شاكيلا عزيز زادهترجمة: عاشور الطويبي


*ريشة

آن يسمعُ حلمي
صوتَ خطواتك،
تدخلُ في هدوء،
في هدوءٍ على أطراف أصابعكَ.
تزحف تحت الغطاء كقطّ،
عيناك تتشربانني.
نائماً أو مستيقظاً،
تحضن حرير أحلامي.
في اللحظة التي تستغرقك
لتضع ذراعيك حول عنقي،
على الوسادة تكون في نوم عميق.
وأنا، نصف نائمة، نصف يقظة،
مجرد أن استنزف الأحلام،
أكون قد امتلأتُ بك.

*منظر من بعيد

تُرِكْتُ مرّة أخرى دون أن يكون ظهيري أحد،
سُحبتْ الأرض من تحت قدميّ
حَبلي السُرّي شُدّ إلى خيوط مئزر العادات،
قُصّ شَعري أوّل مرّة فوق حوض التقاليد.
في أذني، رُدّدت صلاةٌ في همس:
"لتكن الأرض ورائكِ وتحتكِ فارغةً أبداً".
على أيّ حال، أعلى قليلاً،
ستكون هناك دائماً أرضٌ
أنقى من أيّ أرضٍ يتمنّاها الشيطان لي.
بيدِ الشمس على كتفي،
أقطِّعُ لحم قدمي، ألف مرّة ومرّة،
من الأشياء التي أتركها خلفي.

*يالدا

تؤلمني رؤية ذراعيك يختفيان
في صينية العجينة؛
رؤيتك تستعملين
قطعة قماش طويشة لتربطي
ثدييك كعنب ناضج.
رؤيتك تتخلّين عن طفلك،
تشقّقُ جانب فمك،
آلمني.
حصاةٌ واحدةٌ ُقذفت على ظلّكِ
كانت كافية لتأخذ الدم من على شفتيك،
أيّ لعاب تبقّى لي، سأبصقه
في وجه من قذفها كائنًا من كان.
الكلمات جفّت في فمك.
الأعوام مرّت بطيئة،
تحوّلت إلى غبارٍ ودخان.
غادروا يجرّون أقدامهم
لكن في بيت أبيك
تُركتْ الليالي معلّقة.

*شاهدة قبر

لمن الأنفاس الميّتة
النائمة
في عينيك العسليّتين
أيّ تحديقة طفل صغيرة
تصير خاوية عند زنادك؟
من أجل أيّ صبيّة،
قلبها على كفكَ
سيقان مدماة، ينبض قلبكَ؟
أيّها الجبليّ!
أيّ قدر سيهدم الأجراف
من تحت أقدامك؟
أيّ امرأة ستحّس بحلمتيها تتشوّقان
لجدائلك السوداء في الغبار،
أيّ أم لولدها؟
اخبريني،
في عمق عيون من
ستجدين أنفاسك الميّتة السلام.

*قطة مستلقية تنتظر

لا تتنبأ بشكل صحيح،
هذه الكلمات.
لا تقل لي الباب إلى الجنة
بين شفتيّ.
في الشق بين ثدييّ،
تعثر الإله نفسه.
سآتي
ومرّة ثانية
نَفَسكَ سيتنفس
في داخلي،
رئتاك ستمتلئان
برائحتي،
لسانك
سيمطر، يمطر،
يمطر ثانية على جلدي.
سأستسلم.
وهذه المرّة،
حين تأتي بذلك اللمعان
في عينيك، ناوياً
تمزيقي، ستكون،
دون أدنى شكٍ
كالقطة السوداء التي نطّتْ الآن
من المخبأ، قاطعة دربي،
طاردت السنونو
عند بابك
إلى أن وقعت
دائخة وأسيرة
شارلز بوكوفسكي
الشعر
هو يتطلب الكثير من
اليأس
عدم الرضا
والصحوة
لكتابة عدة
قصائد جيدة.
هو ليس
متاحاً لأي أحد
لكتابته

أو حتى لـ

قراءته.



*شاكيلا عزيز زاده، شاعرة وكاتبة قصة ونصوص مسرحية. ولدت في كابول سنة 1964، تلقت تعليمها الجامعي في كابول ثم انتقلت إلى هولندا حيث واصلت دراستها هناك وحيث تقيم إلى الآن. كتابها الشعري الأول بعنوان: ذكريات عن لا شيء. وصدر باللغتين: الهولندية والدارية.