عجزتُ عن حشر رأسي داخل فرن الغازأردتُ تذوّق الموت الهائل بجرعات صغيرة
ولمراتٍ عديدة عجزت عن ذلك
أشبهكِ كثيراً
أملك قلباً أبيض
أعاني اكتئاباً منذ سنوات

لديّ طفلان
زوجي أيضاً شاعر
يُدعى محمد رشو
وليس تيد هيوز
لم يهدِني طاولةَ كتابة صنعها بيديه
لكني مثلكِ أيضاً
أعتقد أنه يخونني
أبحث عن آجيل ايفل بين أسماء صديقاته
عن أي دليل
لا لأردّ بالكيل
فوالدي ما زال على قيد الحياة
فقط،
لأتجرع مثلكِ
طعم الألم المرّ
تخطيت الثلاثين، لذا لا ينفع الآن أن أنتحر
تخطيت الثلاثين، لذا سأدلي بنصيحة:
«أحسني استعمال يديك البيضاوين»
فالمناشف المبللة التي وضعتها بإحكام تحت الباب كي تمنع تسرّبَ الغاز
لم تمنع عزيزتي
لم تمنع أبداً
تسرب الألم المرّ
إلى غرفة نوم أطفالك

2

تراودني أفكارٌ غريبة هذا الصباح
كأن أخطف أطفالاً وأرميهم في بئر
كأن أحرق مدينةً نويت أن أهجرها
أمدُّ يدي لأستبقي أثراً
صورةً لصديقٍ لا أحبه
أو عقد إيجار
كأن أبقي زوجي مرتعشاً لأحلامه المرعبة
لأستنشق رغبة سائقٍ كان يقلّنا من سيلوبي إلى زاخو
ولأكن شريرةً بما يكفي
لأنشب حروباً طائفية
لأرمي مدناً وقرى بغازات سامة
لأزيد قبح حكام العالم
وأزيد خزي هذا العالم.

ألوكُ حبّة هالٍ كانت تطفو على وجه قهوتي
فتطرد شياطين كانت نائمة بين أسناني منذ ليلةٍ فائتة
وأفكاراً غريبة
صعدت للتو
لتنفجر في السماء كألعاب نارية.

3

في صباح كهذا
سأخبرك
ما الذي تفعله النساء
في ليالي وحدتهن الطويلة
ما الذي تقضمه الريح
لتصدر كل هذا الأنين
سألعق خيبة لاذعة التصقت بجبينك
وأريك كيف تنبتُ الخطيئة
رقيقة ً
طرية ً
وشهيةً جداً
لكن أحتاج الآن
من يرفع هذه السماء عني
لأنظر في عينيكَ
دون أن تنهمر عليَّ كإناء زجاج مكسور
لأن تصلبني
تنحني عليَّ كظل
تمتصني
ومن جديد
تحيلني لبركة ماء
تغوص فيَّ
سريعاً
مديداً
حاراً
لتحصد دمي
ولأبقى
قصبةً
في حقلِ سريري البارد
يا إلهي
يا إلهي
من يرفع
هذه السماء عني
* شاعرة سورية