إيتيل عدنان... الرائية

  • 0
  • ض
  • ض

يبدو الرسم أحياناً استكمالاً لتجربة إيتيل عدنان (1925) الشعرية والكتابية التي دونت فيها حقبات وأمكنة مرت بها كبيروت وباريس وسان فرانسيسكو... لطالما اعتبرت عدنان أن الرسم هو «الكتابة بلغة الضاد» وفق تعبيرها، خصوصاً دفاترها البصرية التي دونت فيها مقاطع وسطوراً شعرية من قصائد عربية لشعراء آخرين. هكذا كانت اللغة العربية استثناءات بسيطة في تجربتها المتشعّبة، خصوصاً الشعرية التي اقتصرت على اللغتين الإنكليزية والفرنسية. في المقابل، استحوذت قصائدها على اهتمام عدد من الشعراء الذين توالوا على ترجمتها إلى العربية أمثال خالد النجار، وسعدي يوسف، ويوسف الخال وغيرهم. أوّل هؤلاء كان الشاعر العراقي الراحل سركون بولص الذي عرّب «إنجيل العدو» في «مجلة شعر» خلال الستينيات. «الإنجيل» الذي يعد من أول الأنطولوجيات الشعرية المعارضة للحروب، هو واحد من النصوص والقصائد التي تستعيدها «دار التنوير» كتحية إلى الشاعرة اللبنانية. إذ أصدرت الدار أخيراً مجموعة من قصائد عدنان في كتاب «يبوس وقصائد أخرى» الذي ضم ترجمات لأدونيس، وشربل داغر، وأوديت خليفة، ومي مظفّر، ويوسف الخال، وفواز طرابلسي، وفايز ملص. ضمن مشروعها الاستعادي الذي أعدته ونسقته المترجمة اللبنانية أوديت خليفة، أعادت «التنوير» نشر «سفر الرؤيا العربي» (ترجمة خليفة) في كتاب يحمل عنوان المجموعة الملحمية، ويحوي أيضاً «إنجيل العدو» كما ترجمه بولص، كفرصة لإعادة قراءة شعر عدنان واكتشافه بالعربية. في معظم هذه القصائد، تتطرق إيتيل إلى آلام الإنسان المقهور المحمّل بأثقال الحروب في بلاده. تتماهى عذابات الهندي الأحمر مع مآسي الفييتناميين والجزائريين والعراقيين والفلسطينيين، كما في «سفر الرؤيا العربي» الذي كتبته بالفرنسية عام 1980، قبل أن تنقله بنفسها إلى الإنكليزية بعد تسعة أعوام.

0 تعليق

التعليقات