محمود درويش: الحاضر في غيابه

  • 0
  • ض
  • ض

ظلت تجربة محمود درويش (1941 ــ 2008) عرضة للانعطافات. رسّخ الشاعر الفلسطيني اسمه وعلاقته بالجمهور العربي في قصيدة التفعيلة التي تخففت لاحقاً من حمولاتها، والشعر بتجدّد شبابه، والنثر الذي لم يخلُ من نبضه المألوف ومجازه المعجمي العالي كما في مؤلفه «في حضرة الغياب». تجاوز الكتاب النثر إلى الملحمة الذاتية المليئة بالصور والألوان والذكريات والاستعارات على إيقاع سردي لا ينجو من حيلة الشعر. بعدما أمهله الموت أكثر من مرة، جاء الكتاب أشبه برثاء لذات الشاعر وهو على قيد الحياة، مستعيداً أحاسيس وأزمنة ومدناً، ومُلامساً حكايات وأوجاعاً وجراحاً وأفكاراً، ودائماً مأساة الشعب الفلسطيني المتأرجحة بين البطولة والعبث. في الذكرى العاشرة على صدور الكتاب باللغة العربية عن «دار الريس» عام 2006، صدرت أخيراً ترجمته الفرنسية في باريس عن «آكت سود/ سندباد». الترجمة تولاها مدير سلسلة «سندباد» في «آكت سود» الكاتب فاروق مردم بك بالاشتراك مع الكاتب والمؤرخ الياس صنبر، وقد غيرا العنوان من «في حضرة الغياب» إلى «غياب حاضر» (أكت سود/ سندباد)، مشرّعين العنوان على معان جديدة أمام غياب الشاعر الذي كتب بعد مواجهاته القريبة مع الموت «من أنا لأخيِّب ظنَّ العدم؟».

0 تعليق

التعليقات