إيان ماكيوان: هاملت معاصرنا

  • 0
  • ض
  • ض

يضفي إيان ماك إيوان (1948) تغييراً بسيطاً على عبارة جورج أورويل لتصبح «لم يعد هناك مكان آمن سوى سنتيمترات مربعة في... الرحم». لكن حتى داخل تلك الجدران الطرية، سيجد الطفل الذي لم يكد يبلغ الأشهر التسعة محاصراً بتساؤلات شاقة: «هكذا فإنني أقبع رأساً على عقب داخل امرأة. ذراعاي مضمومتان بصبر، بينما أنتظر، أنتظر وأتساءل داخل من أنا موجود، لأي سبب أنا هنا؟». قد يحلو للكاتب البريطاني أن يضيف مزيداً من الهواجس الصعبة، ويضعها بهدوء على لسان جنينه الممسوس بالتساؤل الأزلي «أن أكون أو لا أكون»، بطل روايته الجديدة Nutshell التي صدرت أول من أمس عن «جوناثان كيب» (لندن). الروائي الحائز «جائزة مان بوكر» عن «أمستردام» (1998)، يعود برواية جديدة تقتفي خطوات هاملت بطل شكسبير الخالد. وفي حين يعفي ماك إيوان بطله من الولادة، ومن صدمات الطفولة الطارئة التي تفتت الأرواح العادية كما كتبها في رواياته، إلا أن ذلك لن ينجّيه من صدمات أخرى. جريمة قتل والده التي تخطط لها أمه مع عمه، ستكون إشارة أخرى إلى التنبه إلى انهيار العالم الخارجي، والتجاذبات السياسية، والفقر المتمدد، وأزمة اللاجئين والتطرف الإسلامي والتغير المناخي. وهي على الأرجح التي تولّد وعيه على العدالة الاجتماعية، إذ إنه «جنين يساريّ التوجه» وفق تعبير ماك إيوان نفسه. الكاتب المعارض للـ«بريكسيت»، يكتب رواية مفتوحة على التنوع اللامتناهي للطبيعة البشرية بينما يكسر حدود الهويات، وتحديداً الجنسية، إذ يجد بطله نفسه محبطاً حين يعلم أن الجنس البشري محصور فقط باحتمالين هما الذكورة والأنوثة. إلا أن اكتشافه مجدداً أن هناك هويات جنسية أخرى، في إحالة إلى المثلية والتحول الجنسي، سيعيد الغبطة إليه. كذلك ماك إيوان الذي يشعر بالإيجابية تجاه ازدياد تقدير واحترام تنوع الهويات وتعقيدها في العالم، لكنه، كما جنينه، لا يجد نفسه متحمّساً إلى وضع الجامعات أو التطوّر الذي اتخذته الحياة الفكرية الخالية «من الأسس أو المناطق الآمنة».

0 تعليق

التعليقات