ليست «لوليتا» وحدها، أيقونة فلاديمير نابوكوف (1899- 1977)، هذه الرواية التي وضعت اسمه في مكانة عالمية لجهة خشونتها وفضائحيتها، ما جعلها أحد كتب الجيب المفضّلة في أميركا.

ربما علينا أن نلتفت أيضاً إلى سيرته الذاتية «تكلّمي أيتها الذكريات» التي ستتاح قريباً في لغة الضاد، بعدما أنجزت ترجمتها حنان يمق، وستصدر عن «منشورات الجمل». في هذه السيرة، سيعود الروائي الروسي الأميركي الكوزموبولتي، إلى مسقط رأسه في سانت بطرسبورغ، مروراً بأكثر من منفى أوروبي، إثر هجرة عائلته روسيا بعد اندلاع الثورة البلشفية. ورغم أنه كتب هذه السيرة باللغة الإنكليزية، إلا أن النكهة الروسية ظلّت حاضرة في أسلوبيته، وأحلامه، هو الذي كتب ذات مرّة: «هناك ليالٍ يحدث لك فيها أنك ما إن تنام، حتى يطير بك السرير نحو روسيا».
لا يتردّد نابوكوف في استذكار أدقّ تفاصيل حياته، والمكابدات التي عاشها في مدنٍ مختلفة، بالإضافة إلى علاقاته الغرامية، وارتباطه برفيقة دربه فيرا، إلى شغفه بجمع الفراشات، ودراسة أنواعها. كتب صاحب «الغلطة» مذكراته في منتصف أربعينيات القرن المنصرم على خلفية من ثقافات متعددة تنطوي على ذاكرة مشعّة بالتفاصيل المثيرة.