ترجمة: أسامة أسعدألمسُ شفتيكِ، ألمسُ بإصبعٍ طرف شفتيكِ، أرسمُ فمكِ كما لو أنه يولدُ من يدي، كما لو أنه كان يفتَرُّ للمرة الأولى، ويكفيني أن أغمض عينيَّ لأمحو كل شيء وأبدأ من جديد.
في كل مرةٍ ألِدُ الفم الذي أشتهي، الفم الذي تختاره يدي من بين كل الأفواه، وترسمه على وجهكِ، الفم الذي أختاره بحرية كاملة لأرسمه بيدي على وجهكِ، والذي بمحض صدفةٍ لا أريد أن أفهمها، يتطابق تماماً مع فمك الذي يبتسم تحت الفم الذي ترسمه يدي.
تنظرين إليَّ، تنظرين عن كثب، تقتربين أكثر فأكثر وتنظرين إليَّ، نلعب لعبة السيكلوب، تكبرُ عيوننا، تتصل، تتطابق، وينظر السيكلوبان الواحد إلى الآخر، تختلط أنفاسهما، يلتقي الفم بالفم، يكابدان بشفاههما المفترّة، بالكاد يضغطان اللسان على الأسنان، يلعبان في حديقتهما حيث يذهب ويجيء هواء ثقيل في صمت وعطر قديمين. تغوص يداي في شعركِ، تداعب ببطء أعماق شعركِ، بينما نتبادل القبل كما لو كانت الأزهار أو الأسماك تملأ فمك وفمي، بحركات حيَّة، برائحة عميقة، وإذا عضَّ أحدنا الآخر، فالألم عذب، وإذا غرقنا في أنفاسنا المختلطة غرقاً رهيباً خاطفاً، فهذا الموت الفوري جميل. ولا ريق إلّا ريق واحد ومذاق فاكهة ناضجة واحد، وأشعر بك ترتجفين مثل قمر على صفحة الماء.
جاك غيربر ــ «القبلة» (أكريليك على لوح ـــ 116.8 × 94 سنتم ـ 2019)