مشهدالجبلُ الذي ينمو أمام بيتِنا
يظهرُ على شكلِ ورٍم
في خصرِ الكون
ما هوَ إلا وصيّةُ أُمّي
مِنَ الصغرِ علّمتْني..
كُلَّما تُؤذّن الشمسُ على صدري
وتحبسُني مناراتُ المدن
كطير غريبٍ
أكلّمُ الأرضَ المنبسطة
فتكتمَ سرّي بقلبِها
وترتفعُ!
لوي بونويل ـ فوتوغرام من فيلم «الكلب الأندلسي» (1929)

مخيلة الغرق
حينما اغتسلتُ بالرَّملِ
حدَّ بُكاءِ الشَّمس
نزعتْ الأشجارُ ثيابَ العَطش!
وغنّتْ الطِّيورُ لهاثَ أصابعي الطويلة
لكني:
جففتُ دموعَ الضوء من وجه الصَّباح
رميتُ ثيابَ الأشجارِ مع الرِّيح
كسرتُ أصابعي التي غنّتها الطيور
طردتُ المياهَ من مخيلةِ الغَرق
وانتظرت:
ضفّةً خاليةً
كي يَرسو في القَلب مَركبك.

رؤية مجردة
سأخبرك بأسرارِ الجروح
وتراها بعينكَ المجردةِ
لتذكرني كلَّ مرَّةٍ بدمعةٍ أو شتيمة
سأزرعُ بفمي على جسدك
ندوباً صغيرةً
عميقةً ورفيعة..
وأترككَ هناك تخبرُ الطبيبَ
كيف يمكنُ لمشرطٍ أن يجعلَكَ شاعراً.

(*) ثلاث قصائد من ديوان بالعنوان نفسه، صدر حديثاً عن «الاتحاد العام للأدباء والكتاب» في العراق، بغداد، 2018.