«إلى: نايا ماريا آيت»
1

ما خلّفته وراءك مفرداً يجلس في الركن قانعا بفرادته،
الشاشة أمامي مثلاً لا تصاهر شاشتنا الكبيرة
الجدران منزوعة اللوحات
الثلاجة رطبة بفراغ بطنها والفطريات
هل نسيت أن تأخذ زرعاً معك؟ ريحاناً مثلاً؟
الشراشف المغسولة كلها لي
علبة الحذاء التي وظفتُها صيدليةً للبيت

يربضُ الثعلب طويلاً في الفناء الخلفي، حينها كان يمر سريعاً ويختفي،
لا خوف؛ المكرُ لا يمكن توظيفه أحياناً
طالما الشر في طريقه الآن إلى قمة جبل
مستريحة كل الأشياء المتمردة لأول صباح
يدي على ذراع الأريكة
المقاسات في جيب سترتك المخفي إلى اليسار
لا تنسَ أن تحفر قبراً لاثنين معاً
بصيصٌ من الورق الأخضر يدفع ليحتدم هذا الشيء الحارق
يفلت من البراعم وكأنه ساكنٌ عبر النافذة

لماذا نزعت رموش العروسة الصغيرة
الدمية النائحة!
الدائرة المثقوبة في ظهرها الآن أكبر من عيب الصوت
أضاعت فردة حذائها
في محاولتها اللحاق ربما
بركْبِ طوفانكْ.

2

شيءٌ مني يتكرر في نزول الدرجات
ليطمئن على الشمعة التي
تركتها موقدة
بيدي أرخيتُ الحبلَ ودفعتُ المركب
لوّحتُ لك على عجلٍ مرتين
وأسرعتُ في عودتي
 
عندما تكون شعلةً أسفل خط الأفق
سأكون قد سبقتُكَ لأعدّ لنا لقمة.

3

السفينة التي كبر الثقب في قاعها
ما زالت منطقتنا الآمنة
طليناها بمخاوف المراوحة في المكان
مواصفاتٌ لم تخلُ من الشوائب التي كادت أن
ولم تودِ بنا إلى الغرق
لا بأس ببعضٍ من ارتيابٍ مغلي
حياد وضباب
يرسبُ قشرةً منيعةً
من طينتي وطينِكْ.

4

هطل الخمرُ مدراراً
وطافت الرسائل التي حملت توقيعك

ينتشي الأزرق بوحدته
يتضاعف حجم الكلمات
أضغط الزر لتنفتح مظلتي

شيئاً فشيئاً
يتعكّر الصفو بالأحمر
يضيق البحر بالثوب
ويتنصّل الورق من حبر الحروف.

5

الأزرق أبرقَ لها بانهماره
فكّت حروفَه بالأمس
مطرقةً في سماء متخيلة
بحشرجةٍ وصمتٍ دام طويلاً
انتهت ليلاً إلى القول
الماء يغمرنا!.

6

ضفائرها المقصوصة على الأرض
ضحية طقس سيء
على مبعدةٍ ترتّق لي جناحين قديمين
تنتقي الصور
وزوجين من غيارات داخلية، حذاءً وتي شيرت
وجوارب
الحقيبة تستعيد وظيفتها فجأة
ملابس مصنفة كانت ستذهب إلى سلة الغسيل
وأخرى لجمعية خيرية
جرائد وإعلانات في أكوام
العدل يجب أن يأخذ...
المكواة، النقال، غسالة الصحون
أصوات ألكترونية ينحفُ صفيرُها
أداة حلاقة مشتركة
سنقسمها نصفين
وأشياء أخرى كثيرة هنا
لا تملك القرار
تعلن حدادها.

7

أمورٌ صغيرة لم تُقلع عنها
أن تترك لي وصايا في قصاصات ملصقة
هنا وهناك
تذكّر بإقحامي في حياةٍ ما
تزجنّي لأصطفّ بالطابور
تمعنُ بنبشِ مشتركات لنا
في حديقة العالم المزعومة
رغم بذري الذي بقي متروكاً جانباً عند رأس السرير
في إناءٍ قديم تحبُّه.

8

دوارٌ لازمني
قاع البحر أم السفينة
اللحظة أم عشرون سنة خلتْ
في الطائرة أم الطريق
ينسحق من تحتي
أم المقبرة صارت طوابقاً.

هذا الدخان نذير موت
أعاركه بيدي أبدّده
أصرخ صوت ارتطام

أركض ما زلتُ
من نافذة لأخرى
أتأكّد من الأقفال
وليدي كلما أفلتُّهُ من بين يديّ
تخيلَ أنّ له جناحان

9

قلبي منكفىءٌ على الحافة
وفي السقف مرآة بلا صبر

يدي على ساقكَ الهامدة
عيني في الأوردة
لو تبرز أنيابي
لأحفر أحفر حتى العظم
لأنهشَهُ

السُّمُّ ماضٍ في طريقه
من دون خريطة

أقضم إبهامي
لأمهرَ هذا السرير
لو كان دمي يبلُّ ريقَك

على الشاشة
لا الحياة ولا الموت
يُظهران بوضوح
سير منحنى خطّيهما
في خداعي.

10

كنتِ تصفين سمك السلمون
يتقافز بين حجر وشقوق في أنهرٍ نرويجية
كانت روحكِ في الكلمة
وكنت تفكرين بالبنات لو صادفْنَ من يحببْن
وكنت أتخيل هذا الحب الذي
ألقى بنفسه في الماء من شدة الوله
مثل وليدكِ.

‏07‏/04‏/15

* شاعرة وكاتبة عراقية