أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أن الانتصار النووي يشكل بداية للانتصارات الشاملة والمتتالية، وذلك في كلمة حازت الانتخابات البرلمانية المقررة في شباط المقبل، على حيّز كبير منها.
وقال روحاني، في كلمة ألقاها في الاجتماع المشترك بين مجلس الوزراء والمحافظين في أرجاء البلاد، إن «الانتخابات التشريعية المقبلة (تبدأ في شباط المقبل) يجب أن تجری بحماسة وبشكل رائع يشارك فيها كافة أبناء الشعب»، مشيراً إلى أن إجراء الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس خبراء القيادة، بصورة متزامنة، يعتبر أمراً «مهماً للغاية بالنسبة إلينا». وأضاف أنه «إذا توصّلنا جميعاً إلی هذه القناعة المهمة بأن الشعب الإيراني هو صاحب القرار في البلاد، فإن المشكلة ستعالج»، مصرّحاً بأنه «إن کان أحد يفكر بطريقة أخرى، فإنه سيضر بإيران».
وقال الرئيس الإيراني، متوجهاً إلی المشارکين في الاجتماع: «إنكم تتولون مهمّتين جسيمتين: أولاً إيجاد تحرك اقتصادي واسع واستقطاب الاستثمارات والتكنولوجيا. وثانياً إجراء انتخابات حماسية وبصورة دقيقة ونزيهة، بحيث يشارك فيها کافة أبناء الشعب وأن نفتخر بها».
في سياق آخر، وصف روحاني المفاوضات بأنها «علم وفن»، مؤكداً أن «حكومة التدبير والأمل خاضت المفاوضات النووية، في ظل توجه التعامل البنّاء». وأشار إلى أن إيران «لم تتنازل عن مبادئها وأهدافها الرئيسية في المفاوضات النووية إطلاقاً».
وجاء تصريح روحاني في الوقت الذي أُعلن فيه إنشاء مجلس الشورى الإيراني لجنة خاصة لدرس الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى، كما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية. وتضم هذه اللجنة، التي تعكس تشكيلة مجلس الشورى الذي يهيمن عليه النواب المحافظون، خمسة عشر عضواً، هم ثلاثة عشر من المحافظين واثنان من الإصلاحيين.
من جهته، أكد رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام علي أکبر ولايتي، أن المخطط الجديد الذي تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها عليه هو انتشار العنف والتطرف في الدول الإسلامية.
وأشار، خلال لقائه المستشار الأعلی للرئيس الأفغاني، إلى ما تقوم به عناصر «داعش» في إطار هذا المخطط من انتشار للعنف وقتل للأبرياء في المنطقة، معتبراً أن «هذه الأعمال الوحشية لم تحدث إلا في العهد المغولي حينما لم يكن المنطق سائداً». وشدد أيضاً على ضرورة التصدي للإرهاب، موضحاً أن «کل دولة يجب عليها أن تقوم بمكافحته بحسب إمكاناتها»، مضيفاً أن «ظروف أفغانستان تختلف، تماماً، عن الظروف التي تمر بها سوريا واليمن».

انتقادات أميركية لصفقة «اس 300»

في غضون ذلك، شهدت مسألة توريد منظومة صواريخ «اس 300» الروسية إلى إيران انتقادات أميركية قابلتها ردود روسية، وذلك غداة إعلان الجانب الإيراني عن توقيع الاتفاقية المتعلقة بصفقة الصواريخ، الأسبوع المقبل. ورداً على رفض أميركي لهذه الصفقة، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن «العقوبات الأميركية المفروضة ضد إيران لا تخص روسيا».
وشدد لافروف، في تصريح نقلته وكالة «انترفاكس» على التزام بلاده تنفيذ تعهداتها الدولية وحرصها على عدم انتهاك العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي، موضحاً أن «العقوبات الأميركية لا تهمنا».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعربت عن «معارضتها» للصفقة التي أعلنها وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الصفقة العسكرية «لا تخل بأي قرارات لمجلس الأمن إلا أنه يمكن استخدام تلك المنظومة بطريقة غير سلمية».
وفي هذا السياق، صرّح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية مخائيل بوغدانوف بأنه لدى «موسكو وطهران رؤية واضحة لمسألة توريد منظومات إس 300 الروسية إلى إيران». قال بوغدانوف، في حديث إلى وكالة «نوفوستي» الروسية، إن «هذا الموضوع يمكن اعتباره مغلقاً بالنسبة إلى الجانبين، بعد حل المسألة من الناحية المبدئية، ولم يبق إلا تفاصيل فنية». يأتي ذلك بعدما أكد مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الروسية أن تزويد إيران بمنظومات «إس300»، سيكون قبل نهاية العام الحالي، إلا أنه أضاف أن عدد المنظومات سيبقى نفسه الذي نص عليه العقد القديم.
في غضون ذلك، أعلن وزير الاقتصاد الأوكراني ايفاراس ابرومافيشيوس أنه سيزور إيران، على غرار زملائه الأوروبيين، للاستفادة من فرص تجارية في أعقاب التخفيف المتوقع للعقوبات. ولكنه ربط هذا الموضوع برفع العقوبات من قبل الكونغرس الأميركي.
وقال ابرومافيشيوس إنه سيزور طهران في 14 إيلول، لثلاثة أيام ترافقه «مجموعة كبيرة من قادة القطاع الصناعي» بالإضافة إلى وزير الزراعة. وأضاف خلال اجتماع لمجلس الوزراء أن أوكرانيا تريد «تحسين العلاقات مع (إيران) بعدما نأمل أن يكون رفعاً للعقوبات من قبل الكونغرس الأميركي».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)