بدءاً من الليلة، تشهد بيروت انطلاق «مهرجان بيروت أند بيوند الدولي للموسيقى» بنسخته الرابعة، بمشاركة فرق آتية من 11 بلداً. أربعة أيام من العروض الموسيقية واللقاءات والنقاشات في برنامج يحفل بالمشاريع الفنية المتنوعة.
نادراً ما يجمع مهرجان في لبنان هذا الكمّ من التنوع الموسيقي العالمي والمشاريع المستقلّة والهادفة إلى تثبيت قيمة وهوية الموسيقى الحقيقية، أو ببساطة مشاريع لأصوات تريد أن تقول أشياء جديدة ومختلفة. هذا العام، يستضيف «بيروت أند بيوند» أعمالاً من فلسطين، ولبنان، وتونس، والمغرب، والسودان، والجزائر، وأرمينيا، والدانمارك وفرنسا وسويسرا. تجارب مستقلة أو مشتركة بين أكثر من بلد، أشرف على اختيار برمجتها فنياً، وائل قديح (ريّس بيك) المؤلف ومغني الراب اللبناني الذي سبق أن تعاون مع العديد من الموسيقيين في إصداراته وجولاته. اعتبر المنظمّون الفعالية بمثابة دعوة الى الفرح وسط الأزمة العالمية والاحتفال بوجوه وأسماء معروفة وواعدة.
بقدر اختلاف اتجاهاتها الموسيقية، ستقدم الفرق تنوعاً يميّز كل أمسية، بين الموسيقى الإثنية، والإلكترونية، والشرقية، والروك والراب، وستحمل رسائل ومشاعر من الأماكن التي كوّنت وعيها وألهمت موسيقاها. ومعظم هؤلاء الفنانين يعيشون في رقعة جغرافية لا تدع مجالاً للانفصال عن مشاكلها وهمومها.
ضيوف المهرجان هذا العام سبيد كارافان (الجزائر/ فرنسا)، وكاميليا جبران (فلسطين)، ويمنى سابا، وعرض «غرام وانتقام» لريّس بيك ورندا ميرزا (لبنان)، ونردستان (المغرب)، وغولة (تونس)، وشينو والرجل الحديدي (سوريا ولبنان)، وبي رو (أرمينيا)، والسارة (السودان)، ألو والا (الدانمارك).
الى جانب العروض الموسيقية بين «مترو المدينة» و«ستايشن»، يدعو منظمو المهرجان الى لقاءات نقاش مفتوحة في «دار النمر للثقافة والفنون» غداً الجمعة بدءاً من الساعة الرابعة في جزءين يتحدث خلالهما منتجون، وفنانون، وممثلون عن مهرجانات دولية ومعاهد عالمية. الجزء الأول مخصّص للنقاش عن البنى التحتية للموسيقى العربية والجزء الثاني (أنت ما تغنّيه) عن الموسيقى والهويّة.
مديرة المهرجان أماني سمعان قالت لـ «الأخبار» إنّه بعد إلغاء المهرجان العام الماضي بسبب الأوضاع الأمنية، خاصة بعد تفجير برج البراجنة وهجمات باريس، وانسحاب بعض الفرق من السفر الى لبنان، يحاول المنظمون هذا العام تثبيت وجود هذا الاحتفال وهويّته من جديد. وأضافت أنه تم اختيار وائل قديح كقيّم فني بعد ثلاث سنوات من العمل مع خالد ياسين، بهدف إضفاء روح وذوق جديدين على المهرجان.
وتشير الى أنّ بدايات المهرجان في لبنان كانت نوعاً من تثبيت التجربة والخيارات والشكل الذي سيكون عليه ورسائله وأهدافه. واليوم تؤكد مجدداً أن أهمّ ما يقدّمه هذا المهرجان هو مساحة للقاء بين الفنانين المعروفين وآخرين واعدين يستفيدون من خبرات بعضهم من خلال المشاركة.

* «بيروت أند بيوند الدولي للموسيقى»: بدءاً من اليوم حتى 11 كانون الأول (ديسمبر) ــ «مترو المدينة» (الحمرا)، «ستايشن» (جسر الواطي)، «دار النمر للثقافة والفنون» ـــ beirutandbeyond.net