ايف بونفوا (1923-2016) *ترجمة: زهرة مروة

1

أقوّمُ جذع شجرة مكسور،
الأوراق ثقيلة بالماء والظل،
كهذه السماء التي تستمر ّ.

قبل حلول النهار، آه الأرض،
رموز غير منسجمة، طرقات مشتّتة
ولكن جمال، جمال مطلق
جمال نهريّ.

ليت هذا العالم يبقى
رغم الموت!
ملتصقة بالجذع،
حبة الزيتون تثمل.

2

ليت هذا العالم يبقى
وليت الورقة المثاليّة
تحشو للأبد، في الشجرة
قُرب نشوء الفاكهة.

ليت الهداهد والمساء
المنفتحة على الفجر
تطير بعيداً للأبد، من تحت سقف
المزرعة الخاوية.

وتحطّ، هناك
في الأسطورة
وكل شيء ثابت
لساعة اضافيّة.

3

ليت هذا العالم يبقى
ليت الغياب والكلام
لا يتوحدان الى الأبد
في الشيء البسيط.

هما، الواحد للآخر،
كاللون للظل،
ذهبُ الفاكهة الناضجة،
لذهب الورقة الجافة.

ليتهما لا يفترقان
الا في الموت
كما الماء والبريق يفارقان اليد
حيث يذوب الثلج.

4

آه، ليت الدلائل الكثيرة
لا تنتهي
كما تنطفئ السماء
في المستنقع الجاف،

■ ■ ■

ليت هذا العالم يبقى
كهذا المساء،
وآخرون يأخذوننا
الى فاكهة لا تنتهي.

■ ■ ■

ليت هذا العالم يبقى،
ويدخل للأبد
الغبار المتألق لمساء صيفي
في الغرفة الخاوية،

■ ■ ■

وتجري للأبد
على الطريق
مياه ساعة مطر في النور.

5

ليت هذا العالم يبقى
وليت الكلمات لا تكون
يوماً، تلك العظام الرمادية
التي نقرتْها

وهي تصرخ وتتنافر،
وتتشتت،
العصافير، في ليلتنا
في الضوء.

ليت هذا العالم يبقى
كما يتوقف الوقت
عندما نغسل جرح
الطفل الذي يبكي.

وعندما نعود
الى الغرفة المظلمة
نراه ينام بسلام،
مساء، بلا ضوء.

6

اشرب، قالت تلك التي
انحنت،
عندما كان يبكي، واثقاً
بعد وقوعه.

اشرب، وليفتح فستاني الأحمر
يدك،
ليتفق فمك
مع حرارته المناسبة.

من ألمك،
لا شيء يقهرك،
اشرب من هذه الماء
انها النفس الحالمة.

7

الأرض التي أتت نحونا
عيناها مغمضتان
كأنها تنشد
يداً تساعدها.

قالت: أصواتنا
التي تتعلّق باللاشيء
أي منها سيكون اكتفاؤنا،
أجسادنا أغوت مخاضة
وقتٍ أكبر،
أيدينا لا تعرف شيئاً
عن الضفة الأخرى.

يولد الطفل من لا شيء
من أعلى النهر،
ويمر، في اللا شيء
من قارب الى قارب.

8

الصيف أيضاً
لن يحصل الا على ساعة واحدة
لكن، لتكن ساعتنا
غزيرة كالنهر.

لأنه ليس في الوقت،
بل في الرغبة
تكمن قوة النسيان
وميتاً، يعمل.

وانظر، صدري عار
في الضوء ذي اللوحات المظلمة والمبهمة،
التي تمر بسرعة.

* شاعر ومترجم وناقد أدبي فرنسي، يعتبر من رواد شعراء فرنسا في القرن العشرين. كتب عدداً من الدراسات تتمحور حول الفن وتاريخه، كما أنجز ترجمات أدبية عدة أهمها ترجمات أعمال شكسبير. حصل على عدد من الجوائز أبرزها «غونكور» (1986)، و«جائزة النقاد» (1971)، و«جائزة فرانتس كافكا» (2007). من أعماله الشعرية: «قول في عازف البيانو» (1946)، «دوف: حركة وثباتاً» (1953)، «في خديعة العتبة» (1975)... قصيدته «ليت هذا العالم يبقى» صدرت في ديوان «الألواح المقوّسة» (غاليمار- باريس 2001)






المساهمات الابداعيّة في ملحق «كلمات»
يمكن إرسال المساهمات الإبداعيّة (من قصص وقصائد ونصوص حرّة وترجمات وصور فنيّة ورسوم) إلى ملحق «كلمات» في جريدة «الأخبار»، على العنوان الإلكتروني الآتي:
[email protected]
على أن يرفق كل ارسال بالإسم الكامل لصاحبه أو صاحبته، وعنوان الإقامة، ورقم هاتفي لأي تواصل محتمل.
بالنسبة إلى الترجمات الأدبيّة، تعطى الأولويّة لنصوص خضعت لاتفاق مسبق مع التحرير، ويستحسن أن يكون التعريب عن اللغة الأصليّة التي كتب فيها النص. مع تعريف واف بالكاتب (ة) والمترجم (ة).
تحتفظ إدارة التحرير لنفسها بقرار نشر المساهمات المقترحة أو عدمه، من دون أي شرح أر تبرير أو مراجعة.