ماسّيمو موراسّو ترجمها عن الإيطالية: كاميران لطفي

كلمّا أغلقت عينيّ
فكرت في بناء السعادة،
وأنا أقف مقابل هذه الكاتدرائية العالية المصنوعة من النفوس،
النفوس التي تسكن في الهواء
التي تسكن في قبضة الحلم
القادمة من عالم آخر،
أكثر جلالاً،
وما ورائية.
رغم ذلك أقف وحدي هنا
على العشب الذي ينزف على الحجارة،
غير قادرٍ على التخيل
أبادل كل هذا مع السماء
أتابع بصمات الأحذية على الجدران وفوق شواهد القبور
أشعر بالألم الآن، وأمشي مع هذا الشعور حتى النهاية
يهز النفس التي تنتمي إلى الجميع
أتذكر ليلة دون مطر، تلال، طريق ترابي، سيارة واقفة على العشب
الذهاب إلى مستشفى فرانشيسكو سورياسكو للأطفال حديثي الولادة، وأشياء صغيرة أخرى.
كيف كانوا يقولون لنا ساعة الحصاد؟
بأن الفاصوليا من الملائكة وعلينا مراعاة ذلك
وبأن حبات الكروم من الملائكة أيضاً
ساعتها كنت أخاف على نفسي، وأفكر في هوراس
الآن يحتشد الملائكة على جدراني الكاتدرائية أمامي دون جسم أو هيئة
يحتشدون في الوقت المناسب؛
ليخصبوا الحب في داخلنا.

■ ■ ■

الأبواب في كل مكان
تعمل على صناعة الانتظار الطويل العقيم
والصمت الذي يركض بحيوية
على الحجارة وداخلها
حتى تختفي هذه الكاتدرائية عن النظر
النفس تمشي بإيقاعٍ وجل؛ لاستيعاب كل هذا
فهي حكاية رفض وسحر
وكل شيء يكمن هنا
في نفسك أيها القدر الكوني.

■ ■ ■

مثلما قال الأستاذ
علينا أن نأخذ الروح الى الجحيم.
هل تذكرين..
عندما درسنا معا إيكهارت*؟
قضينا اليوم بكامله على الأريكة،
في ايامنا كانت الجامعة رائعة
كانت السعادة تمسك باليد
«افتح عينيك
طوبى للأرواح المطمئنة
دعونا لا نضلل التفكير
والملائكة هي من الله،
والهواجس العالية كذلك
من الصواب أن نتركها تطير على الجدران وفي النفوس وعلى أوراق الكتب
وهي تخترق أعماق جديدة في الحب
من أي وقت إلهي مضى ...»
مخطوفون لسنوات في ذلك
نواصل هذا الطريق
لم نكن نعرف بأنه أقصر الطرق
والهالات المتعبة على الرؤوس
ممتعة ومعقدة
ماذا يمكننا أن نفعل؟
أشعر الآن بأني قلت ما يكفي
فأنا أغني مثل صفارات الإنذار
أدعوكم إلى الجحيم.

* ميستر إيكهارت (1260 - 1328): فيلسوف وعالم لاهوت الماني