الغراب سيفشل حتماً في محاولة النباحولا نمتلك دليلاً قاطعاً على أن الشمس يمكن أن تتصبب عرقاً
أو أنها ستتحول إلى كرة كبيرة من الفحم، إذا سقطت في المحيط... بقدرة إلهية!
الماء يهدد حياتنا الآن، لكننا لا نستطيع الانتقام
نحن نتنازل عن غرورنا بسرعة... عندما ندرك عجزنا!
أو أننا لا نتمتع بصحة جيدة!

■ ■ ■

من المؤسف أننا قد لا نلتقي بعد الآن...
أنك لن تصيبي ظهري بخدوش منتظمة...
ولن تتلقفي أنفاسي؛ عندما تتحركين فوقي برشاقة متوقعة.
تعلمين أنني قد مزقت كراستي بالكامل...
وأن صناعة الورق ما زالت تشكل تهديداً جدياً لحياة الأشجار!

■ ■ ■

أنا حيوان...
عاري الجلد... ضعيف البنية، أمشي على قائمتين!
أقع في الحب، وأبالغ كثيراً في الكراهية...
أشعر بالجوع... وأحتاج بشكل محرج جداً إلى الهواء. وأقل حرجاً إلى الماء
أتعلق بالحياة كثيراً... وأمتلك مبررات أقل إقناعاً من مبررات الذئب، عند حاجة كلينا للقتل!
الرغبة نوع من الحاجة...
يشبه مبالغة النساء في الخوف من الحشرات المنزلية!

■ ■ ■

هناك فرق كبير... بين الألم وبين الموت
الحياة شرط رئيسي للخوف، والصخور ليست العائق أمام غريزة التوسع...
لكن التوسع والغريزة... ووجود الكيمياء ونبتة الخشخاش...
أمرٌ أكثر واقعية من وجود الصخور...
التي لا تجيد القراءة!

■ ■ ■

تعبت من صفتي
تعبت من اسمي
تعبت من قدرتي على التحمل
تعبت من جسدي المليء بالأخطاء
تعبت من عقلي الطاعن في الكبر
من غضبي، من خيبتي، من ضحكي العشوائي، من أرقي، من انتظاري الطويل، من الغبار، من ضوء الشمس، من المطر، من أنتِ.
تعبت من اختلاق الأعذار لليل
وتعبت من ألم يحمل اسمي
ومن مهزلة تجاوزت حدودها
تعبت من... أنا!

■ ■ ■
 
الموت فكرة بسيطة...
الموت أن يصبح كل ما عشنا حياتنا من أجله، بلا قيمة!
الموت أمر لا يمكن فهمه على الإطلاق
لأن عقلنا في ذلك الحين سيتوقف عن العمل ببساطة. من أجل مصلحة أجسادنا الباردة... شديدة الشحوب!
 
■ ■ ■

لمعلوماتكِ...
الحياة ليست سيئة كما هي في الأفلام
وليست جميلة كما هو حلم مكتمل...
لمعلوماتك أيضاً...
لا يمكنك أن تضمني وجودي... بعد مرور قدر كاف من الزمن
ليس لأني سأكون في مكان آخر أمارس السعادة... كما يحدث غالباً في الحياة الواقعية
لكن لأن الحياة الواقعية هي الشيء الوحيد...
الذي لا يمكن أن يحصل حتى عن طريق الخطأ
الذي ما زلت مصرّاً على ارتكابه حتى الآن.


* شاعر فلسطيني صدر بحقه حكم الإعدام من قبل السلطات السعودية بتهمة الترويج للإلحاد في ديوانه "التعليمات في الداخل"، وتم تخفيف الحكم إلى السجن 8 سنوات، والقصيدة جديدة وتُنشر أول مرة هنا في ملحق "كلمات".