الكاتب الكيني الذي يعدّ أشهر كتّاب أفريقيا ما بعد فترة الاستعمار، بالإضافة إلى وولي شوينكا وتشينوا أتشيبي، كتب لحوالى 50 عاماً المسرحيات والروايات والمقالات السياسية والفكرية التي حملت تأثيرات أفكار فرانز فانون وكارل ماركس في نقده السياسي والفكري لأفريقيا ما بعد الاستعمار. حتى الخيال بالنسبة إليه، ظلّ مساحة سياسيّة راديكاليّة أيضاً عبّر عنها مراراً في دعوة الكتّاب الأفارقة إلى الكتابة بلغاتهم الأصلية، والتخلي عن اللغات الأوروبيّة لأنها تحجب القضايا والأفكار المطروحة عن أبنائها وأبطالها الحقيقيين. بعد عامين على صدور أحدث رواياته «التسعة المثاليون: ملحمة غيكويو وميومبي» بلغته الأصليّة، صدرت الرواية بالإنكليزية أخيراً (ترجمة ثيونغو نفسه). يعيد العمل واثيونعو إلى الواجهة في حدث أدبي استثنائي يقدّم ملحمة أفريقيّة عالمية. لا تزال كينيا تلهم الكاتب الثمانيني. روايته تنطلق أيضاً من التاريخ الشفهي المحلي في بلاده، ومن أسئلته الأساسية حول اللغة ودورها السياسي وأفكار أخرى من تلك التي طرحها في مجموعة مقالات بعنوان «تحرير العقل من الاستعمار» في الثمانينيات. أسئلة جوهرية يحتضنها الفضاء الجغرافي لجبل كينيا الذي زاره الفراعنة للتواصل مع الإله، والذي يسكنه شعب الغيكويو. بالانطلاق من أسطورة الأم ميومبي وزوجها غيوكويو وبناتهما العشر، تجري أحداث هذه الملحمة. تستقبل العائلة عشرات الخطابين القادمين لطلبهن من كلّ أنحاء العالم، فيما يضع الوالدان لهم اختبارات شاقّة؛ منها الجوع، والأفاعي والتماسيح قبل الموافقة على الزواج ببناتهما. ضمن هذه الحبكة المشبعة بعناصر الثقافة الشعبية الغيكويو، يقدم وا ثيونغو ملحمة نسوية معاصرة، بأسلوب مشوّق وفكاهي، ليحيي أشهر الأساطير الشعبية في كينيا.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا