لا أحد استطاع العبث بالحلم الأميركي وضميره الأخلاقي كما فعل آرثر ميلر (1915 ــ 2005). اليوم، تحلّ مئوية الكاتب والمسرحي الأميركي الذي رفض دوماً أن تقتصر مشاهدة المسرح على النخبة، داعياً إلى تكريس مسرح في متناول الجميع.
هي فرصة لاستعادة تلك النظرة النقدية التي لا تكلّ، والتي جرّت عليه «اتهامات» بالشيوعية، منذ «الرجل الذي كان ينعم بكل الحظ» (1944) التي عرضت في «برودواي»، و«كلهم أبنائي» التي فازت بجائزة «دراما كريتيكس سيركل»، و«موت بائع متجول» التي نالت جائزتي «بوليتزر» و«دراما كريتيكس اوارد». أبطال مسرحياته الذين يمثلون روح الحياة المعاصرة والإنسان الأميركي وفرديته، سيعتلون الخشبة مجدداً للاحتفال بمئويته. ابتداء من اليوم، تستعيد مسارح وجامعات عالمية عدة في لندن وأميركا أعمال الراحل لمناقشتها وإعادة إخراجها، منها «البوتقة» التي تعرض في «برودواي». أما الحدث الذي ينتظره عشاق أبي الفنون وميلر في العالم، فهو العرض الأول لمسرحيته الأولى No Villain. لم يسبق أن خرج هذا النص الذي كتبه ميلر في العشرين من عمره إلى العلن. ستفتتح المسرحية (1936) التي أخرجها أخيراً شون تيرنر على خشبة مسرح Old Red Lion في شمال لندن في الثامن من كانون الأول (ديسمبر).