مخطوط

دائخاً في الأرض
أخطّ المخطوطات على جلدي علانيةً من دون حسابٍ لعابرٍ أو إله
جسدي، يا كتاب الله
يا فاضح النوايا
دودة الزمن لا ترحم،
والحياةُ، بلا حياةٍ تمُر!
ما العيشُ، إن لم يكن شِعراً خالصاً؟
إن لم يكن طعاماً ورقصاً وناراً؟
وما الموت، إن لم يكن وشماً يبهتُ في الشمس؟
أو خفاشاً يتخبّط آخر النهار،
في كل نافذةٍ مضيئة؟

كلمات أخيرة

بالشكل الأسمى لجثةٍ،
أتدلىّ من الشجرة
وبآخر الكلمات في فمي
أطرد دودة القزّ من القصيدة
جسدي طعامُ الأرض.
والحرير كفنُ اللصوص،
وغاية الذين لفرط ما توهّموا الخلود،
سرقوا أيامنا.

لا شيء تغير

!
لا شيء تغيّر
الأرض كأسٌ طافحةٌ، والله يضحك.
الأيام كذبة تتكرر،
نكتةٌ سمجةٌ تقيأتها أرواح الناس
الماضي قبوٌ قذر
التاريخُ محضُ عبثٍ،
والله يضحك.

!!
الأغنياء المخانيث يملأون الليل
يوقظون الفقراء بعكاكيز مذهّبة: إنه النهار.
المشهدُ يؤلم زجاجة نبيذٍ فارغة،
والله يضحك.

!!!
العالم طفلٌ حافي القدمين ينزف في منحدر:
أي إخوتي،
أعيدوا لي دراجتي،
فالله الآن يضحك.

!!!!
لا شيء تغيّر
أنا هو
طفل المدرسة الابتدائية
أفضل لاعب كرة قدمٍ في العالم
أسوأ الشعراء الجدد
والوحيد الذي يكتب بقسوةٍ بالغة
ليرى الله يوماً
وهو يبكي.

حمّى

فزعاً صحوتُ
أركض مثل نملةٍ عمياء في فراء الليل
الحمّى تقطر من جبيني، والله يصرخ في أذني:
أركض يا عربة الحقل المتهالكة،
أركض.
بأقصى ما لديك اركض...
الليل كثيفٌ وأعمى
والوحش دائماً هناك
يفتح فمه!

أشباح

لن تجد شيئاً هنا
لا الشعر ولا الشاعر
حتى هذا الذي يحدثك، لن تجدَه!
إنك بين أشباح،
وهذه مجرد كلماتٍ كتبها شبح.
اذهب،
في أغلب الظن،
لا أحد سيكشف عن نفسه ليقول لك:
أنا حزين.

*شاعر من فلسطين