الظلّ يركض على الحيطان ولا هذا المتهالك في الطريق.
■ ■ ■
كلُّ احتمالٍ
مِن احتمالاتِ الصدفة
كي لا يكون المللُ أكثر.
■ ■ ■
المُدرِكُ يتهيّب أن يكون موضع شكّ
المُدرِكُ لا يتصالح مع ما يُنتِجُ القهرَ.
■ ■ ■
الظلام ليس قليلاً
الظلام مترامي الأطراف.
■ ■ ■
سترى
بعقلِك الصاحي
ما لا تراهُ بعينيك
ستضحك أو ستبكي
هذا الفراغ كثير.
■ ■ ■
الحصار
أم أنا الدائرة؟
■ ■ ■
جعلوا
كلاً منّا
يلاكمُ كلاً منّا.
■ ■ ■
كثيراً يُقالُ أخيراً
ما كان يجب أن يُقالَ أوّلاً.
■ ■ ■
أنيابٌ ومخالب
أحدٌ بعدُ لا يقدر على اللحاق
شعوبٌ أبيدتْ وشعوبٌ تباد.
■ ■ ■

مايكل مارسيسانو ــ «من دون عنوان 14» (حبر ملوّن على فابريانو ــ 2020)


أخيراً
دخلوا إلى الحكاية
التي لم تكن حكاية
وقعوا في الأسر
مع الصخورِ والسمّ.
■ ■ ■
لكلِّ خسرانٍ
ثمنٌ لا يحتملُ المراجعة.
■ ■ ■
قال الثعلب: «ليكن خمّ للدجاج»
وكان ما قال الثعلب، وكان خمٌّ للدجاج
وقال الذئب: «ليكن للخرافِ سياج»
وكان ما قال الذئب، وصار للخراف سياج
وهذا يقول وذاك يقول وذيّاك.
■ ■ ■
وماذا عندما توقِد للدُّخان
وماذا عندما الذهاب قليلُ الإياب؟.
■ ■ ■
غريبان، على حذر، في رمل
أحدهما ـ لا مطر، والآخر ـ لا أثر.
■ ■ ■
دمٌ كثير
يُسفك تحت الشمس
من أجلِ حيّز
ثلج.
■ ■ ■
ليستِ البلادُ هذه الشمس الرقيقة
ليست هذه الخضرة، ولا ينابيع السكّر
البلادُ أهلُها ـ الفجرُ الآخر.
■ ■ ■
عند خطِّ الاستواء الأقرب إلى الشمس
القلبُ مفعمٌ بالحبّ وفي ذروةِ الذروة.
■ ■ ■
ترتيبُ حياةٍ
صناعةٌ عمياء.
■ ■ ■
هذا الفضاء
فوضى إلى أقصى نقطة
تجعلني أجزم أنّي لو لي يد
لاقتربتُ على نحوٍ أرقّ، أشفّ.
ما حاجتنا لأحزمةِ الصخور،
لأي حاجة تولد نجوم،
تولد كواكب، أقمار،
وتموت نجومٌ اختناقاً أو انفجاراً
ومعها عوالم لا عدّ ولا حصر لها،
جاهدتْ لتكون ذرّةً ذرّةً،
ولبلايين السنين،
كأنّ كلّ هذه العمارات الهائلة،
المضيئة، المظلمة، المبصرة، المغمِّضة،
الواقفة، القاعدة، الماسيّة، الذهبيّة،
الفضيّة، الحجريّة، المائيّة، الغازيّة،
لكي تغرق ممزّقةً في الثقبِ الأسود،
الذي عنده يتجمّد حتى الوقت.
ما سبق أقلّ من رأس إبرة
في مجرّتنا ـ درب اللبّان
التي هي واحدة
من بين أكثر من 200 ألف مليون مجرّة،
ومجرّتنا ذات المئتي بليون شمس
وترليون كوكب وقمر
وسُحب لا تنتهي من الحجران والصخور
هي مجرّد ربّما طفل يحبو
بالنسبة إلى أجسامِ زميلاتها ـ الديناصورات.
وبالمناسبة مشت الديناصورات على الأرض
قبل 65 مليون سنة،
كان بعضها بطول 10 طوابق،
ولكنّه الكون الذي كلّه فوضى،
لكنّها الفيزياء، الكيمياء، ما تشاء،
في جبروتِ وعظمةِ المادّةِ الساخرةِ الخالدة.
■ ■ ■
قلاع وحصون
كلّها تُسوّى بالأرض.
■ ■ ■
انخفضَ منسوبُ الوعي الطبقيّ
ارتفعَ منسوبُ طنين الذباب الأزرق.
■ ■ ■
ومِن البُعدِ مصالحة
ومِن الاقتراب مصالحة أقلّ.
■ ■ ■
المشهدُ
في كلِّ حقبة
هو غيره
الكسورُ كثيرة
في رأسِ الدم.
■ ■ ■
وسُمِعَ صمت
أعقبَتْهُ صرخة.
■ ■ ■
انقضتْ ملايينُ السنين
الأرضُ كلّها كانتْ ملعبي
جسمي كان ضخماً وفكّي عظيماً
ضاعَ صوتي ـ امّحت خطوتي
أنا الآن حجر.
■ ■ ■
الحريّة لوحة
الديمقراطيّة إطار.
■ ■ ■
داني غاردنر
صديقي الشاعر الأسترالي
بالنيابةِ عن أمّي، وعن قلبِ أمّي
وعيونِ كلِّ الغرقى في البحارِ البعيدة
وعيونِ كلِّ المعذّبين في مراكزِ الاحتجاز
عندما ترفرف كلماتُك... اسمُكَ مزيّن بالغاردينيا.
■ ■ ■
خرج كالعادة
وكالعادة لن يرجع.
■ ■ ■
إلى أين يرجع حين يذهب
وإلى أين يذهب حين يرجع؟!.
■ ■ ■
الوجوه ذاهلة
الحرارةُ فوق الأربعين
لا قطرةَ ماء، المشهدُ يتكرّر
مهيضو أجنحة، المسافاتُ سنوات
شِباكُ صيّادي السمك في البحارِ البعيدة
لا تزال ترفع عظاماً بشريّة
لا نفع بعدُ من رفع تقارير إلى الجهاتِ الرسميّة
الحرائقُ في الوجوه من أثر خليطِ الملحِ والنفط
من أثرِ نفاقِ العالم، لا تقلْ إنّي أسأتُ فهْمَك
لا تقلْ إنّك لا تكره، وإنّ القلوب تقسو أحياناً
لا تقلْ إنّك تطلق الرصاصَ فوق رؤوسهم
لجماً للإكسودس. قلْ هم لا يشبهونك فقط.
■ ■ ■
أيُّها النسِر
ملقى مِنْ سمائك
مطعونٌ في قلبِ قلبِك
هذه المسافة، وكلّ مسافة، جفّتْ
وليس بعدُ إلاّ خردة ظلّك
في الملحِ الواسع
يا رئيس الطيور قلْ أيّ شيء
إلاّ انطفاء جناحيك
إلاّ هذا التشنّج في قبضتيك
إلاّ هذا الذهول في صفاء سماوات عينيك.
■ ■ ■
ربّما المسألةُ
هي مثلما الرؤية
خلل حجابٍ كاشف.
ما قد تحتجُّ به أيضاً مؤسّسة،
الأخلاقُ السائدة، الجماعاتُ السائدة،
الأطروحاتُ السائدة، الأسماء، الطعناتُ المتبادَلَة.
ميدانُ القتال يلحقُهُ التحديثُ،
العينان الاثنتان، العينُ الثالثة المقتلَعة عن سابق تصميم ورصد،
الجُنَحُ، الجنايات، الذين هُزِموا ونهضوا.
أن تعيشَ كريماً أو أن تموتَ عزيزاً عند ذروة.
ورقة، قبلها ورقة وبعدها مجرّد ورقة،
في كتاب صدْفة، خطأ وحظّ،
وليس ربّما، بل بالتأكيد،
وهذا الخلل أيضاً مِنْ عيوبِ هذه المؤسّسة.
■ ■ ■
أقولُ فأصمت وأصمتُ فأقول
صمتٌ في كلام وكلامٌ في صمت
الصمتُ قبل العاصفة والصمتُ بعد العاصفة
السمُّ يتقيّأ خدودَه والسقوطُ أعلى مِنْ برجِ الهاوية.
■ ■ ■
الضوءُ كلّه لكم
فقط اتركوا لي هذا الكرسيّ الهزّاز.
■ ■ ■
مناقير جارحة
وعيون مغمضة.
■ ■ ■
بعوضةٌ تريد دمي
وأنا أثقِلُ جناحيها بالعطر.
■ ■ ■
الأصل طرفة
والأغلب كذبة.
■ ■ ■
أعطني الزجاجة
لينامَ النملُ وأخرجَ قليلاً.
■ ■ ■
ينزل ويقول
يصعد ويقول
يقطع ويقول
شمس، ليل وزهور
ويجتمع ويقول: رماد.
■ ■ ■
يستدلُّ بالبحر
ولا أثر لخطوة.

* لبنان/ أستراليا

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا