا إلى حالة الموات وانعدام الوعي من جديد. يعني: يجب أن تكون هناك سلطات أخرى تأخذ بيدها أمر المواجهة، إلى أن يحلّ أمر تغيير هذه السلطة أو إصلاحها بشكل جذري. سيأتي المبعوثون الأميركيون للتفاوض، وسيفاوضون الموتى في السلطة، وسيبدو الأمر كما لو أننا عدنا إلى نقطة الصفر. لا يجب السماح بهذا. من يقاوم هو الذي يفاوض. يجب خلق حقائق سياسية على الأرض لمنع العودة إلى نقطة الصفر، كما حصل في المواجهات السابقة. يجب أن يصير المقاومون هم المفاوضين.
وأنا أقترح تشكيل «هيئة للدفاع الوطني» من كل الأجسام والمجموعات التي خاضت المعركة في الضفة. مهمة هذه الهيئة مواجهة الاستيطان والمستوطنين، مواجهة الاستيلاء على الأراضي، مواجهة الاعتقالات، مواجهة الاعتداءات في الأقصى وفي القدس عموماً.
باختصار، يجب أن تنشأ ازدواجية سلطة ما على الأرض. سلطة الناس والمقاومين في مقابل سلطة المستسلمين، إلى أن يجري تبديل السلطة أو تغييرها بإجماع وطني.
أن يتوقف القتال في غزة، لا يعني أن نذهب إلى النوم. هذا لا ينفع. سوف تضيع التضحيات إن فعلنا هذا. وأول شيء هو أن لا نضع الأمور بين يدَيْ «أبو مازن» من جديد. يجب أن يتمسّك المقاومون بما تم إنجازه. لا يجب أن يُخلوا الميدان لمن يستعد للانقضاض عليهم وعلى ما أنجزوه.
الحرب على غزة توشك أن تنتهي. لكن حرب كفّ يد المستسلمين عن الشأن الوطني ستكون قد بدأت. فإرادة الشعب المقاومة يجب أن تكون هي السلطة.
ولا عودة هذه المرة إلى نقطة الصفر.
(19/5/2021)
■ ■ ■

افعل ما عليك فعله، ولا تنتظر نتيجة المعركة. ما عليك فعله يجب أن تفعله، أياً كانت نتيجة المعركة.
النصر هو أن تفعل ما عليك فعله. والهزيمة هي أن لا تفعله.
نتيجة المعركة تحددها أنت أيضاً، بل أنت أولاً. أنت المحارب الفعلي.
إذا صعدت جبلاً عالياً شديد الانحدار، فلا تتطلع كل دقيقة إلى القمة. هذا سيحبطك لأن القمة بعيدة جداً بعد. لذا تطلع إلى الخطوات الخمس أمامك واقطعها. المهم أن تقطع الخطوات الخمس، ثم الخطوات الخمس التي بعدها، وهكذا. هذه هي الحرب، حربك.
الحرب سياسة. ويمكن لشعب ما أن يخسر عسكرياً، وأن يخرج مع ذلك منتصراً سياسياً.
الحرب هي أنت. هي ما تفعله، لا ما يفعله الآخرون.
(18/5/2021)
■ ■ ■

حتى لو توقف إطلاق النار في غزة فلن نتوقف
لقد بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الشعب الفلسطيني. مرحلة تتوحّد فيها حركته، ويتوحد فيها مطلبه بكل فلسطين. مرحلة سوف تنهي «أبو مازن» وأوسلو وسلطته. مرحلة يُخلَق فيها ممثل واحد جديد للشعب الفلسطيني كله، يطرح مطالب هذا الشعب أمام العالم.
انتهى زمن الضفة والقدس وغزة و 48. هناك الآن شعب واحد، وحركة واحدة، ومطالب واحدة، وسعي لتكوين قيادة موحدة للحركة الواحدة الموحّدة.
حتى لو توقف إطلاق النار في غزة، فلن نتوقف. لقد انطلق قطار وحدة الشعب ووحدة حركته ولن يتوقف حتى يصل إلى محطته الأخيرة، حيث تتحد أهداف الشعب ومطالبه.
وحتى لو خرج العدو منتصراً عسكرياً في غزة، فسوف يكتشف أنه خرج مهزوماً سياسياً، وأنها ستكون الهزيمة الأقسى في تاريخه.
شاركوا غداً في إضراب فلسطين التاريخية.
غداً فجر جديد لفلسطين الواحدة الموحدة.
(17/5/2021)
■ ■ ■

حرب الوعي
تبدو حرب أيار 2021 من الجانب الفلسطيني كما لو أنها حرب وعي أكثر منها أي شيء آخر. بالتالي، فهي حرب جذرية، وليست حدثاً تكتيكياً عارضاً. ذلك أنّ الوعي يكمن في جذور الأشياء، ويقع فيها. إنها حركة الجذور ذاتها.
وحرب الوعي هذه تدور على محورين اثنين:
الأول: حرب استعادة الوعي
فقد جرى خلال العقود الماضية تشويه الوعي الفلسطيني (والعربي) بخصوص الصراع. ومنذ اتفاق أوسلو على الأخص، بدا لو أنّ الوعي الفلسطيني يفقد ذاته. فقد جرى عند من يفترض أنهم قيادة الشعب التسليم بأننا هزمنا، وأن مهمتنا تتمثل في الحصول على ما يمكن الحصول عليه. لهذا، فمنذ اليوم الأول لوصول «أبو مازن» إلى سدة الحكم، أعلن قوله الشهير: لا أريد لأحد حتى أن يرمي زهرة على الإسرائيليين. نعم، الرمي ممنوع حتى لو كان رمي زهرة. الرمي ممنوع. أي: المواجهة ممنوعة. نحن لا نستطيع المواجهة، كما أن المواجهة لن تنفع. الصواريخ عبثية، والمواجهة عبثية، والأمل عبثي، والوعي عبثي.
هذا أدى إلى أنه لم تبذل أي محاولة من قبل مَن يفترض أنهم يمثلون الشعب لبناء الحصون العقلية والمادية. وكان هجوم الأعداء يتركز، على الأخص، على الحصون العقلية. أي على المناهج المدرسية. وكنا في كل مرة نتراجع ونقدم التنازلات. وكان الهجوم مرتبطاً بالمساعدات الغربية التي تقدم المساعدات المالية للسلطة. المساعدات تأتي مشروطة بتغييرات في المناهج، أي بفتح ثغرات في الحصون العقلية، في الجذور.
حرب أيار 2021 كانت حرباً للتمسك بالجذور، لسد الثغرات، لاستعادة الوعي. فهذه الأرض لنا، وهم مستعمرون طارئون، ويجب مواجهتهم في كل لحظة وعلى كل قطعة أرض. ويمكن لي أن أقول إنّ الوعي قد استعيد إلى حد كبير. دليل ذلك أن مَن رفض الرمي معزول الآن في غرفة في المقاطعة، ولا أحد يكترث به. عزله رمز لاستعادة الوعي. وحين يعزل الوعي جهة ما، أحداً ما، فهو عزل الموت. إنه رمي في القبر. لقد رمي الوعي المشوش والمستسلم في القبر.
الثاني: حرب كيّ الوعي
الحرب الأولى ذات طابع دفاعي. وقد نجحنا فيها. ونتائجها سوف تتعمق يوماً بعد يوم. أما حرب كيّ الوعي، فهي حرب هجومية. و«كيّ الوعي» اصطلاح مستخدم بشدة عند الصهاينة. إنه اصطلاحهم المركزي في مواجهتنا. كل فعل من أفعالهم يهدف لكيّ وعينا، أي لوضع حدود له. أي عملياً يهدف إلى إنتاج أناس فلسطينيين جرى كيّ وعيهم وخصيُه. وقد نجحوا منذ أوسلو في إنتاج أناس فلسطينيين مخصيّي الوعي. أناس يُمنع الرمي عندهم. بل إنهم مُكِّنوا من قيادة الشعب الفلسطيني. وتذكروا أن مَن فرض «أبو مازن» هو جورج بوش الابن. لذا فلدينا قيادة مكويّة الوعي. وعيها تحدد إسرائيل حدوده.
حرب أيار كانت حربَ كيّ وعي مضادةً. الصواريخ والتظاهرات والبالونات والشعارات كلها كانت متجهة إلى العدو كيْ يفهم أنه طارئ هنا، وأنه بلا مستقبل في هذه الأرض. ويمكن رؤية نتائج هذه الحرب في الصرخات المتفرقة التي تظهر لديهم: ليس لنا مستقبل هنا. لقد انتقلنا من محاولة منع قلع أهل الشيخ جراح من منازلهم، إلى بثّ فكرة اقتلاعهم هم. من الدفاع إلى الهجوم. أنتم من ستُقلعون لأنه ليس لديكم جذور هنا.
لذا لا يمكن لوم المواجهين في غزة على تصعيد لهجتهم. يجب تصعيد اللهجة. يجب أن يفهموا أننا نريد أن نقتلعهم، وأننا سنقتلعهم. نحن لسنا مساكين يبحثون عن دولة تأتيهم بالعطف، بل شعب يعمل لقلعكم. ونحن في هذا لسنا ضيعة قليلة. بل نحن ضيعة كبيرة بالعالم العربي حولنا. والعالم العربي النائم سيصحو. لقد جرى كيّ وعيه مثلنا منذ اتفاقية كامب ديفيد. وحرب أيار، والحروب التي قبلها، تهدف إلى استعادة الوعي. وهو سيستعاد وإن ببطء.
عليهم أن يفهموا أنّ الحل المطروح أمامهم هو حل الدولة الواحدة مع عودة اللاجئين إلى أرضهم وعودة ملكيتهم. ويجب أن يفهموا أننا نقدم هذا كحل وسط، وأننا نقدمه ونحن كارهون. وإن لم يرغبوا فيه، فهناك الطريق الجزائرية. فالمستوطنون الفرنسيون في الجزائر كانوا يظنون أن الجزائر لهم، وأنها دولتهم، ثم انتهى الأمر إلى كنسهم.
(16/5/2021)
■ ■ ■

البدوي والجمل و«فتح»
اسمعني، أنا أقرب إلى «فتح» منّي إلى «حماس» بألف مرة، فأنا ابن منظمة التحرير.
لذا فأنا أشتري «فتح». أشتريها راغباً. لكنني وعشرات الألوف من أمثالي لن يشتروا «فتح» مع «أبو مازن» وجماعته. نحن نشتري «فتح»، ولا نشتري هذه الجماعة. «فتح» أهلنا. «فتح» بيتنا. لكن هذا شيء والجماعة شيء آخر.
اسمعني، اسمعني. أتذكر حكاية البدوي الذي أراد أن يبيع جمله مع القط. ربطهما معاً ودار كي يبيعهما. لكنّ أحداً لم يتقدم كي يشتريهما معاً. الناس يريدون الجمل، ولا يريدون القط.
ونحن أيضاً نشتري «فتح»، نشتري الجمل الكبير الذي يدعى فتح. لكننا لن نشتريه مربوطاً مع جماعة لا نريدها. وعلى فتح أن تختار. عليها أن تقرر. فهي لا تستطيع أن تبيعنا جملها بالطريقة التي تريدها هي. عليها أن تتفق معنا على صفقة.
فتح ضرورة لنا. ضرورة للتوازن في فلسطين. ضرورة بتاريخها. ضرورة بخبرتها. ضرورة بوطنيتها. ونحن نريد الجمل الكبير الذي يدعى «فتح». نريد أن نشتريه... لكننا لن نقبل بصفقة مثل صفقة البدوي.
قدّموا لنا صفقة أخرى يا أخي. اسمعوا صوتنا يا أخي.
تغيّروا، وغيّروا، كي تتم الصفقة.
(15/5/2021)
■ ■ ■

غزة مُدماة، بقلب يمتلئ بالأمل
عملياً، لم تعد حرب إسرائيل على غزة ذات معنى. لم يعد هناك هدف لها.
آخر محاولة كانت في شمال غزة، عندما أوحى الجيش الإسرائيلي بهجوم بري لكي يصطاد المقاومة. لكن المحاولة أُحبطت لأن الطرف الفلسطيني أدرك مقصدها. كان نتنياهو يعتقد أن نجاح هذه المحاولة سيمكنه من النزول عن الشجرة منتصراً. لكن هذا لم يحدث. وهذا يعني أن هذه الحرب ستنتهي كما انتهت الحرب السابقة عام 2014 من دون حسم.
حرب من دون حسم مرة أخرى.
لكن عليَّ أن أقول إن التشابه ظاهري فقط.
وبمقدوري أن أضيف أنه سيكون هناك منتصر ومهزوم. ففي الحساب الأخير، ستغرق غزة، كما في المرة السابقة، في محاولاتها لمداواة جراحها وإعادة بناء ما تهدّم. هذا ليس جديداً. لكن الجديد أن إسرائيل ستخرج من الحرب وهي تواجه عالماً آخر غير العالم الذي عرفته قبل الحرب. فالسلطة الفلسطينية ربما تنتهي. وأبو مازن ربما يطير. فوق ذلك، فستجد أن الشعب الفلسطيني الذي كان مقسماً ممزقاً قد توحّد. هذا أولاً.
أما ثانياً، فأغلب الظن أن الفوضى ستعم المشهد السياسي الإسرائيلي بكامله. فلم يعد بإمكان إسرائيل أن تتحمل نتائج حرب أخرى من دون حسم، حرب متعادلة. الحرب المتعادلة تعني أن إسرائيل فقدت نهائياً إمكانية الانتصار. وهذا شيء مخيف. الانتصار الإسرائيلي ممنوع. هذا هو الدرس الذي قدّمته غزة.
أكثر من ذلك، فقد صارت تل أبيب تُقصف مثلها مثل غزة. درجة القصف وشدته تختلفان فقط. كما أن «مطار بن غوريون» (مطار اللد) صار هدفاً دائماً للقصف. وهذا شيء مخيف آخر.
غزة ستخرج من الحرب مدماة، لكن بقلب يمتلئ بالأمل.
أما إسرائيل فستخرج منها بقلب مثقل، وبأفق من دون أمل.
إذن، فهناك منتصر ومهزوم في حرب أيار 2021.
(15/5/2021)
■ ■ ■

نهاية حلّ الدولتين
انتهت فكرة حل الدولتين. أنهتها إسرائيل بمعرفة وتصميم. وانتهت معها السلطة الفلسطينية وأبو مازن، وكل العدة التي يملكها.
الآن هناك أرض يقتتل عليها شعبان- مع أنني لا أوافق أن يهود إسرائيل يمثلون شعباً- تمتد من نهر الأردن إلى البحر المتوسط.
التشويش الذي مثله البرنامج المرحلي، الذي صار اسمه حل الدولتين، انتهى. هذا البرنامج كان نتاج حرب أكتوبر. فإثر هذه الحرب، ظن السوفيات أنه يمكن إيجاد حل سلمي يقود إلى دولتين، فطرحوا الفكرة، التي تحولت عند الفلسطينيين إلى ما يسمى بالبرنامج المرحلي، ثم صار اسمها حل الدولتين. طبعاً ثبت أن السوفيات واهمون، وأن موازين القوى لا تسمح بذلك. أما نحن فقد تمسكنا بالوهم حتى الآن. حتى أيار 2021. لم يكن لدينا قيادة تعي. كان لدينا الاختراع العجيب الذي يسمى «أبو مازن». وهو اختراع له عقل إيديولوجي متحجّر غير قادر على الإدراك. لديه مسلمة تقوم على أن السلطة الفلسطينية هي أول الدنيا وآخرها. هذا رجل يعبد شيئاً يسمى السلطة الفلسطينية. يعبدها من دون الله، ومن دون أي معبود آخر.
كل هذا انتهى. أنهته معركة الشيخ جراح. انتهى البرنامج المرحلي، انتهت السلطة، انتهى أبو مازن. وقد تكون «فتح» ومنظمة التحرير انتهتا أيضاً.
هناك عالم جديد سيُخلَق بعد معركة أيار 2021. هناك بنية جديدة ستظهر. هناك توازنات أخرى ستظهر.
أيار 2021 سفر تكوين جديد لعالم جديد. عالم مختلف عن العالم الذي عشناه مع «أبو مازن». بل عالم مختلف جذرياً عن العالم الذي عرفناه منذ عام 1974.
بالتدريج سيُدفن العالم الذي يختصره شخص اسمه أبو مازن، وسيخرج عالم جديد ملامحه ليست واضحة لنا بعد. لكنه عالم مختلف. عالم يُدفن، وعالم ينهض.
وفي هذا العالم، شعبان يقتتلان على أرض بين النهر والبحر. واحد منهما دخل مرحلة انحداره وموته، والثاني دخل مرحلة صعوده وبعثه.
لا يمكن لأي مشروع «فرنجة» أن يملك فرصة هنا. لا يمكن له أن يستمر.
كل مشروع «فرنجة» سيأتيه في يوم ما طراز من صلاح الدين لكي ينهيه.
* شاعر فلسطيني