مع انتهاء اليوم الأول من الماراثون الانتخابي العراقي باقتراع المنتسبين إلى القوات المسلحة، تدخل البلاد صباح اليوم في «صمت انتخابي»، في ظل تشديد «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات» على ضرورة التزام الأحزاب والمرشحين به. وقال الناطق الرسمي باسم «المفوضية»، كريم التميمي، إن «على الأحزاب السياسية والمرشحين الالتزام بالصمت الإعلامي الذي حددته المفوضية، والذي سيبدأ عند الساعة السابعة من صباح الجمعة، أي قبل أربع وعشرين ساعة من بدء يوم الاقتراع، والذي سينطلق في الساعة السابعة من صباح السبت المقبل». وأضاف التميمي أن «هذا التوقيت جاء وفق نظام الحملات الانتخابية الرقم 11 لسنة 2018، على أن تتخذ المفوضية الإجراءات الرادعة بحق من يخالف النظام من الأحزاب والمرشحين»، مشيراً إلى أن «العقوبة قد تصل إلى سحب المصادقة من الحزب أو المرشح، وحرمانه من المشاركة في الانتخابات أو إلغاء نتائجه في التصويت». وقبيل بدء سريان «الصمت الانتخابي»، سارعت القوى والكيانات المتنافسة (وخصوصاً منها ائتلافا «النصر» و«دولة القانون») إلى توجيه «ندائها الأخير» لجمهورها، مستعرضةً «إنجازاتها» طوال السنوات الماضية، في وقت دعا فيه رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ناخبيه، عبر المتحدث باسم «النصر»، إلى انتخاب قائمته، مُقدِّماً وعوداً بإيصال العراقيين إلى «الدولة المنشودة». بدوره، أكد الأمين العام لمجلس الوزراء، مهدي العلاق، إتمام مختلف العمليات اللوجستية والفنية المرتبطة بـ«يوم الاقتراع العام»، لافتاً إلى أن «الحكومة تعمل مع المفوضية المستقلة على تأمين كل ما يلزم من تسهيلات تتيح للناخب حق الإدلاء بصوته دون أي متاعب، ولا سيما ضمان حق التصويت للنازحين».
سجّلت محافظة الديوانية أعلى نسبة مشاركة بلغت 89%


وقد مرّ اليوم الانتخابي الأول بهدوء، حيث أعلن رئيس «الإدارة الانتخابية»، رياض البدران، أمس، «عدم تسجيل أي خرق»، معتبراً أن العملية كانت «ناجحة وتمت بانسيابية عالية، ولم تُسجّل خروقات كبيرة»، موضحاً أن «مراكز الاقتراع سترسل النتائج إلى المركز الرئيس، وستتم عملية الإعلان عنها بعد انتهاء التصويت العام السبت المقبل». لكن وسائل إعلام محلية عدة تحدثت عن تسجيل مخالفات بسيطة كـ«عدم وجود قوائم للناخبين في بعض مراكز الاقتراع».
وعلى الرغم من تحفّظها عن إعلان نسبة المشاركة في «الاقتراع الخاص»، إلا أن «المفوضية» أعلنت أن أعلى نسبة مشاركة سجلتها محافظة الديوانية (89%)، في حين سجّلت محافظة بغداد/ الكرخ أدنى نسبة مشاركة (61%). أما المحافظات العراقية الأخرى، فقد سجّلت النسب الآتية: ميسان 89%، ديالى 83%، واسط 85%، المثنى 82%، البصرة 66%، صلاح الدين 65%، بغداد/ الرصافة 68%، النجف 83%، كربلاء 87%، نينوى 73%، ذي قار 83%، بابل 77%، الأنبار 66%. وهي نسب عالية إلى حدّ ما، قد تنسحب على المشاركة الشعبية في الاقتراع العام، وخصوصاً أن مختلف القوى السياسية تحضّ على المشاركة الفاعلة في التصويت.
في سياق منفصل، حدّد زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، شروطاً لإنهاء الخلاف مع زعيم «ائتلاف دولة القانون»، نوري المالكي، مشترِطاً «موافقة أهالي الموصل والأنبار، وباقي المناطق المغتصبة من قبل الإرهاب، إضافة إلى أهالي شهداء سبايكر والصقلاوية وغيرهم»، متابعاً «(أنني) لن أُقدِم على ذلك ما لم تتمّ إعادة الحقوق العامة، وأموال الشعب المنهوبة، ويُقدَّم الجميع بمن فيهم الرأس إلى محاكمة عادلة تعيد حقوق المواطنين».