سجّل رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، أول من أمس، اسمه في سجل الأحداث التاريخية في تركيا، عندما شارك شيعة بلاده في مراسم إحياء ذكرى عاشوراء، ليكون أول رئيس حكومة تركية يفعل ذلك في بلد يُعد المذهب الشيعي فيه أقلية صغيرة. وحضر أردوغان المناسبة الدينية إلى جانب وزير الدولة فاروق جليك والأمين العام لحزب «الشعب الجمهوري» المعارض سهيل باتوم، وحاكم مدينة إسطنبول حسين أفلي موتلو، وذلك في حيّ زينبية في منطقة هلكالي وسط اسطنبول، حيث لم تمنع الأمطار الغزيرة نحو 4 آلاف شيعي من استذكار موقعة كربلاء.وتمحورت كلمة أردوغان حول بعث رسالة من خلال مشاركته مفادها بأن لا أزمة مذهبية بين المنتمين لمختلف المذاهب الاسلامية في تركيا. وقال «نحن نشعر في قلوبنا بألم كربلاء منذ 1370 عاماً، ونتذكر الحسين كشخص بريء قُتل». ورأى أردوغان أنّ بعض الأحداث الأليمة التي شهدت خلالها تركيا مشاكل بين العلويين والشيعة والسنة هي استفزازات، مطمئناً إلى أنّه لا أحد يمكنه افتعال الأزمات بين المذاهب، لأن «هذا البلد هو لنا، هذه الأرض لنا، هذا التاريخ وهذه الحضارة التركية ملكنا جميعاً». وأشار رئيس الوزراء إلى أنه «لا أحد في تركيا يمكنه الادعاء أنّه متفوق على الآخر. نحن متساوون وإخوة في هذا البلد لأننا جميعنا مواطنون من الدرجة الأولى، لذلك فإنّ المشاكل التي تعاني منها كل ديانات الأتراك هي مشاكلي الخاصة أنا أيضاً، لذلك نحن نحاول أن نحلّ مشاكلنا الدينية من خلال الإجماع». وذكّر أردوغان بما فعلته حكومته في مجال التصالح مع المذاهب الدينية مما لم يكن ممكناً طرحه سابقاً، كـ«إشراك أشخاص من شيعة تركيا في لجنة إعادة النظر في النصوص الدينية التي تُدَرَّس في الحصص الدينية».
بدوره، وضع رئيس الطائفة الشيعية في تركيا صلاح الدين أوزغوندوز مشاركة أردوغان في ذكرى عاشوراء هذا العام في خانة إسكات الأصوات التي تريد افتعال النزاعات بين مختلف مذاهب الدين الاسلامي. وخاطب أوزغوندوز، أردوغان بالقول إنّ «وجودك بيننا خطوة مهمة جداً وذات قيمة مهمة. إنها مشاركة من ينتمي إلى مذهب آخر لكنه يشعر بنفس ما نشعر نحن به. هذه الصورة درس مهم للغاية لتتّعظ منها فرق صغيرة وهامشية في مجتمعنا تتنكر لقيم الأخوّة بيننا وتخدم مشاريع أجنبية ذات نوايا سيئة».
(الأخبار)