* نسيانكُ الجديد
ثمةَ تَحسّنٌ في نِسيانِكَ، صار موازياً للسلالم؛ فيه نجاحٌ وارتقاءٌ (لا تُذكرُ السلالمُ الاّ رديفةً للصعود وكأنها غيرُ مؤديةٍ إلى الهبوط). ثمةَ تراضٍ بين كلّ الأطراف المتعارضة في سَهوِكَ، بين المناضلِ وسجانِه، بين العشيقةِ وحنينها المُترقّي إلى ريحٍ دائمةٍ، نشأتْ فيما مضى شروطٌ لنسيانِكَ:
غيابُ خَفرِ الذكرى وتجليد الماضي بالمحو، نسيانكَ ذو أعدادٍ وحارسُ بلادٍ كثيرة، هنا اختصارٌ لإهمالكَ. لم يعد نسياناً، بل اعتبارٌ، إنّه النسيانُ الجديد.

* القوّة الناشئة

أشعرُ وكأننا أغذيةٌ مُشاعةٌ، اليكَ أيها الفم الناشئ ما نملكُ، ولنا ما تكابدُ يا أيها الرغيفُ الناشئ. هنا، نحنُ خبزٌ مبالغٌ فيه، وزائدٌ عن الطعام،
ويلٌ للزائد!


* الخبزُ ومواضعاته

تجعلُ الموافقةُ ما تجنيهُ منحنياً، فكيفَ سيصيرُ جمعُ يديكَ معَ الرضوخِ؟ مُقِّلُّ الطاعةِ خُبزكَ، مع ذلك تتألمُ منه، وليس مغرياً للجائعِ تناولُه، فهو
أخفُّ وزناً،
أقلُّ عدداً،
وليس مالُه ذا جاهٍ أو بصيرةٍ.


* متبنيّاً نقيضَ ما أفكرُ فيه

عبيدٌ ما تفكرُ فيه، زيادةٌ وبها ميلٌ إلى تضئيلِ وفرتِها، كلُّ شيء في بيتكَ نقيضٌ للراحة، كأنكَ لا تُعاون ذاتكَ. تفاهمٌ ملعونٌ ما تقترحُه، ما تفرضُه من حلولٍ هو بشرٌ ذوو مشاجبٍ مُستنفَرةٍ.
سيانٌ لديكَ الانقلاب والمصالحة. كان المُجهزُ بالمعاركِ ينظرُ إلينا مُشرِّداً لذةَ البدايات، لم يؤمنْ قطٌّ ببداياتنا، يسوقُها إلى الأحمر وإلى استهزاء ذي أخاديدٍ وحفر، كان حريصاً على جعل مكاسبنا منسجمةً مع العصيّ.
يقول:
نهوضكمُ زائدٌ عن حاجةِ القيامةِ. كلا للحكمةِ، ينبغي طمسُ مداخلِها كلِّها، سوى مدخلِ اللهوِ مع العقلِ، إنّه المفتوحُ كهبةٍ.
متفرعٌ إلى استجداء، هو مَنْ يسألُ على طريقة المُلّتمِس، منْ يبنيَ بيته على نَحْوِ عِمارة التفاهمِ، فالتفاهمُ ليس مداولةً إنّما أنيابُ نمّرٍ. يا بنّاءَ حبي، صَفّفْ لي عواطفي مدّعيّاً الحنان، يا صدقاً يتشعبُ في قلبي، كنْ سمساراً يوماً، أو، لا تتفرعْ كثيراً. اجعلْني مستفيداً من تحوّل الحكمةِ إلى أدوات، دعني في مناصبِ التوازنات كالمغناطيس جاذباً. اجعلني مثلَ القدرِ مثلَ النصيبِ. هكذا، سأتجنّبُ تفكيري كمنطقةٍ محظورةٍ فأبدو مُسيّراً حتى في الأكلِ، مرحى بكِ إذن، أيها السفيُه يا صاحبَ الوفرة.

*غروبُ ذو فوائد

يا ذا المؤونةِ، مرحباً بالنهمِ منغمساً برغيفي، يا ذا الميزانِ، لا تُعاقبْ مَنْ أحبُ بالحذرِ مني، تمهيداً للفراق، يا ذا ثكناتِ القولِ، تلطّفْ على قصيدتي بالفوائد: هكذا أُنصّبُ نفسي مُضاربَةً على تلال الأرباح، مضاربةً في لعبة القول. والقولُ هو، بالأحرى مضاربةٌ. يا ذا الرعايةِ، ما أنا سوى مُراكمة الإهمال فوق الطلل وفوق الأثر، سعيدٌ عندما أُعطّلُ النسقَ في النجاح، وأمنع الأملَ عن الترتيب، غيرُ مدافعٍ عمن يُحصّن كل شيء وراء الترتيب. أهلاً بمن يقتنع بقدر النتائج وكأنه يرمي العالم كزهر نرد، لا ألوم تلك النتائج ولا آتي بخلافها، لكن ومن دون مواربة؛
الشمسُ لها شروقٌ ثانٍ وغروبٌ غيرُ ذاك الذي نعرفه،
أعودُ اليكَ مراراً يا ذا الاهتمام المنشغل بأدناه:
النجاح والنفوس التي ترعاها، أهي دائرية؟ مستطيلة؟ مقاوِمة؟ أم تطلبُ الاسعافَ عند أول التواء.
القلبُ المسؤول ومبصرو المودة.
الحليمُ، لماذا ينتشر يَقِظاً في ضيافة الهزيمة، يظلُ وقفاً عليها؟
أيّها التعميم، يسعدني أناديك يا أخي! أراك مفيداً وذا حظوةٍ في القياسِ وفي المشيئةِ، مرتعاً للنقود وللعوائد الفائضة، وغيرَ نادمٍ، غيرَ مرتبكٍ من التقاضي وغيرَ مستعدٍّ للتفاوض، لكننا لسنا من أوليائك، كما نستغرقُ في التنصّل منكَ.
نحنُ غيركَ!
إذن، لمَ القصيدة هذه؟

*عيناك مُقالتان

لا ترضى عن عينيّ ولا تقبلُ بهما، هذه العكازةُ الضريرةُ التي أقودُها، وتُبرّرُ:
عيناكَ مضرّتان بالطريق ذي الفوائد وصاحب التسويات، وآخر ما يفعله هو الندم على أطفال كعمالٍ في المناجم. عيناكَ، تُسبّبان السأم للملاعب حتى. عيناكَ دائماً في ألمٍ من التلصّص وتدعمان المقارنة ما بين الستارة والمُخبِر.
عيناك خبرٌ عفيفٌ في كتابٍ عفيف، فما نفعهما وما جدوى ذلك الكتاب.
عيناك مُقالتان.

* وظائف

يُبعد إبرتي كما خيطي، الفتقُ الذي أرى عورتَه مقابل النسيج السليم. هنا فقط، أُثني على رفضه مفكّراً: أيهما ذو أرضٍ معزّزة بالمداهمات، الفتق أم النسيج؟ هكذا هو الشعرُ؛ فتقٌ يريد اتّساعاً بينما الوظائفُ، نسيجٌ مطيعٌ وفيه استكانة التقوى.

* تعديل انتصارات

غشيمةٌ أدويتكَ: تُعالج الانتصارَ، ثم تجعلُ المرضَ
فلاحاً في أرضها وخطيباً في البذور.

* سُلالة الفجوات

مفتاحي حكواتي، يقصُّ على نفسه فحسب. يُنكّس المتاحَ. راحتُه بحاجة إلى التصليح. رزّاقٌ، وعندي يحتاجُ الودائع.
مفتاحي رحيمٌ ذو مروءة، ومعي يجعل العطشَ مُكتملاً، يرفدُ السجونَ بالمتّهمين.
أحبُه كثيراً ويبني لي الاضطراب. أريدهُ طوابير نجاحٍ فيزجّني في جماعة أفولٍ وتعثُّر. مفتاحي يحافظُ على أشباهِه وحواريه، وأنا سُلالة الفجوات.
هو، مفتاح لغيري، ومانعٌ لي.

* فوائد النرد

استرْ ذريتك من عقاقير نقاهتُها كالنرد،
مرةً يصيبُ، وتارةً يطرقُ السهوَ باباً
ثم امض إلى حياتك التي عنّفتها طمعاً بالحوادث، فكانت مطارق لكَ.
استرْ نفسك أولاً، والاّ ستسرقُ شؤونَك الحياة المتواطئة.
هل سمعت يوماً بالمياه المحرّمة؟
إنها مشرفةٌ على كلّ شيء.

* الحارس الأكيد

أنتَ رجوعٌ فقيرٌ، ذهابٌ فقير وشمعةٌ عاليةٌ، فتيلهُا مدّربٌ على الشّحيح.
هذا جوابُ ليلٍ وحيدٍ ستسمعُه عندما تكون وحيداً.