عبدالله القصيمي: وجه السعودية المضيء

  • 0
  • ض
  • ض

بالأمس صرخ عبدالله القصيمي (1907 ـــ 1996) «كل الشعوب تلد أجيالاً جديدة إلا نحن نلد آباءنا». تحل اليوم الذكرى الـ 20 لرحيل المفكر السعودي في «مستشفى فلسطين» في القاهرة يوم 9 كانون الثاني (يناير) عام 1996. الشيخ المشاكس الذي ساءل وجود الإله حين كانت الصنمية تثقل العقل الديني، وخلخل المقدسات في عز الانحطاط العربي خلال النصف الثاني من القرن العشرين، لم يتحمله مكان في العالم العربي. في الثلاثينيات طُرد من الأزهر بعد تأليفه كتاب «البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية» رداً على مقالة عالم الأزهر يوسف الدجوي، وطردته القاهرة في الستينيات، وبيروت في السبعينيات... ونجا من محاولتي اغتيال في لبنان ومصر بسبب آرائه. ورغم الترسبات السلفية في «هذي هي الأغلال»، فإن الكتاب شكل انقلابه على الفكر السلفي، ليتابع جنوحه نحو التهكم الراديكالي في «يكذبون كي يروا الإله جميلاً»، و«العرب ظاهرة صوتية»، و«الكون يحاكم الإله»، ودعوته الصريحة إلى العصيان والشك والهدم بدلاً من الطمأنينة الساذجة في «الإنسان يعصي... لهذا يصنع الحضارات». كتبه منع معظمها لفترة طويلة عربياً، قبل أن تتسابق الدور إلى نشرها لاحقاً، فيما لم تتوقف الأبحاث والمؤلفات الجديدة عن العودة إلى تجربة القصيمي آخرها «خمسون عاماً مع عبدالله القصيمي» (جداول) للمصري إبراهيم عبد الرحمن الذي صدر العام الماضي.

0 تعليق

التعليقات