حنة أرندت

بعد كتابَيْ «في العنف» (الطبعة الثانية ــــ 2015) و«أسس التوتاليتارية» (2016)، تصدر «دار الساقي» أحد أبرز إنتاجات حنة أرندت السياسية النقدية. في «أيخمان في القدس: تفاهة الشر» (1962) الذي أنجب سخطاً عارماً بين أوساط الطلائع الصهيونية (ترجمة أحمد زعزع)، تتوغل المنظرة والفيلسوفة الألمانية الأميركية في محاكمة المسؤول النازيّ الشهير أدولف أيخمان في القدس عام 1961، بغية تفنيد وقائع الجلسات السجالية ومواقف المجالس اليهودية التي «أسهمت في سوق اليهود إلى مذبحهم»، ثم التشكيك في مساعي البروباغندا الصهيونية من تضخيم جرم أيخمان والتهويل به.

نايومي كلاين


ليست المرة الأولى التي تسعى من خلالها الصحافية الكندية نايومي كلاين إلى نقد تفشي السياسات النيوليبرالية والعولمة الاقتصادية، إلا أنها في أحدث أعمالها «الرفض ليس كافياً» (2017 ــــ انتقل أخيراً إلى المكتبة العربية عن«الدار العربية للعلوم ناشرون ــــ ترجمة رامي طوقان)، ستتخذ من دونالد ترامب «المتهور» نموذجاً تحليلياً فاقعاً في سبيل نقد النظم والأعراف الاقتصادية الراهنة والآيلة إلى«كوارث في الاقتصاد والأمن القومي والبيئة». في مقاربة ناضجة وغنية، تخط الكاتبة الشهيرة مساراً محكماً للوصول بالراهن السياسي والاقتصاديّ المثقل بالثغَر إلى حالة الإنعاش والتكافل الاجتماعي.

شربل قطان


لا يهاب شربل قطان الاستفاضة في توثيق الانفعالات والمشاعر البشرية بكل ما تحتمله هذه الأخيرة من تشابك وتناقض. بعد إدراج باكورته الروائية «حقائب الذاكرة» (2011 ــــ نوفل) في القائمة الطويلة للنسخة العربية من جائزة «بوكر» في عام 2012، يقتاد الكاتب اللبنانيّ الهواجس والاضطرابات الناشئة عن تزاوج الحرب والحب إلى صفحات عمله الجديد «التورونية» (دار هاشيت أنطوان)، ليكرسها في سياق روائيّ مخصّب بالدراما والانفعال. في مراحل متقطعة من «التورونية»، تقتحم المعارك سيرورة العشق بين البطلين الرئيسَيْن، لتصيبها بلعنة الفرار والتأجيل المزمنَيْن.

بشارة مرهج


في كتابه «كهوف السلطة: تجربتي في وزارة الداخلية» (دار سائر المشرق)، يسجل النائب والوزير اللبناني السابق بشارة مرهج تجربته السياسية داخل أروقة وزارة الداخلية بعد مرور 25 عاماً على مغادرته لها، ليميط اللثام عن أبرز الوقائع التي شهدها لبنان خلال عامَيْ 1992 و1994، كحادثة جسر المطار، وحلّ حزب القوات اللبنانية ومرسوم التجنيس، وصولاً إلى ما عُرف بمرسوم منتصف الليل. من خلال رؤيته الخاصة، يقدم مرهج شرحاً مفصلاً لحيثيات تلك الحقبة وآليات اتخاذ القرار والتنفيذ في النظام اللبناني الذي، «على الرغم من تشعبه بالفساد، أثبت عن قدرة استثنائية على الصمود والاستمرار».

مارون الحايك


لطالما احتكت مزاجات فؤاد رفقة (1930 ــــ 2011) الشعرية بمضامين فلسفية كالخلود والموت والعزلة. تفاصيل أثارت فضول الكاتب الأكاديميّ مارون الحايك، الذي دأب على التفحص في مسيرة الشاعر الراحل ونتاجاته لإتمام دراسته التحليلية المعنونة بـ«الشاعر فؤاد رفقة من الضبابية إلى النورانية» (دار نلسن). في رحلته المعرفية الموجزة، يعبر الحايك بين محطات حياتية مختلفة عاشها الشاعر الذي كان واحداً من رواد مجلة «شعر» وحركة التجريب الشعريّ، في استعادة نقدية لإرثه الإبداعيّ المميز.

سمير أمين


استكمالاً لجزئية أولى طُرحت العام الفائت بعنوان «عاشت ثورة أكتوبر 1917» (2017)، طرحت «دار الفارابي» آخر إصدارات المفكر الاقتصادي المصري الراحل سمير أمين «مئتا عام على ميلاد كارل ماركس» في مناسبة مرور مئتي عام على ميلاد كارل ماركس (1818-1883). في دراسته الاقتصادية الغزيرة، يحلل أمين الفكر الماركسي الذي نهل منه مرجعيته الفكرية من جوانب متعددة تطال البيان الشيوعي الأول، والنموذج النظري للتراكم، وأزمات الرأسمالية وتحديات الاشتراكية، مؤشراً من خلال كل ذلك على العجز المستديم الضارب بالنظام الرأسماليّ وعلى ضرورة بناء بديل اشتراكيّ حاسم وفاعل.