توماس مان: مَن ينقذ فيلا «دكتور فاوست»؟

  • 0
  • ض
  • ض

كان لتوماس مان (1875 ــ 1955) استعداد للبقاء والموت في منزله في حي «باسيفيك باليسايدز» (جنوب كاليفورنيا)، رغم ابتعاده القهري عن ألمانيا. رغبة ارتبطت حتماً بالعالم السحري الذي شيّده وسط أشجار النخيل (تصميم المعماري ج. ر دافيدسون) بما يناسب كتابته وعالمه الأدبي، إذ مزجت الفيلا بين التراث الرومانسي وبعض التأثيرات الحديثة. كان ذلك بعد صعود النازية في بلاده، وهرب صاحب «نوبل للآداب» (1929) مع كتّاب وفنانين آخرين، إلى أميركا، حيث وجد نفسه مختبئاً فيها من المجلات والصحف الأميركية التي راحت تتهمه بالشيوعية مع مهاجرين آخرين كآينشتاين وتشارلي تشابلن. مع عائلته، عاش صاحب «الجبل السحري» في الفيلا المعزولة عقداً كاملاً بين 1942 و1952، وكتب «دكتور فاوست» (1947) ووجد مساحة لمخاطبة بلاده أثناء الحرب العالمية الثانية في مجموعته «اسمعي، ألمانيا!» (1943). قبل أيام، عادت الفيلا إلى الواجهة، بعدما عثر عليها في إعلان للبيع بقيمة حوالى 15 مليون دولار. الإعلان الذي لم يقدم على ذكر أي معلومة متعلقة بالمالك الأصلي توماس مان قبل بيعها إلى محام أميركي، أثار عدداً من الكتاب والمثقفين الأميركيين والألمان، الذين راحوا يدعون وزارة الثقافة الألمانية لشرائها، والحكومة الأميركية لحمايتها من البيع وربما الهدم لاحقاً، وخصوصاً أن المنزل لم يوضع تحت أي حماية في كاليفورنيا، كما كل المنازل التي عاش فيها مان في حياته مثل منزله في بافاريا والفيلا في لوبيك. أما إذا لم تستجب وزارة الثقافة الألمانية، فربما على المنزل أن ينتظر أحد المهتمين بالأدب لينقذه كما حدث لمنزل بريخت في سانتا مونيكا الأميركية.

0 تعليق

التعليقات