محمّد نفّاع

في مجموعته القصصية «غبار الثلج» (دار راية)، يقدّم الأديب الفلسطيني محمّد نفّاع نشيداً جمالياً بالغ العذوبة لامتزاج البشر والطبيعة والطقوس في مكان محدّد ومحبّب هو الجليل. تشمل المجموعة عشر قصص قصيرة يقترب بعضها من حدود «النوفيلا» مثل «غبار الثلج» التي تحمل المجموعة القصصية اسمها، وتمثّل بعض أبرز ملامح أدب نفّاع، خصوصاً لجهة احتفائه بطبيعة الجليل الساحرة، وفي ترصيع سرده بمنتخبات من الشعر العربي القديم وأبيات الزجل والمأثورات، والتداعي والاستطراد والتنقل بين أكثر من زمن في اللحظة نفسها. يحضر حبُّ الصّبا والشباب في اندفاعاته وتبرّمه بالعادات والتقاليد الصارمة والحدود الاجتماعية، في أغلب قصص المجموعة، حتّى أمكن أن يقال إن «غبار الثلج» تشكّل استعادات لاشتعالات العاطفة المشبوبة لأمكنه ووجوه أليفة وأجساد نابضة بالحب والحياة.

محمد السعيدي

في سياق شرح أسباب إقدام «دار الفارابي» على نشر «مذكرات بشارة جرجس البواري ـــ بواكير المقاومة اللبنانية 1914 ـــ 1918» (إعداد وتحقيق محمد السعيدي) وقد مضى عليها قرن من الزمن، تورد الدار أنّ ذلك يأتي «لنذكر بأن ما ينعم به أبناء لبنان من حرية وعزة وسؤدد إنما هو بفضل نضالات وتفاني لبنانيين كبشارة جرجس البواري وأمثاله. ومن الطبيعي في درب النضال وباسمه أن يوجد بعض الطفيليين والفريسين السماسرة وتجار الهيكل... لصوص يتربصون متحيّنين الفرص للإفادة، ومدّ يدهم إلى ما ليس لهم، وأبناؤهم وأحفادهم صاروا حكاماً ونواباً ووزراء». هكذا، تمدّ المذكرات جسراً بين الأمس واليوم مضيئةً على وجوه وأسماء ناضلت بتفان وفي السرّ من أجل التحرر من نير الاستعمار بمختلف وجوهه، غير طامعة بجاه ولا منصب.

حمود زيادة

عن «دار العين» المصرية، صدرت رواية السوداني حمّور زيادة «القهر»، لتقدّم صورة عن الواقع السوداني بجوانبه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. الرواية الثالثة للكاتب الذي توّج بـ«جائزة نجيب محفوظ» عام 2014 (عن روايته «شوق الدرويش»)، تنسج خيطاً متشابكاً بين المصائر الفردية والجماعية، من خلال أحداث وصراعات تدور في قرية حجر نارتي السودانية الواقعة على نهر النيل. يتخذ الروائي من أيار (مايو) 1969 منطلقاً للسرد الذي يغطي فترة تمتد من ثلاثينيات القرن العشرين حتى بداية السبعينيات. أما الحادثة المؤسسة، فتتجسد في عثور أهل القرية على جثة طافية على سطح النيل لفتاة مجهولة. رواية عن القهر الذي يمارسه المجتمع والسلطة بمختلف أشكالها على الفرد الذي يجد نفسه محاصراً بآمال بدّدها المجتمع.

دونا تارت

تميّزت الكاتبة الأميركية دونا تارت (1963) عن مجيليها في الأدب الاميركي المعاصر، في استعارتها ملامح كثيرة من السرد الذي طبع القرن التاسع عشر، ذاهبة إلى جمل طويلة وأسلوب متأن محشو بالتفاصيل الدقيقة. روايتها الثالثة «الحسٌّون» التي انتقلت أخيراً إلى لغة الضاد (دار التنوير ـــ ترجمة الحارث النبهان) وتحكي قصة صبي فقد والدته خلال اعتداء إرهابي وقع في متحف «الميتروبوليتان» في نيويورك، نشرت عام 2013 ونالت جائزة «بوليتزر» في العام التالي. عنوان الرواية مأخوذ من لوحة لكاريل فابريتيوس، مرسومة عام 1654، اكتشفتها الكاتبة خلال معرض في أمستردام، وسكنها ذلك الحسون منذ ذلك الوقت. أما روايتها، فتلقي نظرة إلى أميركا المعاصرة، من خلال رحلة بطلها الصغير الذي يشبه بمحاولة طيرانه المتعبة، حسّون لوحة فابريتيوس.

صادق مجبل

عن «دار الرافدين» في بيروت، صدرت المجموعة الشعرية الأولى للعراقي صادق مجبل بعنوان «أريدك بخير.. كي أعبر الشارع مطمئناً». يعتبر مجبل من الأسماء الشعرية في مرحلة ما بعد ٢٠٠٣ في العراق. وبينما تسير موضوعات المجموعة في فلك الحبّ وسؤال النهاية، ينأى الشاعر عن الطابع التسجيلي عند مقاربته الوضع العراقي، مصوّراً تفاصيله ضمن الإطار الانساني. الشاعر علي محمود خضير وصف تجربة مجبل قائلاً إنّ التوافق في شعره «يبدو حاضراً بين الكتابة والتجربة الداخلية، فلا اصطناع هنا ولا زيف، بل بصيرة ذات مثقلة بالعالم، يأتي «سلامها الداخلي» من سلام الآخر/ العالم، يغذي ينبوع الخوف الصوت الشعري ليضيء النصوص ويشدها بين وتر المعاناة وقوس البراءة»، مؤكداً أن «صادق مجبل يتقدم بهدوء إلى المشهد الشعري. هدوء الشعر الرائف في عالم القسوة والصخب».

أسد الله الزين

في باكورته الشعرية «عندما كتبني الشعر» (دار الإرشاد)، يركزّ الشاب أسد الله الزين في موضوعاته على الحب والفلسفة، عبر قصائد منظومة على البحور الشعرية الكلاسيكية. الشاعر (23 عاماً) الذي وقّع ديوانه أخيراً في «مركز المطالعة والتنشيط الثقافي» (التابع لبلدية حارة حريك)، استغرق تنفيذ عمله نحو خمس سنوات، لكتابة ونظم حوالى 30 مقطعاً شعرياً موزوناً. المجموعة تقسم الى 3 أجزاء، تفرعت موضوعاتها لتطال اهتمام من هم في عمره، وحتى من فئة الشريحة العمرية الأكبر. تيمات الحب والإعجاب حيكت بطريقة رمزية، خصوصاً مواضيع الغزل، فيما تركز باقي القصائد على السياسة، في الحديث عن العرب وكرامتهم الغائبة، والجماعات التكفيرية، وخصّص الجزء الأخير لقصائد تتعلق بأسئلة إنسانية منوّعة.