للبيت حديقتان: واحدة أمامية مضيئة، وأخرى خلفية معتمة.ونحن نقضي وقتنا على مقاعد القش في الحديقة الأمامية، حيث «تتدلى العناقيد مثل ثريات من ذهب» فوق رؤوسنا. لا حاجة بنا للحديقة الخلفية. نتركها وراء ظهورنا، كأنها قطعة من لاوعينا.
ولهذه الحديقة سحرها. فهي تطرح في العتمة ثماراً غريبة ضخمة، وتعلقها على أغصانها. نحن لا نبصر هذه الثمار عادة، فالثريات المعلقة فوق رؤوسنا تكسف نورها.
لكن بعد متصف الليل، وقبل أن يصعد دخان الفجر الأبيض، يستطيع كل من أطل من النافذة أن يرى الثمار الفوسفورية تتدلى على الأغصان.
انتبهوا، فهناك عناقيد أشد ضراوة تنمو وراء ظهورنا. عناقيد كالكوابيس تؤكل في مناماتنا.
زكريا محمد
(شاعر فلسطيني)



لاشيء....
في أية جهة،
لا على سطح الماء أو قاعه،
ولا على اليابسة،
لا في اليقظة،
ولا في المنام،
لا فوق أيضا ولا تحت.
وحدك أنت،
وحدك ما يملأ هذا العالم.
زهير الجبوري
(شاعر عراقي)



لما تتكلم لا أريدكَ أن تتوقف عن الكلام
لكن فقط لو لا تسكت هكذا
أنا متعلقة مثل قطرة دمع على كلامك
فقط لو لا تسكت
النساء اللواتي لا تذكرهنّ
الأطفال الذين يكبرون في حشائش بطنك مثل خرافات
يصنعون مني قصيدة دافئة
يرمونني مثل قطعة قماش على أطراف الأنهار
ممتلئة بالسعادة
والضوء
فقط لو لا تسكت.
ميس الريم قرفول
(شاعرة سورية)


أجلس على كرسي ازرق
وحيد وغائم
بهتت قماشته
وتكورت مفاصله على نفسها
افكر اني سأدخل المطبخ مبكرا
قبل ان ينقطع الضوء
في الحقيقة أنا مستاءة
لهذا أغطس كثيراً في إعداد الطعام
اكدس الدهون في المقلاة
والمحاشي والمقالي
ليتكدس الكوليسترول على أم قلبي
وفي تلافيف دماغي
أسد المسارب على التفكير في أي شيء
أضيف البهار
وأعطس كل أساي
يمتلئ جو المطبخ بالدوبامين المزيف
أسلقه واطعمه لقطة
تبكي طوال الليل امام بابي.
سميرة البوزيدي
(شاعرة ليبية)


لا تثقلوا العربة بالشعر وحده
احملوا بعض الشعير أيضاً
سيجوع بغلكم.
والحطب وفير هناك
فلا تحملوا معكم هذا الروث اليابس.
أبو بكر متاقي
(شاعر مغربي)