في كبد السماء
رائحة الملل تملأ الغرفة..
وقلبي كتاب مهترئ مكسو بطبقة كثيفة من التراب
طفاية سجائر مألوفة للغاية
أفكار ملتصقة بالجدران مثل ذباب متعب
عنكبوت عاطل عن العمل يطل على أشجار مصابة بالنعاس
أصوات قليلة في الخارج
والبرد سيد الموقف.
سامي محمد ــ «الصرخة» (برونز على طين، 1980)

غرفة الطوارئ

النعاس وحده لا يكفي لكي نتمكن من النوم..
الماء وحده لا يكفي لكي نبقى على قيد الحياة..
التراب قادرٌ تماماً على حفظ الأسرار
شرط أن يبقى بعيداً عن الريح..
وعمال المناجم!!

كوداك

لم تعد الصور القديمة تمثلنا
لم تكبر مثلنا
لم تنكمش مثل أجسادنا
أو تتلاشى بالتدريج مثل عقولنا
لقد أصبحت فقط.. باهتة مثل ذكرياتنا التي لم تعد واقعاً
منذ تجاوزها الزمن.

خابَ.. وأخواتها

الصمت عادة سيئة يمارسها الجميع..
الصمت ورقة سأحرص دوماً على وضعها في جيبي..
مطوية بشكل لائق كثيراً
لأن حرف نفي واحد لا يمكنه اختصار شعور كل تلك السنوات بالخيبة.
هل تصدقين أن الزمن أيضاً.. يشعر بالخيبة؟!

إلى حاسة الشم..

لم يعد الفرق بين رائحة التفاح الطازج والسمك المعلب يشكل معضلة نحوية
منذ أن أصبح الخريف عاطلاً عن العمل.. إثر سقوط جميع الأوراق !

* شاعر فلسطيني معتقل في السجون السعودية منذ 2014 بتهمة «التعدي على الذات الإلهية ونشر أفكار الإلحاد». بضغط من «المجتمع الدولي»، تم تحويل الحكم عليه بالإعدام إلى المؤبد ـــ مختارات من ديوان بالعنوان نفسه، صدر في تونس عن «دار الديار»، 2019.