شحّت رغبة رضوان نصّار (1935) بالكتابة عام 1985. والقصص القصيرة التي كان قد كتبها في الستينيات والسبعينيات، انتظرت عقدين في الأدراج قبل أن تنشر ضمن مجموعة بعنوان «فتاة على الطريق» (1997). وجد الكاتب البرازيلي حياته المشتهاة في الحقل، بين الأغنام والأشجار.
هناك يتفرّغ الابن الثمانيني للمهاجرين اللبنانيين حالياً للعمل في مزرعته البعيدة في البرازيل. شكلت المزارع فضاءً أساسياً في مؤلفاته التي أسهمت في رفع الوعي الاجتماعي والسياسي ضد الاستبداد، وفق توصيف اللجنة التي منحته جائزة Camões للأدب باللغة البرتغالية، في أيّار (مايو) الماضي، بعدما نالها خوسيه ساراماغو قبل أعوام. والحق أن هذه السنة كانت بمثابة استعادة عالمية وعربية لأدبه الذي اقتحم عمق المجتمع بلا مواربة، مفصلاً شروخاته واضطراباته العرقية والطبقية والجنسية. في بداية هذا العام، تُرجمت روايته «كأس من الغضب» (1978) إلى اللغة الإنكليزية ووصلت إلى اللائحة الطويلة لجائزة «مان بوكر الدولية» (ترجمة ستيفان توبلر). في الرواية الإيروتيكية، تتحوّل قصة الحب التي تجمع رجلاً بصحافية شابة إلى لعبة وحشية لتدمير الآخر، أمام حفر الكاتب في أعماق الشخصيات، ونبشه لأحقر المشاعر الإنسانية مثل الغطرسة، وتملك الآخر والسلطات بأشكالها. أخيراً، صدرت الترجمة العربية لـ«كأس من الغضب» عن «منشورات الجمل»، بتوقيع الأكاديمي في إحدى جامعات ساو باولو محمد مصطفى الجاروش. وضمن هذا المشروع، ينكبّ الجاروش حالياً على ترجمة مجموعة نصار «فتاة على الطريق» (1997)، وروايته «إلى يسار الأب» (1975) اللتين ستصدران العام المقبل عن «الجمل» لتكون هذه السلسلة الترجمة العربية الأولى لمؤلفات نصّار.