كنت أقف على رؤوس أصابعي أستند على كتفي الموت
كما يقف الأطفال على أسوار المدرسة في الفسحة
يتأمّلون العالم الغارق بالحبال المتأرجحة
تتدلّى منها أجساد المتعبين
والمقبلون على التعب في مدن الملاهي
أحاول أن أطّلع على الأبد خارج العالم
لأنمو في الضوء
رأيت الحلّاج يحمل حربةً من ورق
على رأس الضّباب
ليشعّ النبيذ المنتصب بيد أبي النواس
وكان التفاح يحمل حربة من الوصايا
تتلبّد في قطن السماء
بينما يحمل أبي حربة من نور،
ليعرّي المستقبل حراباً من القبور القريبة
■ ■ ■
أسرق يوميّاً تفاحة من غابة الصبح
أقشّرُ العقائد عنها
وآكل مثالي المُستَتِر فيها..
■ ■ ■
تمشي الخطيئة لاحتضان الخطيئة
يمشي الرّصيف ليوازي الرّصيف
يمشي القاتل لينصر القاتل
ولا يمشي القتيل إلى القتيل
■ ■ ■
يقول العقل: لا تقطع الشارع
يقول الوقت: هيت لك
يقول الطين : هاتِ يدك واتبعني
■ ■ ■
تركن السلاسل الحزن في زاوية الشارع
وتستقلّ الجوع
تركن الرايات الحزن
وتستقلّ الصدأ..
تركن الحرب رمادها
وتستقلّ العظام المسنونة
■ ■ ■
تتكاثر الطحالب على جدار البيت
أخرج إليها بسكين كبيرة
فيخرج الوقت إليّ بذاكرتي
نتعارك..
أعود بالطحالب
ويقطر الجدار تفاحاً
من ذاكرتي الاسمنتيّة
* دمشق