حتى الآن، لا يزال دُعاة التظاهر مجهولي الهوية والانتماء السياسي. منصات التواصل الاجتماعي هي منبرهم الوحيد، في ظلّ رفضهم مشاركة أيّ قوة سياسية في حراكهم القائم. معلومات «الأخبار» تشير إلى أن أنصار رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وزعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم (ينفي «الحكمة» ذلك نفياً قاطعاً)، إضافة إلى «الحزب الشيوعي العراقي» (ترفض قيادة الحزب إبداء رأيها في الأحداث) لعبوا دوراً بارزاً في «التحشيد» للتظاهر، إضافة إلى جمعيات المجتمع المدني المدعومة من السفارة الأميركية. اللافت كان غياب «التيار الصدري» عن هذه التظاهرات، إذ رفض زعيم «التيار»، مقتدى الصدر المشاركة فيها، قائلاً: «لا نريد ولا نرى من مصلحة في تحوّل التظاهرات الشعبية إلى تظاهرات تيارية (في إشارة إلى تياره الذي قاد سلسلة من التظاهرات طوال الأعوام الماضية)»، مؤكداً أنه لو أراد ذلك «لأمرنا ثوار الإصلاح بالتظاهر معهم». الصدر - حتى الآن - بعيدٌ عن الانخراط في هذا الحراك، إلا أنه ألمح - في الوقت عينه - إلى إمكانية «إسناده باعتصامات سلمية أو إضراب عام يشترك فيه الشعب كافة...»، ليختم بالقول إننا «نرفض التعدي على المتظاهرين العُزّل الذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً ولا عنفاً».