خطيرةٌ الشمس. خطيرٌ أن أوضّبكَ بين أمتعتي في أسفاري. أن أتأكّد من حال الطقس في مدينتَيْك كل صباح. خطيرٌ جداً أن أفكر بك بهذا القدر ولا أموت. خطيرٌ أن أتنفس. خطيرٌ أن استمتع وحدي بهذا المارتيني المائل إلى الاحمرار. خطيرٌ جداً أنّنا نعيش. خطيرٌ أن أتطيّب، بل خطيرٌ أن أختارَ لونَ ثيابي وأنا أعرفُ أنَّني لنْ ألتقيك. خطيرٌ أنْ أغمضَ عينيّ بكفّي رغماً عنّي وبسرعة لأَرحَمَني من حضور طيفك. أن أشتاقك ولمّا نتصافح قط. خطيرٌ الموت. خطيرٌ أن أفكّر بك ورذاذ الماء يلمسني مطراً وأنا أستحم. أن أنفضَ عنّي الماء كمن يُبعد حضورك. والأخطر أن أستسلم للماءِ يعانقني كمَن يغرقُ بحضورك، وأنا أستحم. خطيرٌ أن أقرأ الشّعر. خطيرٌ أن نقرأ الشّعر.

خطيرٌ الشّعر! خطيرةٌ الألوهة. جميلة الأساطير. خطيرةٌ الصّوَر. خطيرٌ أصلاً أن أحضر أي تسجيل بصريٍّ لك! خطيرةٌ النار. خطيرٌ أن أعزُمَني على عشاءٍ فيكون لذيذاً. أن يصدح أذان الفجر، وأنا في فراشيَ ألفظ اسمك. خطيرٌ الشوكولا. خطيرٌ أن أحسب فرق الوقت بين بلدَينا أو ثلاث. خطيرٌ الوقت. خطيرٌ أن أطرب لموسيقى فأمنَعني من أن أرسلها لك. أن أشرب نخبكَ وحدي عند الظهيرة. أن أسمع تسجيلاً بصوتِك فيه نون اسمي، فأُعيده وأعيده وأعيده إلى أن يعدمني النوم. خطيرٌ أن أصوّر لك كل الوقت كل ما أراه! ثم أَنهاني قطعاً عن إرسال ما التقطتُ. خطيرٌ أن أكحّل عينيّ شاميّاً أسود وأنا أعرف يقيناً أنك لنْ تراني. خطيرٌ -لو تعلم- أن أخطّ على دفتر الرسم، بلا مبالاة نون اسمكَ، وبِقلَمي الرصاص القديم. خطيرٌ أن تأخذ مني وقتاً لكتابةِ هذه الأحرف. خطيرةٌ الحرب. خطيرةٌ مقدساتنا. خطيرٌ أن تجتاح أمكِنَتي، أن تحضر بين أصابعي الصغيرة وأَوتار قيثارتي. خطيرٌ أن نتنفّس. خطيرٌ الحلم. خطيرٌ جداً الحلم.. خطيرٌ جداً جداً الحلم...
(أتعلم أن في هذه الرسالة مئة نونٍ و«ن»؟ إيّاك أن تعدّها! فأنا لا أكذب!!!)

* الحسين بن منصور الحلاج

24-4-2019