المُلصق الدعائي للفيلم المستقبَلي.أحفادي الغوالي فلانة وفلان،
لا أعرف ما هي أسماؤكم بالتحديد، ولكنني أعلم جيداً أن جدك أو جدتك سيكون عصام أو قطوف أو دانية أو صبا.

أحفادي الغوالي،
علمت أمس أن ممثّلي المفضل جون مالكوفيتش انتهى من تصوير فيلم سينمائي يسمح بمشاهدته بعد 100 عام.
واشترك في إخراج الفيلم المخرج روبرت رودريغس، حيث بعد الانتهاء من إخراجه تم وضع الفيلم في كبسولة أودعوها مستودعَ قصر لودوفيك الثالث عشر في فرنسا.
ولم يُكشف أي شيء عن تفاصيل الفيلم، ولكن أصبح معلوماً أنه يتضمّن مشاهد عن المستقبل.
كما رافق إنتاج الفيلم طبع 1000 تذكرة معدنية تسمح لأحفاد الذين يحصلون عليها مشاهدة الفيلم عند عرضه في 2115.
أحفادي الغوالي،
أعرف جيداً أنه لن يكون باستطاعتكم الحصول على تذكرة من هذه التذاكر الألف، لأنها حتماً ستُخصّص للمشاهير أو ستُباع بالملايين في زمانكم، ولكن يمكنكم بعد فترة قصيرة من الانتظار أن تذهبوا إلى أحد أحفاد صباح أبو الأفلام في الكرادة وسط بغداد وتشترون نسخة من الفيلم أو ستُتاح لكم تقنية جديدة في حينها، يمكنكم من خلالها مشاهدة الفيلم كما نفعل هذه الأيام في زماننا، فلدينا التورنت واليوتيوب والفلاش رام.
أحفادي الغوالي،
سأترك لكم هذه الرسالة في كلّ مكان لتصل إليكم بطريقة ما، وسأترك لكم مكتبة كبيرة عن السينما مع أولادي وأشدّد عليهم أن يحافظوا عليها لتصل إليكم إذا أصبح لنا بيت ومستقرّ في يوم ما، وسيكون مع المكتبة هارد ديسك فيه أكثر الأفلام التي أحببتها مع مجموعة من السيديات أرجو أن تكون صالحة للتشغيل في زمانكم، وسأترك لكم أيضاً فولدر خاصاً بأفلام جون مالكوفيتش لتشاهدوا أعماله وخاصّة فيلم «أن تكون جون مالكوفيتش» لأنّ فكرته غريبة وستناسب أيامكم.
أحفادي الأعزاء،
قد يقدم أحد الفضوليين على سرقة نسخة الفيلم الجديد أو قد تسرّب مشاهد منه، أو قد يقدم أحد المجانين على تفجير قصر لودفيك في فرنسا مثلاً، ويتم تخريب الفيلم، وفي هذه الحالة أنتم معفون من تنفيذ هذه الوصية، وتبقى وصيتي الوحيدة هي أن تحبّوا السينما لأنها منحتني أفكاراً نبيلة عن الخير والجمال والحرية، ووسّعت مداركي في عالمنا المغلق.
أحفادي الأعزاء،
أتمنى أن أشاهد الفيلم معكم بعد مئة سنة، ولكن هذا مستحيل عمليّاً. ومع ذلك، سأكون سعيداً في هذه اللحظة من زمني لو اجتمع أكبر عدد منكم في لحظة مشاهدة الفيلم وتذكرتموني في زمنكم.
سلامي لجميع أحفادي وشكر خاصّ لجميع أحفاد طاقم عمل الفيلم وأبلِغوهم بطريقة ما أن جدّكم الأكبر ترك لكم هذه الوصية كما ترك جون مالكوفيتش فيلمه وفنه وشغفه بالسينما لهم وللأجيال القادمة. وسلامي الأخير لأحفاد الفنان الصديق مقداد عبد الرضا والصديق صلاح منسي اللذين بسببهما أحببت السينما وفهمتها أكثر.
وفي الختام أتمنى لكم حياة كريمة خالية من منغّصات حياتنا كالحروب والتطرف والموت، ومليئة بكلّ قيم الجمال.
جدكم فارس عصام الكامل
* البصرة/ العراق

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا